عادي

«آيرينا»: مصادر الطاقة المتجددة الأكثر مرونة لإعادة بناء الاقتصادات

22:33 مساء
قراءة 4 دقائق
1

أكد فرانشيسكو لاكميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أن فيروس كورونا المستجد، قد تسبب باضطراب لا هوادة فيه، وكشف عن هشاشة أنظمة الطاقة والأنظمة الاقتصادية لدينا.
وقال لاكميرا في كلمته خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام على هامش اجتماعات الوكالة، إن مصادر الطاقة المتجددة أثبتت أنها أكثر مرونة من الأشكال الأخرى لتوليد الطاقة هذا العام، موضحاً أن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة قد أثبتت أن أفضل استراتيجية وأكثرها فعالية لإعادة بناء الاقتصادات هي مواءمة التعافي مع أهداف التنمية والمناخ على المدى الطويل.
وأضاف: سمعنا مؤخراً من جميع البلدان تقريباً أن الطاقة المتجددة أثبتت بالفعل أنها مفيدة للاقتصادات، وكذلك جيدة للبيئة، وربما يكون التحول في مجال الطاقة أعظم فرصة اقتصادية لجيل كامل، وهو بلا شك حافز لخلق فرص العمل والنمو.
وقال: يُظهر تحليلنا أن كل مليون دولار يُستثمر في مصادر الطاقة المتجددة من شأنه أن يخلق 25 فرصة عمل - أكثر بثلاث مرات من الوظائف في الوقود الأحفوري.
وأوضح أنه لوضع تحويل الطاقة في قلب حزم التحفيز الاقتصادي خلال العامين المقبلين، يجب أن تتضاعف الاستثمارات في التحول إلى تريليوني دولار سنوياً، و في المقابل، سيخلق هذا 5.5 مليون وظيفة مرتبطة بالتحول بحلول عام 2023.
وتابع: «إذا تمكنا من زيادة الإنفاق خلال العقد إلى 4.5 تريليون دولار سنوياً حتى عام 2030، فإننا نعزز الاقتصاد العالمي بنسبة 1.3% إضافية ونخلق 19 مليون وظيفة إضافية».
وتطرق لاكميرا في حديثه إلى انه حان الوقت الآن للابتعاد تماماً عن استثمارات الطاقة غير المستدامة، مشيراً إلى تقديرات الوكالة إلى أنه تم التخطيط لاستثمارات غير مستدامة في مجال الطاقة بقيمة 10 تريليونات دولار من الآن وحتى عام 2030.
ولفت إلى أهمية إيقاف الفحم، موضحاً أن استبدال 500 جيجاوات الأكثر كلفة من السعة التي تعمل بالفحم - أي ما يعادل أكثر من 700 محطة - بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، من شأنه أن يخفض التكاليف بما يصل إلى 23 مليار دولار سنوياً.
إلى ذلك شارك الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي في المؤتمر الصحفي الذي نظمته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» ضمن فعاليات الدورة الحادية عشر لاجتماع جمعيتها العمومية، إلى جانب فرانشيسكوا لاكاميرا المدير العام ل«آيرينا»، والدكتورة نوال الحوسني المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى «آيرينا».
واستعرض في حديثه لوسائل الإعلام إلى النمو والتقدم الذي حققته الوكالة في إجمالي عدد أعضائها، ومساهمتها في مضاعفة حجم الطاقة المتجددة عالمياً منذ انطلاقها، وأشار إلى أن الوكالة ساهمت بقوة عبر تعاونها مع دولها الأعضاء خلال العام الماضي عبر دورها في تقدم الخبرة لمساعدة الدول على مراجعة مساهماتها المحددة وطنياً وزيادة حصص الطاقة المتجددة في تعهداتها.
ولفت د.النعيمي إلى أن دولة الإمارات وبفضل الرؤى المستشرفة للمستقبل، وضعت أحد أهم تعهداتها ضمن التقرير الثاني لمساهماتها المحددة وطنياً أن تصل بنسبة الطاقة المتجددة من إجمالي مزيج الطاقة المحلي إلى 8.4 جيجاوات في 2030.
شارك الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة في الاجتماع الوزاري الذي أقيم ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من فعاليات اجتماعات الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، تحت شعار «التخطيط الوطني للطاقة وتنفيذه لتعزيز تحول الطاقة».
واستعرض النعيمي خلال الاجتماع التقرير الثاني للمساهمات المحددة وطنياً لدولة الإمارات والذي تم الإعلان عنه وتسليمه إلى أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في ديسمبر الماضي، موضحاً أن «رفع سقف مساهمات الدولة في التقرير الثاني يمثل خطوة داعمة ومعززة لمسيرة تحقيق التنويع الاقتصادي والتحول نحو منظومة الاقتصاد الأخضر، وتسريع وتيرة تحول الطاقة عبر زيادة الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة».
وقال الدكتور النعيمي: إنه على الرغم من الإنجاز الذي حققته دولة الإمارات خلال العقد الماضي حيث ارتفع إجمالي الطاقة المتجددة من 10 ميجاوات في 2009 إلى 2400 ميجاوات حالياً، إلا أن الدولة وبفضل رؤى وتوجيهات قيادتها الرشيدة تعمل على مواصلة مسيرتها المحلية والعالمية للعمل على تعزيز قدرات مواجهة تحدي التغير المناخي.
قالت د.نوال الحوسني، المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»: «اجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) هو ملتقى عالمي للخبراء والمختصين والحكومات والمنظمات الدولية المعنية بقطاعات الاستدامة والممارسات الخضراء والطاقة من مختلف أنحاء العالم؛ لبحث أفضل السبل لتسريع إنجاز التحول إلى ممارسات أكثر استدامة في توليد الطاقة، وتعزيز كفاءة استخدامنا لها، على مستوى الأفراد والمجتمعات، بالاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة والحلول الذكية والأبحاث والتطوير وبالاستفادة من الإرادات الحريصة على مستقبل مستدام للأرض. 
وأضافت: قطعت دولة الإمارات شوطاً طويلاً في إنجاز استراتيجية متكاملة للطاقة تحقق الاستفادة المثلى من مختلف مصادرها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية المنشودة وطنياً وعالمياً بشكل مستدام يلبي احتياجات النمو ويحمي مستقبل الأجيال القادمة. وهي تواصل هذا التوجه الريادي بتنويع مزيج الطاقة لديها على طريق تحقيق هدفها الاستراتيجي بالوصول إلى 50% من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، بدعم لا محدود من قيادة الدولة، وبالتعاون مع مختلف المؤسسات والمنظمات حول العالم.
وأكد أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة أن اعتماد تقنيات الطاقة المتجددة هو الخيار الأمثل لتطبيق استراتيجيات إزالة الكربون كما أنه يشكل أيضاً خياراً منطقياً من الناحية الاقتصادية فضلاً عن كونه يوفر الكثير من فرص العمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"