عادي

الكشف المبكر.. وقاية من الأمراض

21:44 مساء
قراءة 5 دقائق
1

تحقيق: راندا جرجس
يتمثل الدور الرئيسي للطب في الوقاية من الأمراض قبل وصف العلاج، وكلما التزم الإنسان بالكشوف الدورية، والتحاليل اللازمة على فترات متقاربة؛ استطاع أن يكتشف الأمراض الصحية المحتمل حدوثها، وكيفية الحد من مضاعفاتها والسيطرة على الأعراض الشديدة، وقد شهدت السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في الأدوات والأجهزة، وتطوّر تقنيات التحاليل، وبعض طرق الاختبارات الطبية المبتكرة، ما يؤدي إلى اختصار زمن التشخيص والبدء في خطة العلاج في وقت وجيز، كما توفر معظم المستشفيات الفحص المبكر لحديثي الولادة خلال 72 ساعة لخفض معدلات الأمراض الناتجة عن العوامل الوراثية، والوقاية من الإعاقة الذهنية أو الجسدية، كفحص القلب ووجود الثقوب، وقصور الغدة الصماء، والأنيميا المنجلية والثلاسيميا، والصمم الوراثي وغيرها، وفي هذا التحقيق يخبرنا الخبراء والاختصاصيون عن بعض الطرق الحديثة في الكشف المبكر عن الآفات البسيطة أو المزمنة.

يقول الدكتور عمر حابو، طبيب الصحة العامة، إن وسائل الكشف المبكر تشــــمل التحاليل اللازمة كصــــورة الدم الكامل ونــــسبة الدهون، ووظائف الأعضاء الأساسية داخل جسم الإنسان كالكلى والكبد، وقــــياس نسبة السكر والعــــلامات الحيوية كالضغط والنبض، ودرجة الحرارة، ومعدل التنفس، والوزن ومتابعتها.
كما يمكن الكشف عن بعض السرطانات في بداية نشأتها عن طريق تحاليل دلالات الأورام كالكبد، والبروستاتا، والثدي بجهاز الماموجرام، واستخدام المناظير لسرطان الرئة والجهاز الهضمي، إضافة إلى إمكانية الكشف المبكر عن بعض الأورام الخبيثة من خلال الجينات المسؤولة عن نشأتها، وتوقع حدوث أنواع محددة منها.
متابعة دورية
ويلفت د.عمر إلى أن هناك بعض المشكلات المرضية التي تحتاج إلى متابعة دورية مستمرة مثل: السمنة وزيادة الوزن المفرطة، وتصلب الشرايين عن طريق قياس نسبة الدهون، وفشل القلب بمتابعة ضغط الدم، وداء السكري، وأمراض الكلى من خلال تحليل البول، ووظائف الكلى، كما يجب على كبار السن قياس كثافة العظام؛ لتجنب الهشاشة.
معدل الشفاء
ويؤكد د.عمر أن معدلات الشفاء عند اكتشاف المرض خلال وقت مبكر تكون نسبتها مرتفعة؛ لأنها تمنع حدوث المشاكل الصحية قبل تطورها، ويتم تحديد العلاج المناسب للحالة والسيطرة على المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المصاب، وتجنب المضاعفات، وعلى سبيل المثال لا الحصر: عندما يقوم الطبيب باكتشاف داء السكري فور الإصابة به، يتمكن الشخص من تعديل نمط حياته، والمحافظة على تناول الطعام الصحي، وتقليل السكريات بشكل عام، وبذلك يستطيع أن يتجنب تأثيرات السكري السلبية على أعضاء الجسم مثل: شبكية العين، والأعصاب، والأوعية الدموية وغيرها، ويمكن قياس هذا المثال مع الأمراض الأخرى كارتفاع ضغط الدم، وزيادة الكوليسترول الضار، وهشاشة العظام.
التنظير التشخيصي
ويذكر الدكتور محمد منير علوا، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، أن التنظير التشخيصي يستخدم في استكشاف الجزء العلوي والسفلي من الجهاز الهضمي؛ للكشف عن وجود أي مشكلات أو آفات وأخذ الخزعة، وهناك نوعان:
* مـــــنظـــــار مـــناطــــــق المعــــــــدة والمـــــــريء والجـــــزء الأول مــــــن الأمعاء الدقـــــيقة (الإثني عشر).
*منظار القولون والجزء البعيد من الأمعاء الدقيقة.
حالات طبية
ويبين د.محمد أن منظار المعدة يعد من الإجراءات الضرورية؛ للوقاية من الأورام الخبيثة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، أو من يعانون تاريخاً عائلياً للإصابة بسرطان المعدة مع سوء الامتصاص، أو حدوث إنذارات وأعراض في أي عمر، مثل: عسر الهضم، وألم شرسوفي مع قيء دموي، وصعوبة في البلع، وقيء مستمر مع فقدان الوزن، وارتداد الحمض الحراري، ويستخدم تنظير الكبسولة في استكشاف مشكلات الأمعاء الدقيقة.
دلالات مرضية
ويلفت د.محمد إلى أن هناك بعض العلامات التي تعد دلالة على وجود مشكلة ما بالقولون، ويتطلب كشفها بالمنظار التشخيصي، وتتمثل الأعراض في: الإسهال الدموي المزمن مع تغيير حديث في عادات الأمعاء، والإمساك الشديد، أو وجود دم مخفي في البراز، ونزيف المستقيم إلا في حال وجود دليل على وجود نزيف شرجي في سن مبكرة، إضافة إلى ضرورة إجراء تنظير المعدة والقولون في حالة الإصابة بفقر الدم غير المبرر أو آلام البطن.
استخدامات متنوعة
ويذكر د.محمد أن التنظير يمكن أن يستخدم أيضاً للسيطرة على النزيف، وإزالة الزوائد اللحمية الأجسام الغريبة والحصوات من القناة الصفراوية، وبالون المعدة لتقليل الوزن، وتصريف كيس البنكرياس والعديد من الإجراءات الطبية الأخرى، وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الحالات النادرة التي يُمنع فيها استخدام المنظار التشخيصي، مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية الحادة، والانثقاب المشتبه فيه أو انسداد الأمعاء.
إجراءات متعددة
ويشير الدكتور امتياز زكي، أخصائي الجراحة العامة، إلى أن المنظار بشكل عام له العديد من الاستخدامات، تفيد في الكشف المبكر عن الأمراض التي يمكن أن يعانيها المريض؛ حيث يمكن استخدامه في التشخيص وأخذ خزعة لإرسالها للفحص وتحديد المرض، إضافة إلى إمكانية إصلاح بعض المشكلات الطبية أثناء إجراء المنظار وخاصة في منطقة البطن والأعضاء المحيطة، ومن أبرز هذه الحالات:
* جراحات الكبد، والقنوات الصفراوية والمرارية واستئصال المرارة.
* استئصال القولون، والمعدة الجزئي، والزائدة الدودية، والطحال، وجراحات الأمعاء الدقيقة.
* تكميم وتحويل المسار، وجراحات إنقاص الوزن، وحزام المعدة القابل للتعديل
* إصلاح فتق الحجاب الحاجز، والفتق الإربي، وفتق الفخذ، والفتق السري، والفتق الجراحي، وفتق شرسوفي.
* تحويل مسار البنكرياس الصفراوي بالمنظار مع مفتاح الاثني عشر.
* جراحة اضطراب الأنبوب الغذائي أو تعذر الارتخاء، والسرطان.
منظار جراحي
ويلفت د.امتياز إلى أن تنظير البطن أحادي المنفذ، وهو إجراء تشخيصي وجراحي طفيف التوغل يتم فيه إجراء العملية حصرياً من خلال نقطة دخول واحدة، وعادةً يكون ذلك من خلال سرة البطن؛ حيث يتم إجراء شق صغير في الجدار، ووضع المنظار (كاميرا رقمية)، وأدوات أخرى لتقوم بتصوير الهياكل الموجودة داخل هذه المنطقة وتشغيلها، ولا يترك سوى ندبة صغيرة واحدة، ويستخدم في تشخيص وعلاج مشكلات مرضية متعددة من البسيطة إلى استئصال المعدة أو الكبد.
ويضيف: يتميز المنظار بعدم ترك جروح ظاهرة أو ندبات مقارنة مع العمليات الجراحية التقليدية، وكذلك انخفاض خطر الإصابة بالمضاعفات بعد الإجراء، وتقليل فقدان الدم، وسرعة الشفاء، وإمكانية ممارسة أنشطة الحياة اليومية بشكل طبيعي خلال وقت قصير.
مضاعفات محتملة
وينوه د.امتياز إلى بعض الحالات التي لا يتلاءم معها استخدام المنظار التشخيصي والجراحي، نتيجة بعض الموانع الطبية، وخاصة للمرضى الذين خضعوا لعملية جراحية مفتوحة في السابق، ومن يعانون انسداداً معوياً أو التصاقاً، حتى لا يتعرضوا لمضاعفات خطرة كالنزيف، وإصابة الأوعية الدموية، أو الأمعاء، أو الجهاز الهضمي، أو المثانة، أو الأعصاب، أو انسداد الغازات، أو ثقب في الكبد أو الطحال، أو الجلطات الدموية في أوردة الساقينـ أو تجمع وتسمم الدم.

جينات الفيروسات
تعد الفيروسات من أخطر المشكلات المرضية حول العالم؛ حيث إنها تنتشر بين الأفراد بسرعة هائلة، وكلما تم اكتشافها مبكراً؛ استطاع المريض السيطرة على أعراضها والحد من توغلها، ومع التقدم والتطور والبحث المستمر في كافة المجالات الطبية، تمكّن الباحثون في العقود الأخيرة من تطوير جهاز يستطيع الكشف عن تحديد نوع الجينات لبعض الفيروسات وأهمها المسببة للإصابة بمرض الالتهاب الكبد الوبائي، وبالتالي وصف الأدوية المناسبة وتقليل الآثار الجانبية للمضاعفات الناجمة عن العلاجات غير الملائمة لنوع الالتهاب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"