عادي

خريجة من «أمريكية الشارقة»: الجامعة أنقذتني

20:01 مساء
قراءة 4 دقائق
1


الشارقة: «الخليج»
 كانت بالافي دين، خريجة الجامعة الأمريكية في الشارقة والمصممة الداخلية لعام 2020 بحسب مجلة «أركيتيكشيرال دايجست» الشرق الأوسط المرموقة، في الصف التاسع عندما حصلت على أول جائزة تقدير.
تقول: «تكشفت لي في تلك اللحظة حقيقة واحدة وهي أن العمل الجاد يؤدي إلى نتيجة».
واليوم أصبحت دين هي المؤسس والمدير الإبداعي لشركة «روور»، وهي إحدى شركات التصميم المتخصصة الرائدة في الإمارات.
تعمل دين مع فريق من المبدعين الشباب معظمهم من النساء، وتواصل وضع معايير عالية للتصميم الداخلي في المنطقة، فالشركة دائماً ما تستقبل العملاء الذين يريدون إنشاء مساحات انتقائية من مختلف القطاعات سواء التجارية أو الطعام والشراب أو الضيافة أو التعليم أو السكن. وكانت شركة «روور» قد فازت في عام 2020 بجائزتين للتصميم الداخلي التجاري لمقر تاكيدا المستوحى من العمارة اليابانية، ومطعم مزة هاوس، وهو مطعم شرق أوسطي معاصر في دبي، فضلاً عن فوزها بجائزة أفضل شركة للتصميم الداخلي المتخصص لهذا العام.
تقول: «لا يتعلق الأمر بالفوز بالجوائز، فقد يقف الحظ بجانبك ليوم واحد أو عام واحد ولكن لن يكون كذلك للأبد، لذلك يجب التركيز أولاً وأخيراً على تحقيق الجودة في العمل وبصورة مستمرة. إن المعايير إلى أستند عليها في تقييم أعمالنا، بخلاف الجوائز والأوسمة، هي العملاء المتكررين، والزملاء السعداء في العمل، والقناعة بالعمل الإبداعي».
من السمات التي طالما تميزت بها دين منظورها المتجدد. وقد حافظت دين، والتي هي من أوائل خريجي الجامعة الأمريكية في الشارقة، على علاقة قوية مع الجامعة، فعادت إليها لتعمل أستاذاً زائراً في عام 2011، حيث حرصت على تقديم النصح والإرشاد للطلبة في كلية العمارة والفن والتصميم، كما أنها كانت من الموظفين الأوائل لخريجي الكلية في شركتها. وترى دين أن هذه العلاقة المستمرة مع الجامعة هي طريقتها في التعبير عن امتنانها للدعم الذي تؤمن بأنه قادها لتحقيق ما حققته اليوم، فهي في يوم من الأيام كانت ستضطر للتخلي عن دراستها بسبب ظروفها المالية.
تقول: «إن واحداً من الأشياء الكثيرة التي أكررها عن الجامعة هي أنني ما كنت لأتخرج وأصبح ما أنا عليه لولا المنحة الدراسية التي حصلت عليها منها، في لحظة ما من حياتي لم تكن لدي أي إمكانيات مالية تسمح لي بالاستمرار في الدراسة في الجامعة لأتخرج، كنت على وشك الاستسلام وأنا في السنة الرابعة (لم يبق لي سوى عام على التخرج) للبحث عن وظيفة، ولكن الجامعة كانت داعمة للغاية وأنقذتني. حصلت على منحة دراسية بنسبة 90 %، كما حصلت على وظيفة مساعد تدريس. تخيلوا حدث هذا وأنا في التاسعة عشرة من عمري، لا يمكنني أن أنسى أبداً تلك المساعدة ».
وأضافت: «عندما أستذكر الماضي، أجد أنني تلقيت الدعم من الأساتذة المناسبين، وأن الحكومة والهيئات التنظيمية منحتني فرصة لا تعوض. وأنا اليوم في هذه المرحلة أجد أن الوقت هو أثمن ما لدي، وهو الشيء الوحيد الذي يمكن أن أبذله لرد الجميل ومشاركة النعم التي حصلت عليها».
عملت دين بعد تخرجها مع عدد من الشركات العالمية الرائدة مثل «نورر» و«آر أم جيه أم»، و«بي آر بي أكيتيكنس» في لندن، وشركة «جودوين أوستن جونسون»، حيث كانت أصغر موظفة في فريق العمل.
قالت: «أن أكون أصغر الموظفين عمراً في شركة كبيرة متعددة الجنسيات كان بمثابة نجاح بالنسبة لي لأنه على الرغم من أنني كنت قد بدأت للتو في العمل في عالم العمارة والتصميم الداخلي كان هناك أشخاص يسبقونني بسنوات كبيرة في الخبرة استطاعوا رؤية موهبتي وقرروا إعطائي فرصة بغض النظر عن عمري وجنسي وجنسيتي».
شعرت دين بالرهبة من خوض غمار العمل وهي التي تخرجت في جامعة لم تكن معروفة نسبياً بعد، وهي الجامعة التي أصبحت بعد نحو 20 عاماً على إنشائها تصنف من بين أفضل 200 جامعة على مستوى العالم، والأولى في الإمارات العربية المتحدة في مجال العمارة والبناء بناءً على تصنيفات مؤشر «كيو أس» العالمي للجامعات لعام 2020.
قالت: «تبين لي من خلال العمل في هذه الشركات الكبيرة أنني أحمل شهادة ممتازة من الدرجة الأولى وضعتني بمصاف أي خريج من جامعة عالمية مرموقة. وأنا الآن من أشد المدافعين عن الجامعة الأمريكية في الشارقة، والتي أراها على قدم المساواة مع أي جامعة أخرى في أي مكان في العالم بسبب جودة أعضاء هيئتها التدريسية».
الآن وبعد أن أصبحت من مؤسسي الشركات، نهلت دين من مواهب التصميم المتنامية في الإمارات  كما أنها لم تخف إعجابها بجودة خريجي كلية العمارة والفن والتصميم. إلا أنها كانت تبحث دائماً في عملها عن صفات معينة في موظفيها.
قالت: «يمكنني العثور على مليون مصمم لديهم مهارات العمل على برامج التصميم، ولكن هذا ليس ما أبحث عنه. أريد أشخاصاً يتمتعون بالذكاء العاطفي، والشعور بالمسؤولية. أريد أشخاصاً أستطيع أن أرى الشغف والعاطفة والفضول الحقيقي للعمل معي في الشركة، ووجدت من خلال حضور عروض الطلبة في الجامعة والتحدث إلى الأساتذة أن الطلبة لديهم هذا الدافع والاحترام الجميل لهذه المهنة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"