عادي

الديمقراطيون يمهدون الطريق أمام محاكمة تاريخية لترامب

15:11 مساء
قراءة 3 دقائق
ترامب

واشنطن- أ ف ب
يقدم الديمقراطيون الاثنين لائحة الاتهام ضد دونالد ترامب إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، الخطوة التي تمهد الطريق رسمياً أمام محاكمة تاريخية للرئيس السابق ضمن آلية عزله بتهمة «التحريض على التمرد» خلال أعمال العنف التي شهدها الكابيتول، لكنها لن تبدأ قبل شباط/فبراير.
وبعد أقل من أسبوع على مغادرته البيت الأبيض، يعود الملياردير الجمهوري ليتصدّر الأخبار في واشنطن؛ بينما يواصل خليفته الديمقراطي جو بايدن توقيع عشرات المراسيم في محاولة لإنهاض أكبر اقتصاد في العالم، ومكافحة وباء كوفيد-19.
ومع اتهامه بـ«التحريض على التمرد» خلال تصويت في مجلس النواب في 13 كانون الثاني/يناير، أصبح دونالد ترامب أول رئيس للولايات المتحدة يطاله إجراء العزل مرتين. وسيصبح أيضاً أول رئيس يواجه محاكمة عزل بعد انتهاء ولايته، وسيتم افتتاح هذه المحاكمة رسمياً مساء الاثنين عبر سلسلة إجراءات.
وعند الساعة 19,00 (00,00 ت.غ الثلاثاء)؛ سيعبر «المدعون» الديمقراطيون في مجلس النواب الأروقة الطويلة المزينة باللوحات والتماثيل التي تفصلهم عن مجلس الشيوخ لتقديم لائحة الاتهام بحق الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.

مشاهد عنف صادمة
ودونالد ترامب متهم أمام مجلس النواب بتحريض أنصاره على شن هجوم على مقر الكونجرس في 6 كانون الثاني/يناير فيما كان البرلمانيون يصادقون على فوز منافسه جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
وقال للمتظاهرين قبل وقت قصير من الهجوم على الكابيتول الذي خلف خمسة قتلى: «لن تستعيدوا أبداً بلادكم إذا كنتم ضعفاء. يجب أن تظهروا القوة، وأن تكونوا أقوياء».
وأثارت مشاهد العنف صدمة في أمريكا، ودفعت بالعديد من الجمهوريين إلى التنديد بسلوك الملياردير المتقلب. لكن إدانته في مجلس الشيوخ في هذه المرحلة تبدو غير مرجحة؛ لأن ترامب لا يزال يحظى بتأييد العديد من أعضاء المجلس.
وبعد تسليم لائحة الاتهام الاثنين، يؤدي أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيقومون بمهام هيئة محلفين في هذه المحاكمة، اليمين الثلاثاء. لكن المحاكمة لن تبدأ إلا في 9 شباط/فبراير.

مهلة لشغل المناصب
هذه المهلة ستتيح تثبيت العديد من أعضاء حكومة جو بايدن في مناصبهم قبل أن ينشغل مجلس الشيوخ بهذا الإجراء.
وسيصادق المجلس بعد ظهر الاثنين على تعيين جانيت يلين في منصب وزيرة الخزانة.
وتصويت مجلس الشيوخ على تثبيت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في منصبه لم يحدد موعده بعد؛ لكن يفترض أن يحصل هذا الأسبوع.
وبعدما رسم صورة قاتمة عن الأزمات الصحية والاقتصادية التي «تتفاقم» في الولايات المتحدة، يأمل الرئيس الديمقراطي أيضاً الاستفادة من هذين الأسبوعين للدفع في اتجاه تبني عدة إجراءات كبرى في الكونجرس.
لكن أبرز اقتراحاته، خطة الإنعاش الاقتصادي لمكافحة تداعيات الوباء والبالغة قيمتها 1900 مليار دولار، قد تواجه صعوبات لإقرارها بصيغتها الحالية؛ بسبب ظهور معارضة في صفوف الجمهوريين.

محاكمة «غبية»
اعتباراً من الأربعاء 20 يناير، سيطر الديمقراطيون على مجلسي الشيوخ والنواب. لكن غالبيتهم ضعيفة؛ حيث إنهم يشغلون 50 مقعداً في مجلس الشيوخ مقابل 50 للجمهوريين، وفي حال تعادل تصويت ما، فإن نائبة الرئيس كامالا هاريس لديها سلطة إضافة صوتها لترجيح الكفة لصالح الديمقراطيين.
لكنهم يحتاجون إلى 60 صوتاً من أجل عرض الإصلاحات الكبرى على التصويت، وغالبية الثلثين مطلوبة في مجلس الشيوخ لإدانة دونالد ترامب، ما يحتم الحصول على أصوات 17 جمهورياً، وهو عدد يصعب بلوغه رغم أن زعيمهم ميتش ماكونيل لم يستبعد التصويت لصالح إدانة ترامب.
لكن السناتور الجمهوري البارز وعضو لجنة الاستخبارات ماركو روبيو قال الأحد لبرنامج «فوكس نيوز صنداي»؛ إنه يعتقد «أنها محاكمة غبية وستأتي بنتائج عكسية. لدينا حالياً نيران مشتعلة في البلاد، والأمر أشبه بصب الزيت على النار».
واعتبر أعضاء جمهوريون آخرون في مجلس الشيوخ أنه من غير الدستوري محاكمة رئيس سابق من أجل عزله، وهم يسعون لإيجاد سبيل لمنع حصول المحاكمة.
لكن عدداً قليلاً جداً من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يدافع عن هذا الإجراء.
وقال السيناتور ميت رومني الذي كان مرشحاً جمهورياً للرئاسة عام 2012 الأحد لشبكة «سي إن إن»: «إذا أردنا توحيد صفوف البلاد، فمن المهم الاعتراف بأن المسؤولية والحقيقة والعدالة هي أمور ضرورية»؛ ملمحاً إلى أنه يمكن أن يدين قطب العقارات السابق.
وكان رومني السيناتور الجمهوري الوحيد الذي صوت لإدانة ترامب في المحاكمة الأولى لعزله؛ على خلفية القضية الأوكرانية في شباط/فبراير 2020، وقام مجلس الشيوخ ذو الغالبية الجمهورية آنذاك بتبرئة الرئيس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"