عادي

موسكو وواشنطن نحو تمديد معاهدة «نيو ستارت» النووية

16:02 مساء
قراءة 3 دقائق
طائرة

موسكو - أ ف ب
خطت موسكو وواشنطن خطوة نحو تمديد معاهدة نزع الأسلحة النووية «نيو ستارت» لخمس سنوات بعدما أعلن الكرملين ترحيبه باقتراح الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن في هذا الصدد.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: «لا يسعنا إلا أن نرحب بالإرادة السياسية لتمديد هذه الوثيقة» التي تنتهي مدتها في 5 شباط/فبراير.
لكنه أضاف أن «كل شيء سيكون مرتبطاً بتفاصيل هذا الاقتراح» الذي لا يزال «يجب أن يدرس» فيما كانت الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب ترغب في تمديد مشروط للمعاهدة.
وأوضح بيسكوف أن «عدداً من هذه الشروط لم يناسبنا إطلاقاً، لذلك دعونا نرى أولاً ما يقترحه الأمريكيون ثم نعلّق».
وكان الرئيس الأمريكي الجديد اقترح يوم الخميس غداة توليه مهامه، تمديد هذه المعاهدة المهمة لنزاع الأسلحة النووية بين واشنطن وموسكو لخمس سنوات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي إن «الولايات المتحدة تريد التوصل إلى تمديد «نيو ستارت» لخمس سنوات كما تسمح المعاهدة».
وأضافت أن بايدن «قال دائماً بوضوح إن معاهدة «نيو ستارت» تصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، ومثل هذا التمديد ضروري أكثر عندما تكون العلاقات مع روسيا متوترة كما هي الآن».

دعوات لضمِّ الصين
وكانت إدارة ترامب تريد تمديداً مشروطاً لسنة، المهلة اللازمة للتفاوض على اتفاق شامل أكثر يضم الصين، لكن المحادثات مع موسكو كما مع بكين لم تؤد إلى نتائج.
وتحدد هذه المعاهدة الموقعة عام 2010، والتي تعد آخر اتفاقية من هذا النوع بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة، سقف كل من ترسانتي القوتين النوويتين بـ1550 رأساً نووياً، في خفض نسبته 30 بالمئة تقريباً عن الحد السابق الذي وضع في 2002.
كما تحدد عدد قاذفات القنابل والقاذفات الثقيلة بـ800، وهذا يكفي لتدمير الأرض عدة مرات.
ورحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أيضاً باقتراح بايدن، قائلاً إنه لا يرى «تمديد المعاهدة بحد ذاته كغاية، وإنما بداية جهود تهدف إلى تعزيز المراقبة الدولية للأسلحة النووية بشكل إضافي».
وأضاف في بيان أن «الاتفاقات التي تشمل المزيد من الأسلحة وتضم دولاً أكثر مثل الصين، يجب أن تكون على جدول الأعمال في المستقبل».

ارتياح لدى الأمم المتحدة
وفي نيويورك، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس باستعداد الولايات المتحدة وروسيا لتمديد المعاهدة خمس سنوات بحسب ما قال الناطق باسمه.
وأوضح ستيفان دوجاريتش أن الأمين العام «يشجع الدولتين على العمل سريعاً لإنجاز الإجراء اللازم لتمديد هذه المعاهدة قبل انتهاء مهلتها في 5 شباط/فبراير».
ومع اقتراحه تمديد المعاهدة، طلب بايدن الذي انتخب على أساس وعد باعتماد موقف أكثر تشدداً مع روسيا من سلفه، من أجهزة الاستخبارات الأمريكية إجراء «دراسة شاملة» للهجوم المعلوماتي الأخير الكبير الذي نسب إلى الروس، واحتمال حصول «تدخل» في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، وأكدت بساكي أن الأمر ليس «شيكاً على بياض».
ويفترض أن يتناول هذا التحليل أيضاً المعلومات التي قلل الرئيس الجمهوري السابق من أهميتها، وتفيد بأن روسيا دفعت على ما يبدو «مكافآت» لطالبان لقتل جنود أمريكيين.
ورداً على أسئلة الصحفيين اعتبر بيسكوف أن «الكثير من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين» أنفقت من أجل اتهام روسيا، لكن بدون نجاح.
وكانت الخارجية الروسية أعلنت هذا الأسبوع أنها تأمل في عمل «بناء أكثر» مع بايدن من أجل تمديد معاهدة نيو ستارت، معتبرة أن إدارة ترامب قامت «بحملة» تهدف إلى القضاء على ضبط الأسلحة.

إرث ترامب الثقيل
وسحب ترامب الولايات المتحدة من ثلاثة اتفاقات دولية أساسية، وهي الاتفاق النووي الإيراني، ومعاهدة الصواريخ البرية المتوسطة المدى، ومعاهدة السماء المفتوحة للتدقيق في تحركات عسكرية وحدود التسلح، وهذا الأمر دفع بروسيا إلى الانسحاب من هذه المعاهدة بدورها.
والعلاقات الروسية-الأمريكية في أدنى مستوياتها منذ انتهاء الحرب الباردة بسبب خلافات مستمرة حول العديد من الملفات الدولية، من الاتهامات الأمريكية بالتدخل الروسي في الانتخابات، وصولاً إلى اتهامات بشن هجمات معلوماتية واسعة النطاق.
وكانت معاهدة «نيو ستارت» وقعت عام 2010 في العاصمة التشيكية براغ بين الرئيس الأمريكي في حينه باراك أوباما، والرئيس الروسي آنذاك ديمتري مدفيديف، وشكّلت المعاهدة في ذلك الوقت أحد المكونات الرئيسية لسياسة «إعادة التفعيل» التي كانت محاولة من الإدارة الأمريكية لتنشيط العلاقات مع الكرملين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"