سوبر حمراء شمّاء

20:21 مساء
قراءة دقيقتين

** شاءت الأقدار أن يخسر شباب الأهلي درع الدوري «غيلة» في السنة الأولى من كورونا، لتبتسم له السنة التالية بكأس سوبر جميل.. وكان مُقدّراً أن يتعاقد اتحاد الكرة مع مارفيك بدلاً من مهدي لتدريب المنتخب، ليعود مهدي إلى ناديه، وكُتب قبلها أن يختلف إيفان مع إدارة شباب الأهلي في بنود العقد ولا يوقع، وقُدِّر ألا يتفق سالمين خميس مع خورفكان؛ لأنه سيرفع كأس السوبر بعدها، وسبق في علم الله أن يُجلِس مهدي إلى جانبه محمد مرزوق في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، فجاء الفوز، برأس من سمّاه أهله تبركاً باسم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وصاغ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، مقولة «أجمل شتاء في العالم بالإمارات»، فكان مكتوباً أن يتوج أبناؤه الشتاء الجميل بلقب «سوبر».
** وأجرى الله على لسان معلق دبي الرياضية القول: «من ملعب النصر، مهدِ كرة القدم في دولة الإمارات»، وكأن القدر يردد «النصر.. مهدي»، وأن تكون البطولة في أيامه وليست عن طريق أروابارينا في السنة التي قبلها، وقُدِّر لصنقور أن يلعب ويتألق ويصاب فيخرج ليدخل محمد مرزوق، فتكون مفاجأة «شتانا سوبر» حمراء شمّاء وأهلاوية صِـرفة، حيث رأينا دراما كروية وكأننا نشاهد فيلماً سينمائياً مثيراً.. فريق الشارقة كبطل مكتمل ومتصدر على مدار ثلاث سنوات، ويأتي فريق شباب الأهلي كبطل غير متوج لدوري الموسم الماضي، قادته الظروف إلى مركز لا يليق به وسط جدول الدوري، ولكن بالعزيمة والإرادة الحديدية والإصرار الذي عز مثيله وقل نظيره، تسيّد مباراة السوبر من أولها إلى آخرها أقداماً وإقداماً، وأرقاماً وإحصاء لفترات السيادة والسيطرة؛ بل كانت امتداداً طبيعياً لتحسن المردود من بعد خسارة الفجيرة إلى الفوز على النصر.
** كان مهدي متزناً في تصريحاته قبل المباراة، وأثنى على العنبري وأعطاه ما يستحقه من تقدير واحترام، وأبعد الضغوط عن فريقه بتأكيد أن البطولة مجرد مباراة لا تعبر عن كفاءة المدربين فوزاً أو خسارة، وامتدح الرابطة، وأشاد بإنجازات مواطنه العنبري وفريق الشارقة، وكان صادقاً في كل ذلك، ولكن من رآه في التدريبات بحركاته وسكناته وتعليماته وجديته، وتركيزه الشديد، أدرك أننا أمام مهدي الذي عرفناه مع «الأبيض»، حيث التوهج والسعي الحثيث للبطولة من خلال لاعبيه مهما كلف الأمر، وقد كان واضحاً بما فيه الكفاية، خلال المباراة، كيف كانت سمات مهدي منعكسة على اللاعبين في الجدية والتركيز والانضباط التكتيكي.
** ومن منصة فوز شباب الأهلي أقول لبعض المشككين: العبرة ليست بالفوز الذي تحقق في تلك المباراة أو الحصول على بطولة حسمت أول ألقاب الموسم، لكنها في المحصلة التي تكونت بعد عودة مهدي للأهلي، حيث عاد «الفرسان» كما يجب أن تكون العودة، بعد انحسار وانحدار، ليلعب بهذا التوهج وبتلك السيطرة الميدانية على الفريق الأقوى محلياً، في فترة وجيزة، فهنا يكمن الفارق، وهكذا تكون البصمة الفنية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"