عادي

سجالات جيوسياسية تؤخر إطلاق الحملة الوطنية للتطعيم في أوكرانيا

16:13 مساء
قراءة 3 دقائق
لقاح

كييف - أ ف ب

ينتظر الطبيب فيتالي سوكولوف الذي كان يعالج مرضى فيروس كورونا في أوكرانيا منذ بداية الأزمة الصحية، بفارغ الصبر تلقي اللقاح، لكن جمهوريته السوفييتية السابقة عالقة في صراع جيوسياسي يؤخر إطلاق حملة التطعيم الوطنية في واحدة من أفقر دول أوروبا.
وقال فيتالي في تصريح صحفي من داخل مستشفى كييف حيث يعمل؛ فيما يرتدي ملابس طبية واقية قبل دخوله القسم المخصص للمصابين بوباء كوفيد-19: «نحن نعيش في ضغط مستمر».
وأضاف: «إنه أمر محبط أن زملاء في بلدان تنتج اللقاحات، وحتى في بلدان لا تنتجها، قد تلقوا اللقاح».
إن التحديات كبيرة بالنسبة إلى أوكرانيا التي يعتمد سكانها البالغ عددهم 40 مليوناً على نظام رعاية صحية يعاني التقادم ونقص في عدد العاملين، كما أنه يشهد تدهوراً مع تسجيل البلاد 1,2 مليون إصابة و21 ألف وفاة.
وأشارت الحكومة إلى أن حملة التطعيم قد تبدأ منتصف فبراير/شباط، لكن الشك يسود بين الطواقم الطبية؛ إذ لم يتم الاتفاق بعد على موعد رسمي لتسليم أولى الجرعات.
وألقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي باللوم في هذا التأخير على الدول الغربية الأكثر ثراء التي استحوذت على كميات كبيرة من لقاحات «فايزر» و«موديرنا».
وقال في ديسمبر /كانون الأول: «تصدرت الدول الغنية قائمة انتظار اللقاحات العالمية».
وحض الاتحاد الأوروبي على مساعدة دول أوروبا الشرقية في الحصول على اللقاحات، بعد مناشدة مماثلة أطلقتها دول أعضاء في الكتلة.

«إخفاق أخلاقي كارثي»
لكن أوكرانيا ليست وحيدة في معركتها من أجل اللقاحات، حيث قال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في وقت سابق من هذا الأسبوع؛ إن العالم سيكون على شفير «إخفاق أخلاقي كارثي» في حال استئثار الدول الغنية باللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد؛ فيما الدول الأكثر فقراً تعاني.
وحجزت أوكرانيا حتى الآن ثمانية ملايين جرعة من خلال آلية «كوفاكس» التي أطلقتها الأمم المتحدة، بهدف مساعدة الدول الفقيرة في الحصول على لقاحات، وتتوقع كييف الحصول على ما يصل إلى خمسة ملايين جرعة من اللقاح الصيني «كورونافاك» بمجرد المصادقة عليه.
لكن هذا العدد من اللقاحات غير كاف لبلد يزيد عدد سكانه على 40 مليون نسمة.

تفاوت صارخ
وعلى سبيل المقارنة، أمنت بولندا المجاورة وهي عضو في الاتحاد الأوروبي أيضاً، أكثر من 60 مليون جرعة لسكانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة.
وقالت نائبة رئيس الوزراء أولغا ستيفانيشينا في تصريح صحفي: «إنها ليست مسألة تتعلق بكفاءة أوكرانيا؛ بل بإمكانية الحصول على» اللقاحات.
وكررت مناشدة الرئيس لبروكسل، وقالت إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يقوم بالمزيد من المبادرات لمساعدة أوكرانيا التي تعتمد بشكل كبير على الدعم الأوروبي.
وترفض كييف بشدة اللجوء إلى روسيا التي وزع لقاحها «سبوتنيك-في» على العديد من الدول الصديقة لموسكو، وتمت الموافقة أخيراً على استخدامه في المجر، العضو في الاتحاد الأوروبي.
وتدعم موسكو المقاتلين الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014 بعد انتفاضة مؤيدة للديمقراطية أطاحت بالرئيس المقرب من الكرملين.
وقالت ستيفانيشينا: «لن نشتري اللقاح الروسي»؛ متهمة موسكو باستخدام عروضها لإمداد كييف باللقاحات كوسيلة «للتأثير» و«زعزعة استقرار» أوكرانيا.

روسيا «توسع نفوذها الجيوسياسي»
يضغط بعض السياسيين الموالين لروسيا من أجل توزيع لقاح «سبوتنيك-في» في أوكرانيا، فيما يتهم منتقدو الكرملين موسكو باستخدام اللقاح كوسيلة لتوسيع نفوذها الجيوسياسي.
وقال النائب الأوكراني فيكتور ميدفيدتشوك خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أكتوبر/تشرين الأول إنه اختبر «شخصياً» فعالية «سبوتنيك-في»؛ كما أن زوجته وابنه تلقيا اللقاح.
وتعرض الرئيس زيلينسكي لانتقادات شديدة بسبب طريقة تعامله مع الوباء، وقال بعض معارضيه إن الفساد المنهجي كان وراء رد الحكومة الضعيف على الأزمة الصحية.
واتهمت النائبة المعارضة الموالية للغرب أولكساندرا أوستينوفا وزير الصحة ماكسيم ستيبانوف هذا الشهر بمنع شراء اللقاح الهندي الذي تبلغ سعر الجرعة الواحدة منه 3 دولارات، مقابل حوالي 18 دولاراً لجرعة «كورونافاك» الصيني.
وقال بافلو كوفتونيوك من معهد كييف للعلوم الاقتصادية في تصريح صحفي: «كان يجب على أوكرانيا أن تقاتل من أجل إبرام عقود مباشرة» مع منتجي اللقاحات الغربيين.
وأضاف: «الدول الفقيرة الأخرى لديها ما بين خمسة وستة لقاحات في جعبتها، أما نحن، فلدينا عقد لعدد ضئيل من اللقاحات» مع الصينيين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"