عادي

سكان نيويورك يبذلون جهوداً مضنية لانتزاع مواعيد التلقيح

20:21 مساء
قراءة 3 دقائق
1

نيويورك - أ ف ب
في ظل المشكلات التقنية المتكررة والنقص في الجرعات، يبذل سكان كُثر في نيويورك جهوداً مضاعفة للحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا، ما يزيد الضغط النفسي، خصوصاً لدى المسنّين.
واحتاجت السيدة «دي» البالغة 78 عاماً إلى ثلاثة أيام للحصول على الموعد المنتظر، بعدما جنّدت لهذه الغاية ابنيها وزوجة أحدهما، وهم نجحوا في المهمة بعد «الكثير من المحاولات» وساعات طويلة من الانتظار على الإنترنت.
وقد بحث هؤلاء عن مكان شاغر في كل المواقع المتاحة، بما يشمل نقاطاً بعيداً جغرافياً عن «دي»، وقد حصلت المرأة السبعينية أخيراً على جرعتها صباح الجمعة في إيست هارلم على بعد عشرات الكيلومترات من منزلها في شمال نيويورك.
ومنذ توسيع نيويورك حملة التلقيح لتشمل الأشخاص فوق سن 65 عاماً بعدما كانت تقتصر على من هم فوق الخامسة والسبعين من العمر، وفق توصيات الحكومة الفيدرالية، يعاني كثيرون من تأمين مواعيد التلقيح عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بسلطات الولاية أو بالمدينة.
وتشهد المنصة المخصصة لهذا الغرض مشكلات تقنية متكررة، على غرار موقع مدينة نيويورك.
وما يزيد الوضع تعقيداً أن مدينة نيويورك تخصص مراكز تلقيح مختلفة عن تلك المستخدمة من الولاية، وللمواقع الخاصة بالمدينة، هناك شبكات عدة يستعين كل منها بأسلوب حجز خاص.

ولايات أخرى تعاني
لا يقتصر حال الارتباك هذه على نيويورك، إذ يتصاعد الغضب في ولايات أخرى بينها فلوريدا وأوريجون مروراً بتكساس، مع انتقادات تطول ثغرات في نظام العمل.
يقول آرت هونان (77 عاماً) قبيل تلقيه جرعة اللقاح: «مواقع التلقيح أنفسها تتمتع بتنظيم جيّد، لكن الناس يعانون حالاً من القلق الشديد قبل استخدامها».
ويضيف: «ثمة حالة من الجنون حالياً للحصول على هذه المواعيد. أعرف أناساً يأخذون موعدين أو ثلاثة» في مسعى لانتزاع المكان والزمان الأكثر ملاءمة لهم.
ويواجه المسنّون تحديات تقنية كبيرة إذا أرادوا حجز موعد لهم على هذه المنصات الإلكترونية من دون دعم آخرين.
ويستعين البعض بمساعدة الطبيب المعالج لهذه الغاية، على غرار كونستانس البالغة 67 عاماً التي نالت موعداً بهذه الطريقة في إيست هارلم.

انقطاع اللقاحات
يحاول البعض حجز موعد لهم بواسطة الهاتف، رغم أن هذه الطريقة تشكّل مصدر ضغط نفسي أكبر مقارنة بالمواقع الإلكترونية.
وتصف إيفا لي (65 عاماً) الوضع قائلة: «تبقون منتظرين على سماعة الهاتف كالأبله»، إلى أن تستسلم وتنهي المحاولة، واستمر الحال كذلك إلى أن التقت الجمعة امرأتين في الحافلة نصحتاها بالتقدم إلى مركز للتلقيح في الحي رقم 115. هناك سجلت اسمها أملاً في الحصول على موعد للتلقيح الأسبوع المقبل.
وقال حاكم نيويورك أندرو كوومو الجمعة إن كل المواعيد تقريباً حُجزت للأسابيع الـ14 المقبلة، وهو الحد الزمني الأقصى لها في الولاية.
وهو أخذ على الحكومة الفيدرالية توسيعها نطاق التلقيح ليشمل الأشخاص فوق سن 65 عاماً، إضافة إلى فئات سكانية أخرى، من دون زيادة كمية اللقاحات الموزعة.
وعلى العكس تماماً، شهدت ولاية نيويورك تراجعاً في كمية اللقاحات التي تسلمتها الأسبوع الماضي إلى 250 ألفاً في مقابل 300 ألف جرعة في الأسبوع السابق، ما أوجد «وضعاً شديد التعقيد»، بحسب كوومو.
ونتيجة لذلك، اضطرت بعض المراكز الاستشفائية، بينهم ماونت سيناي، إلى إلغاء كل عمليات التلقيح بسبب حالات النقص.
وقد وعد الرئيس المنتخب جو بايدن بتسريع التسليم، لكن في الانتظار، قد تعاني نيويورك «انقطاعاً في اللقاحات الأسبوع المقبل»، وفق تحذير رئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو الجمعة.
وبعد الانتقادات التي طالتهما بسبب بطء حملة التلقيح، ضاعف حاكم الولاية ورئيس بلدية المدينة الجهود، إذ فاق عدد اللقاحات التي مُنحت للسكان في ولاية نيويورك حتى الجمعة 827 ألفاً.
وقال بيل دي بلازيو الجمعة: «بعد كل التقدم الذي أحرزناه»، سيكون تعليق التلقيح «ضرباً من الجنون».

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"