مــــا الفـــرق بين «الإخوان» و«حسم»؟

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لمن لا يعرف حركة «سواعد مصر» المعروفة ب«حسم»، التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، هي إحدى أذرع «جماعة الإخوان» في مصر، وتأسست في مطلع عام 2016، وكان أول ظهور لها في مايو/ أيار من ذلك العام، عندما أعلنت يومها مسؤوليتها عن محاولة اغتيال مفتي الديار المصرية السابق، الدكتور علي جمعة. ثم توالت عملياتها الإرهابية بعد ذلك، لتطال عدداً من القضاة الذين شاركوا في محاكمة قادة «الإخوان»، ومن بينهم محمود مرسي، إضافة إلى عدد من ضباط الشرطة، ونقاط التفتيش الأمنية، وتفجير في سفارة ميانمار، وكان أخطرها الحادث الإرهابي الذي وقع في أول آغسطس/ آب 2019 أمام مستشفى معهد الأورام وسط القاهرة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصاً وإصابة آخرين.

 هذا هو تاريخ «الإخوان» المخضب بالدم، والجرائم منذ تأسيس الجماعة عام 1928 على يد حسن البنا، حيث كان ما يعرف ب«التنظيم السري» آنذاك هو الأداة التي تنفذ الاغتيالات ضد معارضيها، إضافة إلى التفجيرات التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء، وتواصل هذا النهج بعد ثورة يوليو 1952، وصولا إلى انقلابهم العام 2012، واستيلائهم على السلطة، ثم بعد أن لفظهم الشعب في ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013، وإلى يومنا هذا.

 والخطوة الأمريكية بإدراج «حركة حسم»، واثنين من إرهابييها الفارين في تركيا وهما يحيى السيد وعلاء السماحي على لائحة الإرهاب، هي خطوة ناقصة على أهميتها، لأن الإدارة الأمريكية أرادت أن تميز بين جماعة الإخوان، و«حسم»، رغم أنها يشكلان جسماً إرهابياً واحداً، ولا فرق بالتالي بين الأصل والفرع، وبين الجناح السياسي والجناح العسكري، لذا بدت خطوة إدارة ترامب في آخر أيامها غير مفهومة، لكن يبدو أن هذه الإدارة أرادت أن تفعل شيئاً في مواجهة الإرهاب، أو أنها قصدت القول إن ترامب أوفى بتعهدات كان قطعها ضد الإرهاب، خصوصاً أن محاولات جرت في الكونجرس قبل عامين لإدراج «جماعة الإخوان» في قائمة الإرهاب، لكن المحاولة لم تبصر النور.

 ولعل سبب هذا القرار الناقص أن الدولة الأمريكية العميقة لا تزال ترى في جماعة الإخوان «قوة إسلامية معتدلة»، كما تروج لنفسها في الدول الغربية، وأنه يمكن الاعتماد عليها، وتوظيفها عند الحاجة، طالما تستطيع تنفيذ أجندات أجنبية، كما تم توظيفها خلال عهد باراك أوباما في تسميم الحراك الشعبي العربي، وتحويل مطالبه في العدالة، والمساواة، والحرية، إلى خراب وإرهاب طال معظم العالم العربي.

 لطالما راهن «الإخوان» على الفوضى كسبيل لتحريك المشهد تجاه تحقيق طموحاتهم، وأهدافهم، وهم في سبيل الوصول إلى هذا الهدف يلملمون أشتاتهم لعلهم يستعيدون بعض قوتهم، خصوصاً أنهم يجدون في تركيا ملاذهم الحصين الذي يوفر لهم ما يحتاجون إليه من مال، وإعلام، ومأوى، وتواصل مع العالم الخارجي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"