عادي

بكتيريا لإصلاح المباني ذاتياً

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين
1

 

طور علماء بريطانيون من عدة جامعات، بقيادة جامعة نيوكاسل، تقنية جديدة تساعد المباني والأنفاق والجسور على إصلاح نفسها ذاتياً، من خلال نوعين من البكتيريا (سبوروسارسينا باستوري، سبوروسارسينا يوريا)، ويتم وضعهما داخل كبسولات صغيرة، وعندما يظهر صدع في الهيكل الخرساني للماني تتمزق الكبسولات وتتكاثر البكتيريا، ما ينتج كربونات الكالسيوم «المكون الرئيسي للحجر الجيري، والموجود في أصداف الكائنات البحرية»، بما يعزز من «الكالسيت المعدني» الصلب في الأحجار، ويسهم في عملية الشفاء الذاتي على أي عمق في الحجر قد يظهر فيه شق، ويعمل على تدعيم أحجار المبنى ورأب الصدع في حال التشقق والأضرار بطريقة مماثلة للكائنات الحية عند تلفها، وكالخلايا المناعية في جسم الإنسان المسؤولة عن اكتشاف الإصابات والمساعدة في الشفاء، وهو ما يجعل المباني أكثر أماناً، وخفضاً لانبعاثات غاز الاحتباس الحراري في الجو.
وقالت د. ماجداليني ثيودوريدو من جامعة نيوكاسل: «المواد الحجرية بطبيعتها مستقبل بيولوجي، بفضل تركيبتها المعدنية وبنيتها المجهرية المسامية، وهو ما يمكن البكتيريا التي استخدمناها من أن تعيش دون مشاكل في مثل هذه البيئات، وتؤدي إلى تكوين معادن جديدة (الكالسيت) طالما أنها تستطيع الوصول إلى الماء والأكسجين».
وأجرى العلماء اختبارهم على مبنى تينترن التاريخي في مونماوثشاير، ويلز، حيث أظهرت اختبارات على عينات الحجر من الموقع أن البكتيريا يمكن أن تصلح بنية البناء، في وقت تقتصر فيه معظم علاجات ترميم المباني القديمة وحمايتها على الطلاءات الموجودة على سطح البناء. ويعزز ثيودوريدو حديثه بأن استخدام علاجات الشفاء الذاتي البكتيرية، يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص للبنية التحتية الحيوية التي يصعب الوصول إليها، مثل الجسور والأنفاق، وذلك من شأنه أن يسهم في تحقيق أهداف الاستدامة العالمية.
وأعرب الخبراء عن أن صناعة البناء مسؤولة عن حوالي 5-12% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أوروبا، و11% في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها مسهماً رئيسياً في تغير المناخ، من خلال مساعدة المباني على الاستمرار لفترة أطول مع عدد أقل من الإصلاحات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"