حلم بعيد المنال!

00:43 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

دخلت المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة النووية حيز التنفيذ يوم أمس الأول (الجمعة)، في حدث رحبت به الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، والبابا فرنسيس، إضافة إلى ناشطين سلميين.

 الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس اعتبر أن المعاهدة «تمثل خطوة مهمة نحو التهيئة لعالم خالٍ من الأسلحة النووية»، فيما رأى البابا أن المعاهدة «تعزز السلام والتعاون متعدد الأطراف الذي تحتاج إليه البشرية اليوم بشدة».

 المعاهدة، هي حتى الآن رمزية رغم دخولها حيز التنفيذ، إذ إن الدول التي تمتلك أسلحة نووية لم توقّع عليها بعد، باستثناء خمسين دولة موقّعة لا تمتلك أسلحة نووية، وهي جاءت نتيجة جهد بذلته الأمم المتحدة منذ العام 2017. وعند التصويت على نص المعاهدة في يوليو (تموز) من ذلك العام صوتت لصالحها 122 دولة، فيما لم تصوّت 69 دولة، من بينها جميع الدول المالكة للأسلحة النووية، والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، باستثناء هولندا.

 المعاهدة تحظر تطوير، واختبار، وإنتاج، وتخزين، وإقامة، ونقل، واستخدام الأسلحة النووية أو التهديد بها. كما تلزم المعاهدة الأطراف بعدم حيازة الأسلحة النووية وبالمحافظة على ضمانات الوكالة الدولية للطاقة النووية. مع العلم أن هذه المعاهدة ليست الأولى المتعلقة بالأسلحة النووية، فهناك معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية التي تضم 191 دولة من بينها الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، وهذه الدول ملزمة بموجب الاتفاقية على تخفيض ترسانتها النووية، ورغم ذلك فهي لا تزال تملك مجتمعة أكثر من 14 ألف رأس نووية، تستطيع تدمير العالم أكثر من مرة، كما أنها تواصل تطوير أسلحتها النووية. إضافة إلى دول تمتلك أسلحة نووية لا يعرف عددها ولم توقّع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، مثل إسرائيل والهند وباكستان، أما كوريا الشمالية فقد انسحبت من المعاهدة عام 2003. وبالنسبة لإيران فإن لديها برنامجها النووي، وهي كانت وقّعت على اتفاق مع الدول الكبرى حول هذا البرنامج، لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحب منه عام 2018، وفرض عقوبات صارمة على طهران.

 الدول التي لم توقّع على المعاهدة الجديدة تذرعت بأن المعاهدة «لم تأخذ في الحسبان واقع الأمن الدولي، وأن الردع النووي كان مهمّاً للحفاظ على السلام أكثر من 70 عاماً».

 إن السلام العالمي الذي تحلم به البشرية لن يتحقق ما دامت هناك أسلحة ذرية بين البشر، وما دامت كبسة زر، نتيجة حرب بين دولتين تمتلكان أسلحة نووية، أو نتيجة خطأ بشري أو تقني، قد تؤدي إلى فناء الجنس البشري، وتدمير الأرض وما عليها.

 إن العالم، وهو يتذكر قصف الولايات المتحدة لمدينتي هيروشيما (80 ألف قتيل) وناجازاكي (70 ألف قتيل) اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية، والكارثة الإنسانية التي لحقت بهما، وما تركته من إشعاعات قاتلة أودت بحياة الملايين، فمن حقه أن يشعر بالذعر والهلع جراء احتمال تعرضه لإبادة جماعية في أي وقت، وعلى يد أي مهووس بالحرب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"