بدأ بيت الشعر في الأقصر أنشطته للعام الجديد 2021 م ببرنامج تحت عنوان «شموس مضيئة في الشعر العربي المعاصر»، ويهدف إلى التعريف بالعديد من الشعراء العرب من الرموز الذين كانت لهم بصمة واضحة، وبإحداث نقلات نوعية في طرائق وأدوات وملامح الخطاب الشعري، وذلك عبر أمسية تقام كل شهر.
والبداية كانت مع الشاعر محمد مفتاح الفيتوري الذي انتسب خلال حياته ومشواره الإبداعي إلى عدة دول عربية، حيث ولد في غرب كردفان بالسودان وتربى وتلقى تعليمه في الإسكندرية بمصر وتعلم في الأزهر الشريف في القاهرة، ثم عاد إلى السودان وظل فيه إلى منتصف ثمانينيات القرن الماضي وغادرها إلى ليبيا، ثم إلى المغرب الأقصى وبقي فيها حتى وفاته في إبريل عام ٢٠١٥.
«شعر محمد الفيتوري.. الرؤية والتشكيل» كان عنوان أمسية هذا الشهر، قدمها الدكتور عايدي علي جمعة أستاذ الأدب العربي في جامعة «أكتوبر للعلوم الحديثة و الآداب»، والذي قال: «يعد الفيتوري من أصدق وأشهر من عبروا عن معاناة القارة الإفريقية في النصف الثاني من القرن العشرين، فقد أصدر ثلاثة دواوين متتابعة عن إفريقيا هي: أغاني إفريقيا، عاشق من إفريقيا، واذكريني يا إفريقيا، وإذا كان الفيتوري قد التزم بقضايا إفريقيا فإنه قد التزم أيضا بقضايا وطنه العربي على امتداده، وقد استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة بين التزامه بقضايا واقعه السياسي والاجتماعي من ناحية والجانب الإبداعي من ناحية أخرى، وقد ظهر وعيه بالتقنيات الحديثة لكتابة القصيدة في النصف الثاني من القرن الماضي، وذلك من خلال تفاعله الخاص مع لغة الكتابة الشعرية وتوظيف التراث والأسطورة وتقنيات البناء الدرامي والبنية الموسيقية، واستطاع بذلك أن يحقق لنفسه مكانة كبيرة في شعرنا المعاصر.
من جانب آخر وفي إطار مساعيه المستمرة لتطوير الشراكات مع المؤسسات الثقافية والإعلامية بادر بيت الشعرفي الخرطوم، بإنشاء برنامج إذاعي يوثق للشعراء السودانيين ويبث أمسيات عبر أثير الإذاعة القومية ليعيد للمشهد الأدبي ذكرى برامج رصينة لم تزل في ذاكرة المستمع السوداني.
وعبر د.الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر، عن احتفائه الكبير بتلك الشراكة، ومن جانبه شكر مدير الإذاعة السودانية محمد عبدالكريم البيت الذي فتح الأبواب واسعة للمد الشعري الذي يعكس ثراء وتنوع وتفرد التجربة السودانية.
