حوار: عبير أبو شمالة
أكدت آن كيليس، مديرة منطقة دول مجلس التعاون الخليجي لدى «جيرسي فاينانس» أن تأثيرات «كوفيد -19» على مجال الاستثمار ومديري الثروات لم تنحسر بعد. وقالت في حوار مع «الخليج» إن الوباء سلط الضوء على الآثار الأكثر حدة على الشركات التي تديرها نساء مع ارتفاع احتمال خسارتهن مصادر دخلهن ثلاثة أضعاف الشركات التي يقودها رجال. وأكدت تنامي ثروات النساء في الإمارات ودول مجلس التعاون، حيث بلغت قيمة الأصول التي تديرها نساء في دول المنطقة حوالي 800 مليار دولار في الوقت الحاضر، ومن المتوقع أن تواصل النمو بمعدل مركب 9% في السنوات الثلاث المقبلة لتتجاوز حاجز التريليون دولار لتتفوق بذلك على ثروات النساء في أمريكا الشمالية ودول أوروبا الغربية.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
- ما تأثير «كوفيد-19» على الاستثمار وانعكاساته على المستثمرات ومديرات الثروات؟
- لم ينحسر تأثير «كوفيد-19» بعد. وقد رأينا انعكاساته على طريقة عملنا والتفاعل مع بعضنا وكسب المال.. لقد سلط الوباء الضوء على الآثار غير المتناسبة للأزمة على الشركات التي تقودها النساء والمستثمرات. في الواقع، عانت النساء من نكسات أكبر وبلغ احتمال خسارتهنّ مصادر دخلهن ثلاثة أضعاف الشركات التي يقودها الرجال.
وأصبح المستثمرون أكثـر هشاشـــة من أي وقت مضى ويتزايد تركيزهم على امتـــــلاك محفظـــــة استثمارية متوازنة ومتنامية مبنية على أسس مستقرة. ولاحظنا توجّهاً في السوق يتمثل بالاهتمام المتزايد والمستمر من المستثمريــن فـي ســوق الاستثمـارات البديلة مثل الصناديق الخاصة والاكتتاب. وبحسب تقرير «مستقبل توطين الصندوق الدولي» الذي نشرته «IFI Global Research» في أبريل 2020 بدعم من «جيرسي فاينانس»، من المتوقع أن يشهد الاستثمار البديل نمواً مطرداً في السنوات القليلة المقبلة.
- هل تعتقدين أن النساء في المنطقة يحرزن تقدماً في إدارة أموالهن؟
- بالطبع، فلا شك في أنه على مر السنوات أصبحت المنطقة تتمتع بعدد كبير من السيدات الموهوبات اللواتي يردن لعب دور مهم في صياغة المستقبل المالي لدولهن. وبوجه خاص، رأينا أن الإمارات والسعودية والكويت قد بذلت جهوداً مهمة في سبيل تنويع الموارد البشرية لديها والمساهمة فـي تعزيز أهــداف التوطين والتخصص وتنويع الأعمال. بالإضافة إلى ذلك، لطالما لعبت النساء في المنطقة أدواراً مهمة في الأعمال العائلية التي توفر للنساء مجموعة من الفرص بالأخص في مجال التخطيط الاستراتيجي وإدارة الثروات.
علاوة على ذلك، كشفت دراسات جديدة أن النساء في المنطقة يزددن ثراءً وأصبحن مسؤولات عن إدارة ما يقرب من 800 مليار دولار من الأصول حيث تبرز كل من الإمارات والسعودية سوقين رئيسيين في المسؤولية عن هذا النمو. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تنمو ثروة النساء في المنطقة بمعدل سنوي مركب يقارب 9٪ على مدى السنوات الثلاث المقبلة مع تجاوز الرقم تريليون دولار، ما يجعلها أعلى من تلك الموجودة في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية. نحن في «جيرسي فاينانس»، ندرك هذه الإمكانات الكامنة وعليه عززنا وجودنا في المنطقة ورأينا ارتفاع معدل الموظفات في «جيرسي» اللواتي لديهن علاقات متينة مع عميلاتنا في المملكة.
- ما التحديات التي تواجه المرأة اليوم في التفاعل مع مديري الثروات والمراكز المالية؟
- تتأثر النساء اللواتي يشكلن جزءاً من الشركات العائلية في دول مجلس التعاون الخليجي، بالظروف التي تؤثر على هيكل الأسرة أو استراتيجية العمل. لذلك يركزن أكثر على تخطيط الخلافة والاستثمار، وحقوق التصويت والطلاق والحوكمة، لضمان التنمية المستدامة للأعمال التجارية والثروة العائلية الخاصة. كما أنهن يسعين إلى تحديد وتعزيز دورهن داخل هذه الهياكل المتطورة. أما على المستوى الفردي، فلا تزال رائدات الأعمال يواجهن مجموعة من التحديات التي تعيق عملهن ومن بينها التشريعات الصارمة ونقص الضمانات. ويلعب تنويع الموارد البشرية أيضاً دوراً في تقييد طلب المرأة على الخدمات المالية حيث تشعر النساء غالباً بالإحباط من السعي وراء الاستقلال المالي. وغالباً ما نرى رائدات أعمال يحولن الأموال من أعمالهن الخاصة إلى أعمال يديرها الرجال في عائلاتهن. ونتيجة لذلك لا يرى كثيرون من مقدمي الخدمات فرصة مهمة في تلبية احتياجات العملاء من بين النساء وذلك بسبب العدد المحدود من النساء اللواتي يبحثن عن هذه الخدمات وكذلك انخفاض هوامش الربح.
- ما دور المراكز المالية في سد الفجوة بين الجنسين؟
- بصفتها مركزاً مالياً دولياً يتطلع إلى المستقبل، استفادت «جيرسي» من الفرصة لإرساء بيئة مالية أكثر شمولاً في المنطقة، وقد كرست جهودها لتزويد النساء في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي بالوصول إلى معلومات من الخبراء والأدوات المالية اللازمة. فخلال سلسلة فعاليات «النساء وإدارة الثروات»، تمكنت «جيرسي فاينانس» من طرح منصة تسمح بتبادل المعرفة عبر الأسواق الرئيسية في المنطقة لتمكين النساء بالموارد اللازمة لتحقيق تطلعاتهن المالية. وسمحت هذه السلسلة للنساء في المنطقة بالتواصل مع كبار الخبراء في مجال إدارة الثروات والمحامين وغيرهم من المتخصصين الماليين حيث ناقشوا المواضيع الرئيسية المتعلقة بالحفاظ على الثروة وحماية الأصول والنمو والتخطيط المالي السليم وغيرها.
- هل شهدتم زيادة في المنطقة في عدد النساء اللواتي يخططن لمستقبلهنّ المالي؟
- بالتأكيد، كما أصبح هذا الأمر واضحاً من خلال الإقبال المتزايد الذي لمسناه في الأسواق الرئيسية في المنطقة على الأمر.
