عادي

خبراء: الابتكارات والجماليات والتكنولوجيا تعيد رسم ملامح العمارة

17:22 مساء
قراءة 4 دقائق
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
مال
الدح

الشارقة: «الخليج»

شهدت الدورة الثانية من فعالية «واقع قطاع التصميم في الشارقة» تنظيم خمس جلسات تناولت عنصر المفاجأة في العمارة من خلال تصميم مساحات إبداعية تتناغم مع البيئة المحيطة، مع تبني مناهج حديثة في التصميم ضمن البيئة الطبيعية، بالإضافة إلى تصميم دور العبادة والهياكل المؤقتة، موفرة للمهندسين المعماريين والمصممين والطلاب وخبراء التخطيط المجتمعي ومطوري العقارات وأفراد المجتمع في دولة الإمارات والعالم الفرصة للتعرف على أحدث المفاهيم الهندسية المبتكرة على مستوى العالم.
وتنظم الدورة، التي انطلقت فعالياتها في 24 نوفمبر الماضي وتتضمن 6 جلسات افتراضية، هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، والتي تديرها نجلا عبد الله الدح، مهندس معماري أول في «شروق»، بهدف تحفيز الفكر حول دور مهندسي العمارة في إعادة رسم ملامح قواعد العمارة بطرق جريئة من خلال تقديم تصاميم مبتكرة تعزز التفاعل الوثيق مع الأمكنة، بمشاركة نخبة من خبراء العمارة المحليين والدوليين الذين تبادلوا الأفكار والمفاهيم الحديثة، والتصاميم الأكثر انتشاراً في مختلف المساحات العامة والخاصة في الشارقة والعالم، بالإضافة إلى تناول التوقعات المستقبلية، واستشراف التحول في قطاع التصميم على المستوى العالمي.
وتختتم الدورة الثانية بجلسة تنظم في الثاني من فبراير المقبل تحمل عنوان «تجسيد العمارة»، حيث تناقش المناهج والاستراتيجيات الصحيحة التي يتوجب تبنّيها عند اختيار المواد والتصنيع. 
دمج الجوانب الوظيفية والروحية
وناقشت الجلسة الأولى ضمن هذه السلسلة مسؤولية مهندسي العمارة عن تصميم دور عبادة قادرة على القيام بوظيفتها على أكمل وجه، وقدمت ياسامان اسماعيلي، مؤسسة «استوديو تشاهار» المقيمة في مدينة بوسطن الأمريكية خلال الجلسة، مثالاً عن مشروع بناء مستدام نفذته في النيجر، مشيرة إلى أنه بعد مناقشات مستفيضة ومكثفة مع المجتمع المحلي ومن خلال دمج الجوانب المدنية والروحية، تم تصميم المسجد والمناطق المحيطة به ليصبح مركزاً ثقافياً وتعليمياً لجميع أفراد القرية من الرجال والنساء والأطفال.
بدوره، أشار زياد جمال الدين، الأستاذ المساعد في «كلية كولومبيا للدراسات العليا في الهندسة المعمارية» والشريك المؤسس لشركة «ليفت آركيتيكتس» بفرعيها في بروكلين وبيروت، إلى أن إعطاء مفهوم ديني ثابت لعناصر المسجد المعمارية مثل القبة والمئذنة والساحات، سيؤدي بالضرورة إلى منحه طابعاً معمارياً ثابتاً لا يتغير.
سد الثغرات
وخلال الجلسة الثانية التي عقدت في 8 ديسمبر الماضي بعنوان «سدّ الثغرات»، ناقش المشاركون القيمة المعمارية للجسور إلى جانب دورها في تسهيل حركة النقل، وفي هذا السياق، قال بارتلوميج هالاكزيك من شركة «نايت أركيتكتس» المعمارية في المملكة المتحدة: «قبل تصميم مشاريع الجسور يجب على المهندس المعماري أن يطرح أسئلة فلسفية حول الفائدة التي يقدمها الجسر والجهات المستفيدة منه، حيث تؤدي الإجابة على هذه الأسئلة إلى للوصول إلى التصميم الخارجي للجسر».
وقال كريستيانو سيكاتو، مدير شركة «زها حديد للمهندسين المعماريين»، الشركة المعمارية المسؤولة عن التصميم الإبداعي لجسر الشيخ زايد في أبوظبي الذي يحاكي أمواج البحر: «عندما ننظر إلى الأشكال المعقدة لا بدّ لنا أن ندرك حجم التعاون الوثيق بين المهندس المدني والمهندسين المعماريين لترجمة الأفكار وتحويلها من تصميم ثلاثي الأبعاد إلى نموذج قابل للتنفيذ»، مشيراً إلى أن الابتكارات والجماليات والتكنولوجيا تعيد رسم ملامح العمارة العالمية.
وأكد ماريين شينك، الشريك المؤسس لشركة «نيكست أركيتكتس» الهولندية، أهمية تصميم هياكل ومبانٍ تعزز تجربة المجتمع المعنية بالبيئة، وأضاف أن جسر «زاليج» الذي يقع في منتزه على نهر في مدينة نيميجن وتغمره مياه النهر جزئياً عندما يرتفع منسوبها فيتعذر الوصول إليه في أيام معينة من السنة، أصبح رمزاً لعلاقة الهولنديين بالمياه.
تمكين المجتمعات 
وفي الجلسة الثالثة التي نظمت في 22 ديسمبر الماضي بعنوان «عمارة تنسيق المواقع»، أكد سايمون فريزر، رئيس شركة «هوبكنز أركيتكتس» للهندسة المعمارية، أن الأهمية الجيولوجية والتاريخية الاستثنائية لـ«حديقة البحيص الجيولوجية» في الشارقة كانت معياراً أساسياً في التصميم الفريد لحجراتها المتناسقة مع البيئة المحيطة، مشيراً إلى أن الوعي بأهمية حماية الأحفوريات المنتشرة على الأرض والتي يبلغ عمرها ملايين السنين، أدى لابتكار التصميم الذي يحتفي بالمناظر الطبيعية، واستخدام المباني الجاهزة التي تم صنعها مسبقاً خارج الموقع مع ضمان ارتفاعها عن الأرض.
وطرح روان دارسي، المدير الإقليمي لـ«آسبيكت ستوديوز» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثالاً هو «حديقة وايلد بلاي» في مدينة سيدني الأسترالية، مسلطاً الضوء على أهمية اللعب في الطبيعة وتزويد الأطفال بمنصة للاستكشاف والتجربة والتواصل الاجتماعي والتعلم من خلال اللعب.
وشاركت في الجلسة كاميليا زعل، مؤسسة شركة «كاميليا لاندسكيب ديزاين»، التي انعكس منهجها في تصميم مجمع «كاو كانفاس» السكني الجديد في دبي على البيئة الطبيعية المحيطة مع التركيز على النباتات المحلية التي تحتاج إلى كميات قليلة من المياه للبقاء، وأكدت على أهمية إعادة تعزيز العلاقة بين المجتمع والطبيعة.
 المسبقة الصنع
وركزت الجلسة الرابعة التي نظمت في 5 يناير الجاري على «التصميم ما بعد المؤقت»، حيث ناقش المتحدثون كيفية تصميم الملاعب والمجمعات الرياضية والساحات المؤقتة، في حين تناولت الجلسة الخامسة، التي نظمت في 19 يناير الجاري «هندسة العمارة المسبقة الصنع»، وكيف تقدم المشاريع الاستباقية التي تستشرف المستقبل مناهج فاعلة ومستدامة للبناء.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"