عادي

الإغلاق الجزئي للمدارس يثقل كاهل الأُسر في العراق

20:26 مساء
قراءة دقيقتين
1


بغداد - رويترز
يلقي الإغلاق الجزئي للمدارس في العراق، بسبب تفشي جائحة كورونا، بثقله على كاهل الأُسر؛ خاصة غير الميسورة في البلاد.
ويخشى مؤيد عباس، وهو سائق سيارة أجرة وأب لثلاثة أطفال، أن يواجه أطفاله تحديات لفترة طويلة من أجل تعويض ما فاتهم بعد نحو عام من الدراسة في المنزل.
ويقول عباس: «الطالب لا يأخذ حقه في الدراسة ولا يستطيع فهم دروسه إذا كان الدوام يوماً واحداً في الأسبوع، وهذا سيصبح عبئاً على المواطن الذي سيضطر للجوء إلى الدروس الخصوصية».
وتراجع دخل عباس من عمله كسائق سيارة أجرة منذ تفشي الجائحة وفرض إجراءات العزل العام في العاصمة أكثر من مرة.
ويضيف قائلاً: «أعمل كسائق سيارة أجرة، والعمل ليس جيداً حالياً بسبب ظروف كورونا، ونحن لا نتقاضى أي رواتب لإعانتنا؛ فأنا سائق سيارة أجرة وبالكاد أحصل قوت يومي؛ فكيف لي أن أؤمن الدروس الخصوصية؟، فحتى اشتراك الإنترنت اللازم لتعلم أطفالي عن بعد؛ باتَ عبئاً عليّ».
وتابع «لديّ طفل بحاجة إلى رعاية خاصة؛ إذ يعاني الضمور والتوحد، ومع أنه في الصف الثالث، إلا أنه لا يستطيع القراءة والكتابة، ولا حتى الهجاء».
ومضى بالقول: «عندما تركت التعليم كانت ظروف الحياة صعبة، ولم يكن هناك من يقدم الدعم لي، ولا أريد أن يحصل ذلك  لأبنائي أيضاً. أريدهم أن يحصلوا على شهادات ويكملوا مسيرة الحياة، لأن الشهادة سلاحٌ».
ويعاني عباس توصيل أولاده للدروس الخصوصية التي تقتطع من وقت عمله، وبالتالي من رزقه، وقال عباس «أصطحب أطفالي إلى الدروس صباحاً وأعيدهم ظهراً، أو آخذهم ظهراً وأعيدهم عصراً، هذا واجب يقع على عاتقي، والعمل ليس على ما يرام، فلا أستطيع الحصول على رزقي، كما لا يمكنني ترك أطفالي، لأن هذا مستقبلهم».
من جهتها قالت رتاج مؤيد، ابنة عباس: «أفهم دروسي في الحصة الدراسية أكثر منه عندما أكون في المنزل، هنا المعلمة تشرح وأنا أفهم منها وأنتبه لشرحها، كما أتواصل مع أصدقائي».
وتقول سلمى إسماعيل مديرة مدرسة الضياء الابتدائية التي يدرس بها أبناء عباس؛ إن الأطفال تراجع مستواهم بشدة منذ إغلاق المدارس في العراق بسبب الجائحة في فبراير/شباط 2020.
والفصول الدراسية متاحة على الإنترنت منذ مايو/أيار 2020، وسُمح للتلاميذ بحضور الحصص في المدرسة ليوم واحد بالأسبوع منذ الخريف الماضي؛ لكن المديرة تقول إن ذلك غير ملائم لتلاميذ كثيرين.
وقالت: «جائحة كورونا دفعت الناس إلى التزام منازلهم لأكثر وقت ممكن، ولكن هناك عدة عقبات، من بينها أن بعض أولياء الأمور لا يقرأ ولا يكتب، يضاف إلى ذلك الوضع المادي لبعض العوائل التي لا يمكنها تأمين هواتف نقالة وإنترنت لأربعة أو خمسة أطفال، وربما أكثر».
ومما يزيد الأمر صعوبة، تقول سلمى إسماعيل، إن التلاميذ العراقيين سيواجهون امتحانات نصف العام الدراسي خلال ثلاثة أسابيع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"