عادي

علي أبو الريش: أمام اتحاد الكتّاب مسؤوليات كبيرة

23:26 مساء
قراءة 4 دقائق
1

الشارقة: علاء الدين محمود 

يسعى «الخليج الثقافي» في هذه المساحة الجديدة للاستماع إلى أصوات وآراء المثقفين الإماراتيين حول عدد من القضايا المتعلقة بمجمل أوضاع الثقافة، وذلك انطلاقا من قناعة أن المشهد الثقافي المحلي لن يكتمل ازدهاره إلا بالحوار الجاد والخلاق بين مختلف المشاركين في المنتج الأدبي والفني، المبدع والناقد والمؤسسة الثقافية، لكي يصل إلى القارئ في النهاية بصورة تليق بالحراك الثقافي الحيوي الذي تشهده الإمارات في العقود الأخيرة. 

أثار الروائي علي أبو الريش، جملة من المحاور المهمة في علاقة الكاتب بمؤسساته الثقافية و وجه مجموعة من الرسائل المهمة في هذا الشأن.

في البدء تحدث أبو الريش عن وزارة الثقافة والشباب، وذكر أن الوزارة تقف على رأسها وزيرة شابة، وهذا يعني تمتعها بالحيوية والطموح، وبالتالي من الضروري أن يكون هناك تناغم مع المثقفين والكتاب والأدباء الإماراتيين للوقوف على ما يحملون من أفكار ورغبات وأمنيات، فالمثقف لديه آمال وطموحات كبيرة، ويجب على الوزارة أن تكون جسراً، وقناة تنقل كتابات وإبداعات الإماراتيين إلى الخارج وتعرف بهم، فهي محطة للتواصل، فالمثقف في كل مكان في العالم هو في أمس الحاجة لأن يكون معروفاً، وأن يتم تداول منتجه خارج حدود بلاده، وهذا هو الدور الذي تقوم به وزارات الثقافة، بالتالي فإن المطلوب من الوزارة أن تهتم بهذا الجانب، فتصدير الأدب الإماراتي إلى الخارج يجب أن يكون أولوية من أولويات الوزارة.

ولفت أبو الريش إلى ضرورة التواصل بين الوزارة ودوائر الثقافة في كافة الإمارات واتحاد الكتاب، فمن الضروري أن تكون هناك صلة بين تلك المؤسسات المهمة التي تشرف على العملية الثقافية والإبداعية، غير أن ذلك للأسف الشديد لم يحدث حتى الآن.

وأكد أبو الريش، أن هناك مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ويجب أن يتصدى لها كما ينبغي، فهو ليس مؤسسة شيدت من أجل الوجاهة أو الاختلاف في الرأي، بل إن دوره الأساسي هو أن يكون سنداً للمثقفين والمبدعين بتبني مطالبهم، والانحياز لهم ولقضاياهم وشواغلهم وإنتاجهم وإبداعهم، فلا يجب أن يكون الاتحاد عبارة عن مبنى فقط، فالأدباء في أمس الحاجة لأن يكون الاتحاد معنى أيضا، وصاحب صوت مسموع في الداخل و الخارج، وهذا يتطلب أن يتحلى أعضاء تلك المؤسسة الكبيرة والقائمون على أمرها بالعمل الجاد في خدمة الثقافة وحركة الإبداع في الإمارات، وأن ينصرف عملهم وهمهم نحو الابتكار وصناعة الرؤى والمشاريع والاستراتيجيات التي تستفيد منها الثقافة والمثقف في الإمارات التي صار لها موقع ومكانة يجب أن تعزز بالعمل الحقيقي وبالمزيد من الإبداع.

ملفات 

ووجه أبو الريش لوماً ونقداً لبعض الملفات والصفحات الثقافية في الصحف الإماراتية، وذكر أن بعضها يعيش في حالة اغتراب، فهي تعتمد في موادها على أعمال ونتاجات من الخارج، بحيث تم تغييب صوت المثقف الإماراتي، على عكس ما كان يحدث في الماضي، عندما كانت الصحف تهتم بالأدب والإبداع المحلي، وتقوم بنشر أعمال المثقفين على صفحاتها، فيجب على الصحافة أن تعبر عن الإمارات وثقافتها باعتبارها بيئة خصبة للقراءة والكتابة والإبداع.

وأوضح أبو الريش أن بعض الصفحات الثقافية بدأت مؤخراً في الاتجاه نحو إظهار إبداعات المثقف الإماراتي على نحو ما تفعل صحيفة «الخليج»، فالمطلوب فعلا وجود صفحات وملفات ثقافية تلعب مثل هذا الدور، وتناقش وتنتقد بقوة وصرامة لا أن تجامل فقط.

 وأبان أبو الريش أن المسؤولية في عدم ابراز دور المثقف الإماراتي لا تقع فقط على الصحافة والصفحات الثقافية، ولكن حتى بعض المثقفين الإماراتيين لهم دور في هذا «النعاس»، الذي يسود اليوم، لأنهم قد اتخذوا الأدب من أجل الترف فقط.

وأشار أبو الريش، إلى غياب صوت النقد وحركته في كل العالم العربي، وليس الإمارات فقط، فالنقاد صاروا عملة نادرة، وبعضهم يعمل على طريقة «إما معك أو ضدك»، من دون منهجية أو مؤسسية، في حين أن المطلوب بشدة هو وجود نقد حقيقي، وتشريح وقراءة النص حتى يستفيد الكاتب والقارئ معاً، وكذلك فإن المطلوب تحليل جاد للكتابات والمنتج الإبداعي من أجل الخروج من الشرنقة المغلقة.

ضوابط النشر

ولفت أبو الريش إلى ضرورة وجود ضوابط تنظم عمل دور النشر، من حيث المعايير والمقاييس لتجاوز العشوائية، فلابد من رقابة ليست من أجل المنع بل لتصحيح المسار.

وأوضح أبو الريش، أن دور النشر تقوم بطباعة كم كبير من المؤلفات والكتب بهدف الربح من دون الالتفات إلى المحتوى، حيث أن بعض هذه الدور ليست لها علاقة بعملية الثقافة، حيث يهتمون بالكم وحركة البيع، دون الأخذ في الاعتبار طبيعة المواد التي يقومون بنشرها، والتي لا تعبر عن الأدب والثقافة الإماراتية، وهذا الأمر يسهم في تدني الذائقة وتسليع الثقافة، بالتالي لابد من وقفة وانتباه لما يمارس من قبل بعض دور النشر، فبعض الذي يطبع وينشر لا يستحق أن يذهب إلى جمهور القراء.

وختم أبو الريش بالتشديد على أهمية أن تكون هناك حركة ثقافية تشارك فيها جميع الجهات والمؤسسات الرسمية بعلاقات تعاون وتكاتف من أجل خدمة الحراك الثقافي في الدولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"