يجب تعلمها وإن كبرنا

يعتبر التواصل مع الناس مهارة، البعض يتقنها ويعرف كيف يتعاطى معها، والبعض الآخر يجهلها تماماً. وهناك من لا يعرف الطرق ولا السبل نحو التواصل الفعال المثمر مع الآخرين، لكن لديه فضول كبير ورغبة بالتعلم فتجده يتعلم بالطريقة الصعبة، وهي تلك التي تعتمد على التجربة والخطأ، بمعنى يجرب هذه الطريقة وتلك، ويركز على الصحيحة والناجحة، وحتى يصل لإتقان المهارة اللازمة يكون قد مرّ بالكثير من السقطات التي جعلت البعض يأخذ عنه فكرة سلبية.
 لذا أفضل طريقة نحو تواصل فعال ومفيد وناجح، هو تعلم الأسس والطرق المثلى والصحيحة. وفي هذا السياق من الأهمية معرفة أنواع وأهداف التواصل الفعال، ومنها: اللفظي، البصري، الكتابي، وهناك التواصل الرسمي، وغني عن القول بأن التواصل اللفظي يعدّ من أوضح هذه الأنواع وأقدمها وأبسطها، بل يعدّ هو التواصل الأعم والأكثر بين الناس. لذا أعتقد أن إتقان المهارة اللفظية سيفتح الأبواب أمام إتقان باقي مهارات التواصل، لهذا من الأهمية أن نضبط مفرداتنا والكلمات التي نتفوّه بها، وكما يقال نزن كلماتنا وما نريد التعبير عنه.
 ومن هذه الجزئية تظهر أهمية الكلمات المباشرة الرقيقة التي تحمل المعنى بهدوء، وأيضاً تبلغ الآخرين بأنك تملك الثقافة والمعرفة، دون أن يكون في حديثك ملل أو ما يجعل الآخرين يبتعدون عنك. وإن كانت لديك موهبة فطرية في التواصل مع الآخرين فقم بتنميتها. وأتذكر صديقة خلال دراسة المرحلة الثانوية، لم يكن مستواها الدراسي متفوقاً، بل على العكس كانت تعاني من صعوبة في بعض المواد الدراسية، ومع هذا كنا نراها محبوبة من المعلمات، بل كنا نرسلها للتحدث نيابة عنا مع أي معلمة نريد أن نطلب منها شيئاً، ما مثل تأجيل اختبار مادتها الدراسية، أو نحوها من المواضيع، ودون شك أنها كانت تتقن الأساليب في كيفية طرح الموضوع، والتحدث حوله. 
مرة أخرى موضوع التواصل مع الآخرين من المواضيع الحيوية جداً في حياتنا الاجتماعية، وقد وضعت تحت هذا العنوان الكثير من الكتب والمؤلفات، وتنشر بين وقت وآخر الكثير من الدراسات، فضلاً عن الكثير من النظريات والآراء العلمية التي تضاف لهذا الموضوع؛ وهذا يدل على اتساع مجاله وحيويته، فضلاً عن الأهمية البالغة لنا كأفراد. اعمل على تقوية مهارتك الاتصالية والتواصلية مع الآخرين، وقم ببنائها على أسس سليمة، حتى تحصد النجاح وتتجنب الكثير من العقبات والصعوبات. أعتقد أننا بحاجة لتعلمها وإن كبرنا وغادرنا مقاعد الدراسة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com