خام الحديد يتخبط بين قوة العرض واعتدال الطلب

20:43 مساء
قراءة 3 دقائق

كلايد راسل *

استهل «خام الحديد» عام 2021 بنفس الطريقة التي أمضى بها معظم فترات العام الماضي مع الارتفاع صعوداً، وزاد من حدة المشهد تحليق الأسعار الفورية بنسبة 75% في عام 2020.
بالمقابل، وفي حين أن مكون صناعة الصلب يواصل مسيرته الممتازة، قد تبدأ الأساسيات شيئاً فشيئاً في الانقلاب ضد المزيد من المكاسب، مع احتمال أن يكون انخفاض الأسعار أكثر رجوحاً.
الأسباب الرئيسية التي تدعو إلى توخي الحذر بشأن سعر خام الحديد هي زيادة العرض من كبار المصدرين أستراليا والبرازيل وجنوب إفريقيا، والعلامات المبكرة على احتمال استقرار إنتاج الصلب الصيني هذا العام.
ووفقاً لتقدير وكالة أسعار السلع الأساسية «آرجوس»، انتهى السعر الفوري لخام الحديد القياسي الذي تم تسليمه إلى شمال الصين بنسبة 62%، عند 172.30 دولار للطن في 15 يناير/كانون الثاني الجاري، بزيادة 7.8% عن نهاية العام الماضي وقريباً من أعلى مستوى تم الوصول إليه على الإطلاق بنحو 175 دولاراً في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
خام الحديد هو إحدى السلع التي تجاهلت تأثير جائحة فيروس كورونا بسرعة، حيث أصبح من الواضح أن الصين، التي تشتري حوالي ثلثي الأحجام المنقولة بحراً عالمياً، كانت تنفق بشكل كبير لتحفيز اقتصادها.
في نفس الوقت الذي فتحت فيه بكين صنابير التحفيز، كانت هناك مخاوف بشأن الإمدادات، لا سيما في البرازيل المصدر الثاني وجنوب إفريقيا التي تحتل المرتبة الثالثة، حيث تضررت المناجم وأنظمة النقل بإجراءات لمحاولة احتواء تفشي الفيروس.
ولكن هناك دلائل الآن على تعافي الإمدادات إلى حد كبير، حيث أظهرت بيانات تتبع السفن والموانئ التي جمعتها «ريفينتيف» شحنات ضخمة من كبار المصدرين في ديسمبر/كانون الأول.
وبلغت الصادرات الأسترالية نحو 80 مليون طن من الحديد الخام في ديسمبر، وهي الأعلى منذ يونيو/حزيران حين صدرت القارة 82.8 مليون طن عبر العالم.
من جهتها شحنت البرازيل حوالي 34 مليون طن في ديسمبر، وهي الكمية الأكبر أيضاً منذ سبتمبر/أيلول من عام 2020، وأعلى بكثير من نطاق 20.8 مليون طن إلى 24.8 مليون طن الذي ساد من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار من العام نفسه.
في حين بلغت صادرات جنوب إفريقيا 5.34 مليون طن في ديسمبر، وهو أعلى مستوى في 11 شهراً، وأعلى بكثير من 4.55 مليون طن في نوفمبر/تشرين الثاني و3.33 مليون طن في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
أظهر كل من المصدرين الرئيسيين الثلاثة اتجاهاً صعودياً في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد لا يكون مفاجئاً نظراً لقوة الطلب من الصين، وارتفاع الأسعار وانتعاش عمليات التعدين في البرازيل وجنوب إفريقيا.
وفي حالة زيادة العرض، يصبح السعر الفوري منوطاً بما يحدث للطلب في الصين.
ليس هناك شك في أن عام 2020 كان عاماً ممتازاً، حيث أنتجت الصين رقماً قياسياً بلغ 1.05 مليار طن من الصلب، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تجاوز حاجز المليار.
هل سيتكرر الأداء في عام 2021؟ يعتمد هذا إلى حد كبير على من تتحدث إليه، حيث توقع معهد الصين لتخطيط وأبحاث صناعة المعادن، زيادة بنسبة 1.4% هذا العام إلى حوالي 1.065 مليار طن من إنتاج الصلب.
ومع ذلك، دعا وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات شياو ياكينج وبحزم صناعة الصلب إلى خفض الإنتاج وضمان حدوث انخفاض على أساس سنوي في عام 2021.
يبدو أن حديث شياو يتعلق بالأهداف الحكومية للتحكم في قدرة تصنيع الصلب والحد من استهلاك الطاقة والتلوث الناتج عن الصناعة.
إذا كان هناك تعارض بين أهداف النمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة والتلوث، فمن المرجح أن تعطي بكين الأولوية للنمو.
ومع ذلك، حتى إذا استمر التحفيز الاقتصادي في قطاع الإنشاءات الذي يستخدم الصلب بكثرة، فمن الصعب أن نرى ارتفاع الطلب على المادة في عام 2021 كما حدث في عام 2020.
من المرجح أن يرتفع طلب الصين على الصلب بشكل معتدل هذا العام، وربما ليس بأكثر من المعروض من خام الحديد.
يشير المنحنى الآجل لخام الحديد في بورصة سنغافورة إلى التيسير التدريجي للسعر الفوري، ولكن من الجدير بالذكر أن السعر المحدد في العقود حتى يوليو/تموز القادم لا يزال أعلى من 150 دولاراً للطن، وهذا يشير إلى اعتقاد السوق بأن طلب الصين سيكون قوياً بما يكفي لإبقاء العرض تحت السيطرة.
عامل آخر جدير بالملاحظة هو أن واردات الصين من خام الحديد تراجعت لثلاثة أشهر متتالية إلى 96.74 مليون طن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهي الحد الأدنى منذ مايو/أيار من عام 2020.
وفي حين أن الانخفاض في واردات الخام قد يكون بسبب عدم كفاية العرض، فإن انتعاش العرض اليوم سيرسم ملامح السعر الفوري للمادة.
*كاتب في «رويترز»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب في رويترز

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"