عادي

الهيدروجين الأخضر وقود المستقبل.. ملهم أسواق الطاقة

22:16 مساء
قراءة 3 دقائق
1

ترجمة: هشام مدخنة

من المقرر أن يلعب الهيدروجين دوراً رئيسياً في أسواق الطاقة العالمية خلال العقود القادمة، ليحل محل جزء كبير من الطلب على النفط. ووفقاً لمحلل الأبحاث العالمية في «بنك أوف أمريكا»، فإنه بينما لا تزال هناك حاجة للنفط والغاز في سوق الطاقة الكبير، إلا أن هذين المصدرين يقتربان من ذروة الطلب. وربما خلال هذا العقد، أي أسرع بكثير مما يعتقد الجميع.

هناك عدة عوامل من شأنها أن تؤثر في الطلب على النفط والغاز في المستقبل، بما في ذلك الطاقة المتجددة الأرخص، والسيارات الكهربائية.

وتابع محلل البنك الأمريكي: «نعتقد أن الهيدروجين سيأخذ 25% من إجمالي الطلب على النفط بحلول عام 2050»، مضيفاً أن «النفط يواجه رياحاً معاكسة يميناً ويساراً. نعم، سنظل بحاجة إليه، نعم، سيظل موجوداً، لكن حصة السوق من النفط ستنخفض بشدة».

إلى ذلك، لاحظت وزارة الطاقة الأمريكية، أن الهيدروجين ناقل للطاقة، وليس مصدراً لها فقط، مما يعني أنه مصدر طاقة ثانوي مثل الكهرباء. وأضافت الوزارة أن الهيدروجين باستطاعته أن يولد أو يخزن كمية هائلة من الطاقة، ويمكن استخدامه في خلايا الوقود لتوليد الكهرباء أو الحرارة.

هل تغير الزمن؟

في السنوات الأخيرة، أعلنت الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم عن أهداف لتقليل تأثيرها البيئي والابتعاد عن الوقود الأحفوري. وتستهدف كل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، صافي انبعاثات غازات دفيئة صفرية بحلول عام 2050. وإذا تحققت هكذا أنواع من الأهداف، فإن مزيج الطاقة في العالم سيشهد تحولاً كبيراً إلى مصادر متجددة ومنخفضة الكربون، وهي مهمة عظيمة حقاً. يشدد المحللون على أهمية تنويع مصادر الطاقة للشركات العاملة في مجال الوقود الأحفوري والذهاب أكثر إلى المتجددة منها مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أو المياه. في سبتمبر الماضي، تم الإعلان عن موافقة شركة بريتيش بيتروليوم للطاقة «بي بي» على الحصول على حصص بنسبة 50% في مشروعي «إيمباير ويند» و«بيكون ويند» لتوليد الكهرباء عن طريق الرياح من شركة «إيكونور» النفطية النرويجية. ومن المقرر إغلاق الصفقة البالغة قيمتها 1.1 مليار دولار في أوائل هذا العام.

عندما يتم تشغيل المشروعين بالكامل، وبحسب الشركة، سيكونان قادرين على توليد الكهرباء لأكثر من مليون منزل قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

آمال الهيدروجين

بالنسبة للهيدروجين، هو مجال آخر بدأ يكتسب الزخم. فقد وضع الاتحاد الأوروبي خططاً لتوليد 40 جيجاوات من المحلل الكهربائي للهيدروجين المتجدد وإنتاج ما يصل إلى 10 ملايين طن متري من الهيدروجين المتجدد بحلول عام 2030.

يمكن إنتاج الهيدروجين بعدة طرق؛ كاستخدام التحليل الكهربائي، مع تيار كهربائي يقسم الماء إلى أكسجين وهيدروجين. وإذا كانت الكهرباء المستخدمة في العملية قادمة من مصدر متجدد مثل الرياح، فستتم تسميتها بالهيدروجين الأخضر أو «المتجدد».

في الوقت الحالي، تعتمد الغالبية العظمى من توليد الهيدروجين على الوقود الأحفوري. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة انخراط شركات كبرى مثل «ريبسول» و«سيمنز إنرجي» و «بي بي» في مشاريع مرتبطة بإنتاج الهيدروجين الأخضر. ومن المقرر أن تمتلك كندا أحد أكبر مصانع الهيدروجين الأخضر في العالم، حيث خطى المشروع الضخم خطوة كبيرة إلى الأمام من خلال منح عقد هندسي بالتعاون مع شركة «تيسين كروب» الألمانية الصناعية العملاقة، لتنفيذ مشروع تركيب محطة التحليل الكهربائي للمياه بقدرة 88 ميجاوات لشركة «هايدرو كيبيك» الكندية، ستكون قادرة على توليد نحو 11 ألف طن متري من الهيدروجين الأخضر سنوياً. وستكون الكهرباء المستخدمة لهذا المشروع قادمة من الطاقة الكهرومائية. ووفقاً للحكومة الكندية، فإن الطاقة المائية مسؤولة عن 59.6% من توليد الكهرباء في البلاد

وقالت شركة الطاقة الدنماركية «أورستد» إنها تمضي قدماً في خطط تطوير مشروع تجريبي من شأنه تسخير طاقة الرياح البحرية لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

من جهتها أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج الهيدروجين العالمي المخصص يصل إلى ما يقرب من 70 مليون طن متري سنوياً، وأشارت إلى أن الطلب مستمر في النمو، وأنه ازداد بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 1975. ووفقاً للوكالة، هناك أقل من 0.1% من إنتاج الهيدروجين العالمي المخصص اليوم يأتي من التحليل الكهربائي للماء. في هذا السياق، تعتبر فكرة الهيدروجين الأخضر جذابة للغاية، على الرغم من أن دوره في مزيج الطاقة الإجمالي صغير ولا يمثل سوى 0.1% من إنتاج الهيدروجين العالمي في عام 2020، لكن بحسب تقرير صادر عن «وود ماكنزي» للأبحاث واستشارات الطاقة، فإن تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر قد تنخفض بنسبة تصل إلى 64% بحلول عام 2040.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"