عادي

سلطان الجابر يدعو إلى الاستثمار الذكي في مصادر الطاقة الجديدة

15:58 مساء
قراءة 4 دقائق
منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي

أبوظبي: «الخليج»

أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، قوة العلاقات الثنائية الاستراتيجية التي تربط بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، خلال الدورة الخامسة من «منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي» الذي انعقد افتراضياً في العاصمة أبوظبي ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة.
وأشار د. الجابر خلال جلسة تفاعلية مع آموس هوشتاين، المبعوث الأمريكي الخاص والمنسق السابق لشؤون الطاقة الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن دولة الإمارات والولايات المتحدة تربطهما علاقات متينة تقوم على المبادئ والقيم المشتركة والمصالح الاستراتيجية، معرباً عن تفاؤله بشأن تعزيز العلاقات التجارية في مختلف القطاعات. كما أشار إلى تطلع دولة الإمارات للعمل عن قرب مع الولايات المتحدة الأمريكية بهدف توحيد الجهود العالمية للتصدي لتداعيات تغير المناخ وتسريع التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد «كوفيد».
علاقات وثيقة مع أمريكا
وقال: تمتلك دولة الإمارات والولايات المتحدة علاقات ثنائية وثيقة ومتعددة الجوانب تشمل الشؤون الدبلوماسية والأمن والطاقة والتجارة والثقافة. ويمتلك البلدان نظرة متماثلة حول أهمية تحقيق السلم وتوفير الفرص وتمكين النمو والازدهار. ويعد توقيع معاهدة السلام الإبراهيمية مثالاً على ذلك، حيث تم بدعم من الدبلوماسية الأمريكية، ولأول مرة، مد جسور التواصل والتعاون بين إسرائيل ودول الخليج. ولا شك في أن هذه الاتفاقية تسهم في إتاحة فرص النمو الاقتصادي للمنطقة بأسرها.
وأضاف: كذلك تمتلك دولة الإمارات علاقات استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة في مجال الطاقة، وفيما يستعد كل من البلدين الصديقين لمرحلة ما بعد كوفيد، أعتقد أن هنالك فرصاً عديدة لتعزيز التعاون والشراكة في مختلف مجالات وجوانب قطاع النفط والغاز، والعديد من القطاعات الأخرى. ولدينا حالياً اتفاقيات امتياز وشراكات استراتيجية في مجال الاستكشاف مع عدد من الشركات الأمريكية من بينها «إكسون»، و«أوكسي»، و«بيكر هيوز». وهناك أيضاً فرص لتعزيز التعاون في مجال إنتاج النفط والغاز من الموارد غير التقليدية التي نعمل على استكشاف المزيد منها في أبوظبي.
وتابع: هناك المزيد من الفرص للاستفادة من التعاون الثنائي في مجال تقنيات تعزيز استخلاص النفط، ومصادر الطاقة الجديدة مثل الهيدروجين وتقنيات التقاط الكربون، وكذلك في مجال الطاقة النظيفة التي يمكن أن تقدم حلولاً عملية لتحديات ظاهرة التغير المناخي.
تنوع من مصادر الطاقة
ودعا إلى الاستثمار الذكي في مصادر الطاقة الجديدة لخلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة، موضحاً نهج دولة الإمارات في هذا المجال ضمن جهودها لتحقيق التنمية المستدامة والتصدي لتداعيات تغير المناخ.
وقال الجابر: قدمت دولة الإمارات مساهمات إيجابية عدة في إيجاد حلول للعديد من التحديات العالمية، بما فيها تداعيات تغير المناخ. وقامت قيادتنا الرشيدة بإطلاق «مصدر» قبل 15 عاماً لتصبح اليوم مركزاً مهماً للتكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة في دولة الإمارات، والعالم، ومقراً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا».
وأضاف: تمتلك «مصدر» اليوم استثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة في 30 دولة حول العالم، بما فيها دولة الإمارات، فنحن نؤمن بالأفعال، ورأينا على مدى السنوات الماضية كيف يمكن للاستثمار الذكي في تنويع مزيج الطاقة أن يؤتي ثماره.
وأشار إلى أنه عند تأسيس «مصدر» في عام 2006 كان يُنظر إلى طاقة الشمس والرياح على أنها ذات إمكانات محدودة وباهظة التكلفة، وبالمقارنة، استطاعت دولة الإمارات مؤخراً تحقيق رقم قياسي جديد للطاقة الشمسية منخفضة الكلفة بتعرفة قدرها 1.35 سنت لكل كيلوواط ساعة، في أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم والذي تم إطلاقه في منطقة الظفرة في أبوظبي.
التزام إماراتي
وأكد الدكتور سلطان الجابر التزام دولة الإمارات بالحد من تداعيات تغير المناخ، مشيراً إلى أن الإمارات كانت أول دولة في المنطقة توقع على اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، والأولى التي تلتزم بخفض الانبعاثات على مستوى جميع القطاعات، في أعقاب تسليمها ثاني مساهماتها المحددة وطنياً بشأن تغير المناخ إلى الأمم المتحدة.
وشدد على أن التعاون والشراكة بين الدول وبين القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك قطاع النفط والغاز، تمثل عاملاً مهماً لتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
وأوضح أنه يجب أن يكون قطاع النفط والغاز في صلب الحوار حول تغير المناخ، وأن القطاع يلعب دوراً مهماً في الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون، لافتاً إلى أن العالم سيبقى بحاجة إلى النفط والغاز لعقود عدة قادمة، كما أشار إلى أن دولة الإمارات تستثمر في خفض انبعاثات الكربون في عملياتها في قطاع النفط.
آفاق الوقود المستقبلي
وذكر الجابر أن دولة الإمارات تستكشف آفاق الوقود المستقبلي، مثل الهيدروجين، الذي يمكن أن يحدث تحولاً في قطاع الطاقة. وقال إن «أدنوك» تنتج حالياً نحو 300 ألف طن من الهيدروجين سنوياً كجزء من عملياتها الصناعية، وهي تستكشف الفرص التجارية في هذا المجال في أسواق آسيا وأوروبا، وذلك لوضع دراسة جدوى تمكنها من أن تصبح مورداً رئيسياً للهيدروجين الأزرق.
وفي ختام حديثه، تبادل الدكتور سلطان أحمد الجابر الآراء ووجهات النظر حول كيفية تحقيق التوازن بين ضرورة تحقيق التنمية الاقتصادية في الاقتصادات الناشئة، والحاجة لاتخاذ إجراء عالمي إزاء تغير المناخ.
وقال: باعتقادي أنه يمكننا تسريع وتيرة التقدم بشأن أهداف تغير المناخ وضمان تحقيقها إذا تجنبنا تصميم سياسات موحّدة تتبع نفس النهج، حيث ينبغي أن تأخذ الجهود العالمية للحد من تغير المناخ في الاعتبار تفاوت معدلات التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: نحن متفقون على أن الحد من انبعاثات الكربون يعد هدفاً مشتركاً، ولكن لا ينبغي أن يقوض هذا الهدف قدرة الاقتصادات الناشئة على النمو ومنح شعوبها مستقبلاً أفضل، موضحاً أن العالم بحاجة إلى إنشاء الآليات الصحيحة من حيث التمويل ومزيج الطاقة والتنمية الاقتصادية الشاملة التي تحقق التوازن الضروري بين التنمية الاقتصادية والحد من تداعيات تغير المناخ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"