لا بأس بالمزيد من الحرص

00:40 صباحا
قراءة دقيقتين

شيماء المرزوقي

منذ بداية جائحة «كوفيد-19» أوضح العلماء والمختصون بأن الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس هم كبار السن؛ نتيجة لعدة أسباب من أهمها الأمراض، خاصة ما يعرف منها بأمراض الشيخوخة وضعف جهاز المناعة لديهم، فضلاً عن الأمراض التنفسية التي تتزايد بسبب التقدم في العمر. 
في مجتمعاتنا تحظى هذه الفئة الغالية بالاهتمام والرعاية على المستوى الرسمي وعلى المستوى الاجتماعي؛ لذا لم نشهد أرقاماً عالية في الإصابة أو الوفاة نتيجة لهذا الفيروس بصفة عامة، وفي هذه الفئة العمرية تحديداً، فقد وضعت مبكراً برامج حماية ووقاية، وتم استباق هذا الفيروس بحملات الكشف والعزل ونحوها من الإجراءات؛ لكن بطبيعة الحال في دول أخرى الوضع مختلف حيث الأرقام متصاعدة، نتيجة للإصابات المتزايدة بهذا الفيروس، والمشكلة أن كبار السن هم أول الضحايا.
 قبل أيام كنت أقرأ في دراسة حديثة أجرتها جامعة ولاية جورجيا الأمريكية، توصلت لنتيجة رئيسية مفادها: «أن الرجال كبار السن تنخفض نسبة شعورهم بالقلق تجاه انتشار فيروس «كورونا» مقارنة بالنساء في عمرهم أو في كلا الجنسين في فئات عمرية أقل». وهذا بطبيعة الحال يعني تعرضهم للإصابة بهذا الفيروس نتيجة إهمالهم للإجراءات الاحترازية والوقائية، هذه الدراسة شملت 156 مشاركاً تراوحت أعمارهم بين 65 و81 عاماً. ومع أن هذه الدراسة شملت عينة صغيرة وفي منطقة جغرافية بعيدة عنا وتختلف طبيعة الحياة الاجتماعية تماماً عن مجتمعاتنا، إلا أنها قد تؤشر لحالة نفسية، يسأم خلالها كبار السن من العزل والإجراءات الاحترازية والوقائية، فلا يلقون بالاً أو اهتماماً بتلك الإجراءات، عندها يكونون عرضة للإصابة بهذا الفيروس، والحل يكمن في الإرشاد الاجتماعي في كيفية التعامل مع هذه الفئة الغالية علينا؛ لأنهم يملكون قرارهم، ولهم إرادتهم الخاصة والمستقلة؛ لذا فنحن في حاجة إلى نوع من التعامل يقدم لهم الأسباب المنطقية، ويبدي لهم المخاوف الحقيقية على سلامتهم وصحتهم. وذلك من خلال سرد الحقائق وما توصل له العلم، ووضعها بين أيديهم.
 كما أسلفت، هذه الدراسة أجريت في مجتمع مختلف وبعيد عن مجتمعاتنا الخليجية، والتي يستظل فيها كبار السن بمظلة قوية من الرعاية والاحترام، فضلاً عن الوعي والفهم التام. لكننا كأبناء تهمنا صحة جداتنا وأجدادنا وأمهاتنا وآبائنا، فخوفنا عليهم مضاعف، وحرصنا على سلامتهم أكثر دقة، خاصة في هذه الظروف القاسية التي يمر بها العالم بأسره؛ لذا لا بأس بالمزيد من الحرص بحثّهم بشكل مستمر على ارتداء الكمامات، والالتزام بالإجراءات الوقائية.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"