عادي

أمريكا بايدن ستكون حازمة مع الصين وإيران لكن باستراتيجية جديدة

15:16 مساء
قراءة 3 دقائق
أمريكا

واشنطن - أ ف ب
أكد الوزراء في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الذي يتولى مهامه الأربعاء، حزمهم في مواجهة الصين وإيران لإسكات الاتهامات بالضعف، لكنهم وعدوا بقطيعة مع الدبلوماسية الأحادية لدونالد ترامب.
وقال وزير الخارجية في هذه الإدارة أنتوني بلينكن: «يمكننا الفوز في المنافسة مع الصين»، وذلك منذ بداية عملية المصادقة على تعيينه من قبل مجلس الشيوخ.
وكرر خطاباً عزيزاً على ترامب يصف الدولة الآسيوية العملاقة بأنها البلد الذي «يشكل أهم تحد» للولايات المتحدة.
واعترف بأن الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته، الذي نادراً ما يلقى إشادة من الديمقراطيين، كان «محقاً في اتخاذ موقف أكثر حزماً ضد الصين».
ويبدو أن شهادة التقدير هذه أثارت ارتياح ترامب الذي ركز عشية مغادرته البيت الأبيض على استراتيجيته في مواجهة الصين.
وقال الملياردير خلال كلمة وداع بثها البيت الأبيض: «قمنا بإحياء تحالفاتنا ووحدنا دول العالم في مواجهة الصين كما لم يحدث يوماً».
وتخوض الولايات المتحدة مواجهة قاسية مع الدولة الآسيوية العملاقة أضفى عليها مايك بومبيو وزير الخارجية في إدارة ترامب، طابع حرب باردة جديدة.

موقف عدائي
ضاعف المحافظون الأمريكيون اتهاماتهم بالضعف لبايدن؛ معتبرين أنه ينتمي إلى الطبقة الحاكمة التي أملت باستمرار في أن تؤدي العولمة إلى إحلال الديمقراطية في الصين.
وفي مواجهة هذه الانتقادات، يؤكد الفريق الديمقراطي أنه سيكون قادراً على مواجهة بكين.
وقال أنتوني بلينكين إنه يشاطر مايك بومبيو ما أعلنه الثلاثاء من اتهامات للصين بـ«الإبادة الجماعية» ضد الإيجور المسلمين.
من جهتها، أكدت وزيرة الخزانة المقبلة جانيت يلين: «يجب أن نتصدى للممارسات التعسفية وغير العادلة وغير القانونية للصين» في الأمور التجارية.
أما المديرة المقبلة للاستخبارات الوطنية أفريل هينز فقد اعترفت بأن الديمقراطيين لم يكونوا حازمين بدرجة كافية في ظل إدارة باراك أوباما الذي كان جو بايدن نائباً للرئيس في عهده من 2009 إلى 2017.
وقالت: «إنني أؤيد موقفاً جريئاً» من أجل «التصدي لواقع صين أكثر ثقة بنفسها وأكثر عدوانية».
ووعد أنتوني بلينكن بدبلوماسية معاكسة لتلك التي اتبعها دونالد ترامب وأثارت غضب حلفاء الولايات المتحدة، وغازلت حكاماً مستبدين وتمثلت بخرق الاتفاقيات الدولية وازدراء المؤسسات متعددة الأطراف، وقال: «يجب أن نواجه الصين من موقع قوة وليس ضعفاً»، مؤكداً أن هذا يشمل «العمل مع الحلفاء بدلاً من تشويه سمعتهم، والمشاركة في المؤسسات الدولية وقيادتها بدلاً من التخلي عنها».

أقوى وأكثر قابلية للاستمرار
فيما يتعلق بإيران، يريد جو بايدن بشكل واضح استئناف الحوار، لكن وزير الخارجية في إدارته أراد طمأنة العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين الذين عبروا عن قلقهم.
ويريد الرئيس المنتخب العودة بسرعة إلى الاتفاق الدولي الموقع في 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي انسحب منه ترامب؛ معتبراً أنه ليس كافياً لاحتواء طهران، وأكد بلينكن هذه السياسة قائلاً: «إذا عادت إيران» إلى التزاماتها النووية التي تتراجع عنها يوماً بعد يوم.
ورأى أن الخروج من هذا الاتفاق الذي دانه باستمرار الحلفاء الأوروبيون لواشنطن، عزز التهديد النووي الإيراني وجعل طهران «أكثر خطورة».
لكنه وعد أيضاً باستخدام العودة إلى اتفاقية 2015 «كنقطة انطلاق مع حلفائنا وشركائنا الذين سيكونون مرة أخرى في الجانب نفسه للسعي إلى اتفاق أقوى وأكثر ديمومة»، موضحاً أن ذلك يجب أن يشمل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وكذلك «أنشطتها المزعزعة للاستقرار» في الشرق الأوسط.
وبمعزل عن الملفات المحددة، وعد بلينكن بـ«تنشيط التحالفات الأساسية» للولايات المتحدة لإعادتها إلى «خط المواجهة» على الساحة الدولية.
وقال إن «القيادة الأمريكية ما زالت مهمة»، وأضاف: «معاً نحن في وضع أفضل بكثير لمواجهة التهديدات التي تشكلها روسيا وإيران وكوريا الشمالية، والدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان».
ولتنفيذ هذا الوعد بـ«عودة أمريكا»؛ سيعلن بايدن فور وصوله إلى البيت الأبيض في واشنطن الأربعاء عودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ.
وأكد بلينكين أنه سيحاول التفاوض مع روسيا على تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية «ستارت 2» التي تنتهي في الخامس من شباط/فبراير، في مسألة تشكل أول الاختبارات الدبلوماسية للإدارة الأمريكية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"