عادي

فلسطينيو مخيمات البدو بالضفة الغربية يكافحون للتعلم عن بُعد في زمن «كورونا»

19:06 مساء
قراءة دقيقتين
فلسطين

رغم محاولاتها العديدة، لم تستطع الطالبة الفلسطينية وعد بشارات (13 عاماً) الدخول على الإنترنت عبر الهاتف المحمول لحضور حصة دراسية مع زميلاتها في فصل للتعليم عن بُعد وهي جالسة في المرعى تتابع غنم والدها قرب طوباس في الضفة الغربية.
فمع عدم توصيل بيوتهم بالشبكة الكهربائية وافتقارهم إلى التكنولوجيا اللازمة للتعلم عن بُعد، يكافح طلاب البدو الفلسطينيون في غور الأردن لمواكبة التعلم الإلكتروني وسط إغلاق المدارس أثناء جائحة كوفيد-19.
وقالت وعد بشارات: «واجهت صعوبة لأدخل إلى الحصة بسبب الإنترنت، وكنت أرعى الأغنام وحدي، ودخلت إلى الحصة متأخرة وكانت منتهية، كما أواجه صعوبة أخرى تتمثل في عدم توفر الإنترنت والأجهزة، لأن أخواتي وإخواني لديهم حصص أيضاً، فيحضر أحدنا الحصة الدراسية، في حين ينتظر الآخرون».
وتوضح الفتاة أن أباها يحتاج إلى هاتفه المحمول عند الخروج إلى سفوح التلال مع قطيع الغنم، وعندما يعود إلى المنزل يتناوب أبناؤه الستة، وكلهم في المدارس أو الجامعات، لاستخدامه في دروس افتراضية عبر الإنترنت.
وأضافت وعد: «إذا لم أحضر سيتم تسجيلي غائبة، ولن أتمكن من متابعة المواد الدراسية لأن الكثير من المعلومات المهمة ستُدرس في غيابي، وقد أخسر الفصل الدراسي بالكامل، لأنه أثناء الحصة تدخل المديرة لتتفقد أسماء الطالبات الحاضرات، وتسجل أسماء الغائبات، وقد كثرت الأيام التي غبت فيها عن الدروس».
من جانبه أوضح والدها، برهان بشارات (48 عاماً)، أن الأسرة لا تستطيع شراء أجهزة محمولة بعدد الأبناء لحضور دروس عبر الإنترنت في نفس الوقت.
وقال: «تتوفر الطاقة الشمسية، ولكنها لا تكفي لهذا الغرض، إنها بالكاد تؤمن النور، وأحياناً تنقطع الكهرباء، وأنا لدي 5 طلاب ولا أستطيع توفير أجهزة الهاتف المحمول للجميع».
كما تقول شيماء (16 عاماً)، وهي الأخت الأكبر لوعد، إنه حتى لو توفر لهن الهاتف، فغالباً لا تتوفر كهرباء كافية وطاقة تجعل الهاتف مشحوناً بشكل كامل طوال الوقت.
وأضافت شيماء بشارات: «نتعلم عن بعد حالياً، وهناك صعوبات كثيرة من حيث قلة عدد الأجهزة، لدرجة أنني أحضر حصة دراسية، ثم تأتي أختي لتحضر حصة دراسية، فضلاً عن انقطاع الكهرباء، وأحياناً لا نستطيع حضور حصة واحدة حتى».
يُشار إلى أن المجتمعات البدوية في الضفة الغربية تعاني من انقطاع الطاقة ونقص الكهرباء وزيادة مستوى الفقر قبل بدء جائحة كورونا.
لكن عدم توفر الكهرباء والإنترنت الهوائي المنزلي جعلهم يعتمدون على الهواتف المحمولة التي تعمل بنظام إنترنت الجيل الثالث، والتي يقولون إنها غير كافية للتعلم عن بُعد.
وذكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2013 أن 41 في المئة من العائلات البدوية التي تعيش في المنطقة (ج) بالضفة الغربية، ليس لديها مصدر للكهرباء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"