عادي

عويضة المرر: الإمارات ثاني أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً

20:06 مساء
قراءة 3 دقائق
1


أبوظبي: «الخليج»

قال المهندس عويضة مرشد علي المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي إن التصدي لظاهرة التغير المناخي ركيزة أساسية لحياة صحية ومستقبل مستدام، مؤكداً خلال كلمته الرئيسية في افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021 على أن اقتصاد المستقبل هو اقتصاد أخضر ومجتمع المستقبل هو مجتمع أخضر.
وتابع المهندس عويضة المرر كلمته قائلاً: «ونحن نحاول اليوم تجاوز تبعات انتشار فيروس كورونا المستجد، ندرك أكثر من أي وقت مضى ضرورة العمل على إزالة الكربون من بنيتنا التحتية، والعمل على تعزيز أنماط وعمليات الاستهلاك والإنتاج المستدام لمواردنا الأساسية، بما يسهم في تعزيز قدرتنا على التكيف مع ظاهرة تغير المناخ».
وأوضح أن الإمارات هي ثاني أكبر منتج للمياه المحلاة على مستوى العالم، حيث تقوم بإنتاج حوالي 14% من إجمالي المياه المحلاة في العالم.
وتطرقت الكلمة الرئيسية إلى كيفية استدامة المياه، حيث أشار إلى سببين رئيسيين لتناول هذه القضية، أولهما الفرص التي توفرها كفاءة إنتاج المياه، والبنية التحتية للمياه الخالية من الكربون التي من شأنها المساهمة في الحد من مخاطر تغير المناخ، والتأثير في وفرة المياه وجودتها وكميتها، والثاني الارتباط الوثيق بين المياه والغذاء والطاقة، وكيف يمكن لهذا التكامل بين هذه العناصر الثلاثة تحسين الأمن، ودعم مسيرة التحول للاقتصاد الأخضر، وجعل المياه أولوية وطنية.
تضاعف الاستهلاك العالمي
وتابع المرر: وفقاً لتقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية لعام 2020، فقد تضاعف الاستهلاك العالمي من المياه ست مرات في القرن الماضي، وهو يزداد بنسبة1% سنوياً، ومن المتوقع استمرار هذا الارتفاع لعام 2050، وذلك في وقت يعيش فيه أكثر من ملياري شخص بدول تعاني «إجهاداً مائياً شديداً»، فيما يعاني حوالي 4 مليارات شخص ندرة شديدة بخدمات مياه الشرب المدارة بطريقة مأمونة خلال شهر واحد على الأقل من العام. وأشار إلى أن ظاهرة تغير المناخ ستؤدي إلى تفاقم الوضع في البلدان التي تشهد «إجهاداً مائياً»، وتثير مشكلات مماثلة في العديد من المناطق الأخرى من العالم التي لا تعاني أي «إجهاد مائي» في الوقت الراهن.
وقال: يمكننا من خلال تحسين إدارة المياه بطريقة أفضل وأكثر كفاءة في إنتاجها، دعم الجهود الرامية للتصدي لتغير المناخ، وتعزيز القدرة على توفير إمدادات كافية من المياه الصالحة للشرب على نطاق عالمي.
مياه الخليج
وتناول عويضة المرر الوضع المائي في دولة الإمارات، ودول الخليج العربية، مؤكداً أن ندرة المياه فيها هو أمر متوقع بسبب التضاريس الجغرافية والنظم البيئية السائدة فيها. وقال: «نعتمد على تحلية المياه كمصدر أساسي لمياه الشرب وبديلاً رئيسياً لموارد المياه التي نحتاج إليها لاستدامة الحياة والأنشطة الزراعية والصناعية».
وأوضح أن دولة الإمارات هي ثاني أكبر منتج للمياه المحلاة على مستوى العالم، حيث تقوم بإنتاج حوالي 14% من إجمالي المياه المحلاة في العالم تمثل تقريباً جميع المياه الصالحة للشرب فيها.
وقال: تمتلك أبوظبي تسع محطات لتحلية المياه تصل طاقتها الإنتاجية الإجمالية إلى 960 مليون جالون في اليوم، وفي الوقت الذي نواصل فيه التوسع في البنية التحتية للمياه عبر بناء محطات تحلية جديدة، ندرك تماماً الأثر البيئي لهذه العملية، ومن هذا المنطلق فإننا نسعى باستمرار للاستفادة من أحدث الابتكارات وتقنيات التحلية، والتقنيات الأخرى المستخدمة في تقليل ملوحة المياه، وذلك بجانب تبني استراتيجيات جديدة ومبتكرة لإدارة الطلب على المياه.
التناضح العكسي
وأوضح رئيس دائرة الطاقة بأبوظبي: تستخدم أربعة محطات تحلية حالية تقنية التناضح العكسي، وتقوم بإنتاج حوالي 15% من المياه المحلاة في الإمارة، ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبة لتصل إلى 30% بحلول عام 2022 بالتزامن مع تشغيل محطة الطويلة لتحلية المياه في مجمع الطويلة للطاقة التي وصلت كلفتها إلى ملياري درهم.
وأشار إلى أن هذه المشروعات تم دعمها بمجموعة من المبادرات الحكومية الرامية إلى الحد من معدلات استهلاك الفرد من المياه، وترشيد عملية الطلب عبر إعادة استخدام مياه الصرف الصحي، وتقليل الاستهلاك، وتقليص الهدر وتحسين كفاءة استخدام المياه في شبكات الري العام.
واختتم المرر: إن موضوع المياه يشكل مصدر قلق لكثير من دول العالم، ويتطلب اهتماماً عالمياً وعملاً جماعياً موحداً، ونحن بحاجة للعمل على ابتكار استراتيجيات محلية وإقليمية وعالمية من شأنها المساهمة في التغلب على ندرة وشح المياه الصالحة للشرب، وتقليل آثار تغير المناخ على وفرتها للجميع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"