عادي

نتائج الشركات وبيانات النمو تحدد مسار «وول ستريت» الأسبوع الجاري

22:22 مساء
قراءة 5 دقائق
1

إعداد: هشام مدخنة

لربما تضاءلت نشوة التحفيز، لكن بالمقابل هناك الكثير ليركز عليه المستثمرون خلال الأسبوع الجاري. مع سيل من أخبار نتائج الشركات، واجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وبيانات جديدة ستُظهر حالة الاقتصاد الحقيقية في نهاية العام.

ارتفعت الأسهم في الأسبوع الماضي وسط تفاؤل بحزمة تحفيز بقيمة 1.9 تريليون دولار، اقترحها الرئيس جو بايدن. ولكن بحلول يوم الجمعة، فقد السوق قوته وسط تزايد المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي للوباء، ويبدو أن بايدن سيواجه أوقاتاً عصيبة للحصول على موافقة خطته التريليونية. وستفصح «أبل» و«فيسبوك» و«مايكروسوفت» و«تيسلا» وأكثر من 100 شركة أخرى في مؤشر «إس أند بي» عن أرباحها في أكبر تقارير نتائج للربع الأخير من العام الماضي.

سيستمر وباء «كوفيد 19»، في كونه عاملاً مهماً لطريقة سير الأسواق، لأن قيود السفر وعمليات الإغلاق تهدد الاقتصاد العالمي، في ظل المخاوف بشأن سرعة توزيع اللقاحات. ويبقى الأمل في أن تحمل «جونسون أند جونسون»، التي ستعلن عن نتائجها الفصلية يوم الثلاثاء، أخباراً إيجابية بشأن نتائج اللقاحات قريباً. وإذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن مصدراً آخراً سيكون متوفراً في القريب العاجل. وسيكون لقاح «جونسون أند جونسون» على شكل حقنة واحدة، أي عكس اللقاحات المزدوجة المتاحة حالياً.

ويتوقع آرت هوجان، كبير استراتيجيي السوق في «ناشيونال سيكيوريتيز»، أن تحمل نتائج تصنيع اللقاحات معها زخماً للأسواق ونهجاً صعودياً للغاية. وقال إن متوسط سبعة أيام في حالات «كوفيد- 19» الجديدة قد انخفض إلى أقل من متوسط 14 يوماً الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ عيد الشكر. وإذا تحسنت الأخبار المتعلقة بالفيروس، سيستأنف السوق ارتفاعه في الأسبوع الحالي.

الاقتصاد والبيانات المتقلبة

بالنسبة للاقتصاد، تأتي النظرة الأولى على الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للربع الرابع يوم الخميس، ومن المتوقع أن يُظهر نمواً بنسبة 4.7%. وعلى مدار العام، توقع الاقتصاديون انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.5%. بينما يتوقعون نمواً بنسبة 5% لعام 2021.

انكفأ المستهلكون في نهاية الربع الرابع، بدليل الانخفاض المفاجئ بنسبة 0.7% في مبيعات التجزئة في ديسمبر/كانون الأول الذي تم الإبلاغ عنه الأسبوع الماضي، يأتي ذلك بعد نتائج نوفمبر السلبية أيضاً.

من جانبه، قال كيفين كامينز، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في «نات ويست ماركيتس»: «سنشهد حقاً خسارة في الزخم على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة». معتبراً أن الإعداد للربع الأول ضعيف حقاً. وتُظهر بيانات مؤشر مديري المشتريات أن نشاط التصنيع كان قوياً، لكن بيانات سوق العمل ضعيفة وإنفاق المستهلكين مخيب للآمال.

وقالت لوري كالفاسينا، كبيرة محللي الأسهم الأمريكية في «آر بي سي»: «عليك أن تقارن ما يحدث بشأن اللقاح والفيروس مع ما يحدث بالبيانات الأساسية. هناك بالتأكيد الكثير من الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى تراجع».

وتتوقع لوري وغيرها من الاستراتيجيين حدوث عمليات بيع في وقت مبكر من العام.

إلى ذلك، سجلت الأسهم ارتفاعات جديدة عبر المؤشرات الرئيسية يوم الأربعاء، بالتزامن مع تنصيب الرئيس بايدن، ويرى العديد من الفنيين أن السوق في منطقة ذروة الشراء. أما الحافز أو المبرر وراء التراجع فليس واضحاً، ويتوقع الاستراتيجيون مكاسب للسوق هذا العام. وأضافت كالفاسينا: «هل نشهد بداية ظهور بيانات تجعلنا نتساءل بأنه قد حان وقت الانتعاش؟ أعتقد شخصياً بأننا سنواجه قدراً كبيراً من التقلب في تلك البيانات، مع هبوط واسع النطاق، لكن لن يكون سيئاً بالقدر الذي ينسف المسار التصاعدي الذي رأيناه في الاقتصاد منذ الربع الثاني».

الفيدرالي إلى الأمام

يعتبر بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضاً دعامة قوية للسوق، ولا يتوقع الاقتصاديون أن يتخذ المركزي الأمريكي أي إجراء أو تغيير في نبرته التحذيرية عند إصدار بيانه بعد ظهر الأربعاء القادم.

وبخصوص ذلك قال كامينز من «نات ويست»: «لا أراهم يجرون الكثير من التغييرات. من المحتمل أن يعترفوا فقط بحقيقة ضعف معدلات التوظيف».

وأضاف: «سيكون الأمر واضحاً جداً. أعتقد بأن حديث رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي باول لن يتغير كثيراً عن سبتمبر/أيلول الماضي. ومن المرجح أن يقول إن التوقعات الاقتصادية تعتمد على مسار الفيروس واللقاح».

سنشهد أيضاً تقرير بيانات السلع المعمرة يوم الأربعاء، إضافة إلى مؤشر نفقات الاستهلاك والدخل الشخصي، مقياس التضخم المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الجمعة أيضاً، وبالتأكيد سيُسأل باول بعد ظهر الأربعاء عن التضخم، الذي يتم أخذه بعين الاعتبار بشكل متزايد في توقعات السوق.

قد يُسأل باول أيضاً عن رأيه وتوقعاته بخصوص التحفيز المالي، ومن المحتمل أن يكون الرقم أقل مما يتوقعه البعض.

وقال هوجان من «ناشيونال سيكيوريتيز» تراجع السوق يوم الجمعة وسط توقعات بأن الحزمة ربما تكون أصغر وتستغرق وقتاً أطول من المتوقع للموافقة عليها. ويرى هوجان، أن الفرق كبير جداً بين أن «تقول» 1.9 تريليون دولار، وبين أن «تنفذ» الأمر على أرض الواقع. معتبراً أننا نقع دائماً في هذا الفخ.

وأضاف: «ما يحدث الآن هو أنه لا توجد عصا سحرية هنا. وهذا لا يعني أنه لا يوجد حافز. المسألة فقط، كم سيستغرق الأمر وكم سيكون المبلغ؟».

«بتكوين» مقابل الأسهم

يقول المحللون الاستراتيجيون إن الدافع وراء البيع المكثف يمكن أن يكون أي شيء. وقال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في Miller Tabak، إن التراجع يمكن أن يحدث إذا بدأت عملة ال «بتكوين» في الانخفاض بشكل أكثر حدة، لأن بعض المستثمرين سيبيعون الأسهم رداً على ذلك. وأضاف مالي: «عندما لا يكون هناك عرض على عملة البتكوين، يتعين على المستثمرين بيع شيء ما، وهذا الشيء هو الأسهم».

شهدت «بتكوين» ارتفاعاً جامحاً في بداية عام 2021. وسجلت العملة المشفرة مستوى قياسياً بلغ 41973 دولاراً في 12 يناير/كانون الثاني، وفقاً لبيانات من «كوين ميتريكس». وعادت وانخفضت بعد أيام بنحو 15%، ما أدى إلى خسارة نحو 200 مليار دولار في 24 ساعة فقط.

ثم استعادت «بتكوين» بعض خسائرها، وناهزت قيمتها حاجز ال 40 ألف دولار قبل أن تعود وتنعكس مرة أخرى. وتم تداول العملة المشفرة يوم الجمعة عند نحو 33 ألف دولار.

وقال مالي: «إذا انخفضت قيمة هذا الشيء مرة أخرى، فسيتسبب في البيع القسري للعملة الرقمية وسيؤدي إلى بعض عمليات البيع في سوق الأسهم»، وسيكون مهماً الحفاظ على الانخفاض دون مزيد من التدهور.

تعتبر صفقات الدولار أيضاً تجارة مزدحمة وقابلة للتحول بسرعة. وقد يؤدي الضغط القصير الناتج إلى ارتفاع الدولار الذي سيكون سلبياً لسوق الأسهم.

يعتقد مالي بأن عملة ال «بتكوين»، أو«الدولار»، أو نتائج «تيسلا»، ستصنع تداولات مزدحمة لهذا الأسبوع، وستغير الرواية التي تتغلغل في الوقت الحالي، وإذا لم تحدث مفاجأة، فالسوق آخذ في الارتفاع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"