اقترب تحقّق الحلم

01:12 صباحا
قراءة دقيقتين

حلم قديم مضى عليه خمسة وأربعون عاماً، ليتحقق قريباً، بعد عمل دؤوب وجهد متواصل، وطموح يطاول عنان السماء.
حلم الإمارات للوصول إلى المريخ، كان قديماً، رسمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بخطوط من الإيمان بأبنائه، وتجسد اليوم، بعد أن حرصت القيادة على رسم الأمل لدى الأمة العربية، برؤية واضحة، وخطط مدروسة، ونهج ثابت، حتى كان مشروع «مسبار الأمل».
الحلم القديم الجديد، الذي ننتظر جميعاً تحقيقه، وكلنا أمل وطموح وفرح بانتصار الإمارات في رحلة الكبار، وتربعها في مكانة عالية في القطاع، واستثمارها الكبير في هذا المجال، لتحصد ما زرعته خلال السنوات الماضية.
نعم، سيصل المسبار إلى المدار في الوقت المحدد، بتاريخ 9 فبراير، بعد 16 يوماً، وسنصل نحن بوصفنا منافسي الدول العظمى في مجال الفضاء، وستترسخ مكانة الإمارات عالمياً في هذا القطاع، ونعيد أمجاد الدول العربية الذي تفوقت في كثير من مجالات العلوم، ويتردد اسم الإمارات عالياً شامخاً.
وصول المسبار الإماراتي إلى الكوكب الأحمر، هدية الإمارات إلى نفسها في عامها الخمسين، في يوبيلها الذهبي، وهديتها إلى العالم أجمع بإنجاز علمي عالمي جديد، وتجسيد لرحلة إنجازاتها التي لا تتوقف، وعطائها الإنساني الذي لا ينضب، وطموحها العالي الذي لا يقف في طريقه شيء، وحلمها الكبير في إعادة القوة إلى العرب.
الأمل هو عنوان المرحلة القادمة، خاصة في ظل ما يمر به العالم أجمع نتيجة انتشار جائحة «كوورنا»، ونجاح الإمارات في الوصول إلى لكوكب الأحمر، يعكس تلك القيمة، ويجسد هذا المعنى الإنساني السامي، فلا مستحيل أمام الإنسان مادام يعمل بجد وشغف لتحقيق حلمه، بتسخير الموارد لهدفه، وتنشئة جيل قادر على التعامل الرقمي والتكنولوجي، ولديه الشغف بالعلوم الجديدة، ويستكشف تقنيات الفضاء.
وحلم الوصول إلى المريخ لم يكن ليتحقق، لولا تلك النظرة الثاقبة من القيادة الرشيدة، التي آمنت بشباب الوطن، وسخرت لهم كل الموارد والعلوم، وألحقتهم بأفضل الجامعات لكي ينهلوا من العلوم الحديثة، فكان هذا الإنجاز المرتقب، فبداية هذا الحلم كان في عام 1976 حين التقى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، خبراء وكالة «ناسا»، وتمنى أن يأتي اليوم ويكون فيه أبناؤه قادرين على القيام بمثل هذه المهمة العلمية.
«الأمل» إنجاز إماراتي عربي عالمي، انطلق فكرة من الإمارات، وتحول إلى منتج إماراتي على أرضها، ووصل إلى أعالي الوجود الإنساني، إلى الفضاء، بجهود وأياد إماراتية، لينقلنا إلى غد مشرق، وينقل الدولة إلى مرحلة جديدة حاملة رؤية مستقبلية قائمة على العلوم والتكنولوجيا، خاصة أن هذا المسبار أول مهمة عربية وإسلامية من نوعها، تجسد طموح العرب بالوصول إلى الكوكب الأحمر، وستكون الإمارات مساهمة في تشكيل مستقبل واعد للإنسانية بعد استكشاف المريخ.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"