عادي

شي يحذر أمام «دافوس» من حرب باردة جديدة

19:27 مساء
قراءة 5 دقائق
الرئيس الصيني

دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ دول العالم الاثنين إلى تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي وتعزيز دور مجموعة العشرين في الحوكمة الاقتصادية العالمية، مشيراً إلى تعاف «مهتز نوعاً ما» من جائحة فيروس كورونا.
وفي حديثه أثناء اجتماع افتراضي للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي كان يُعقد في العادة في منتجع دافوس السويسري، قال شي إن الآفاق الاقتصادية لا تزال غير مؤكدة وإن من المرجح جداً أن تتكرر حالات الطوارئ الصحية العامة.
وفي أول ظهور له في المنتدى منذ دفاعه الشديد عن حرية التجارة والعولمة في الكلمة التي ألقاها في دافوس في 2017، عاد شي ليتحدث بطريقة مماثلة، مؤيداً التعددية باعتبارها السبيل لمواجهة التحديات الحالية خلال كلمته التي استمرت نحو 25 دقيقة.
وقال «علينا بناء اقتصاد عالمي مفتوح، ونبذ المعايير والقواعد والنظم التمييزية والإقصائية وإزالة الحواجز أمام التجارة والاستثمار والتبادل التقني».
وأضاف أنه يتعين تقوية مجموعة العشرين، وهي منتدى دولي يضم 19 من أكبر الاقتصادات المتقدمة والناشئة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، باعتبارها المنتدى الرئيسي للحوكمة الاقتصادية العالمية، وأن على العالم المبادرة إلى تنسيق أوثق لسياسة الاقتصاد الكلي.
وقال إنه ينبغي حكم المجتمع الدولي بما يتفق مع قواعد وإجماع تتوصل إليها جميع الدول، بدلاً من دولة واحدة أو بضع دول تصدر الأوامر. ولم يحدد شي تلك الدول.
وحذر شي من حرب باردة جديدة لا يمكن أن تؤدي إلا إلى طريق مسدود. ومن دون أن يسمي الولايات المتحدة، دافع شي عن التعددية والعولمة، كما فعل في المنتدى نفسه قبل أربع سنوات، قبيل وصول دونالد إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة.
وبعد أقل من اسبوع على دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض، يبدو أن الرئيس الصيني وجه تحذيراً إليه من مغبة مواصلة سياسة سلفه حيال بكين خصوصاً تجارياً وتكنولوجياً.
وقال: «تشكيل مجموعات أو إطلاق حرب باردة جديدة، ونبذ الآخرين أو تهديدهم أو ترهيبهم، وفرض انقسامات أو عقوبات أو تعطيل شبكات التموين بهدف العزل، ستساهم في دفع العالم إلى الانقسام وحتى المواجهة». وأضاف: «المواجهة ستوصلنا إلى طريق مسدود».

إنعاش النمو الاقتصادي

وعادة ما يعقد هذا المنتدى في دافوس الواقعة في جبال الألب السويسرية، إلا أن جائحة كوفيد-19 أجبرت قادة العالم على الاجتماع افتراضياً هذا العام.
وناقشت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد مع وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير ونظيره الألماني بيتر ألتماير والمدير التنفيذي لشركة جولدمان ساكس، كيفية إنعاش النمو الاقتصادي.
وخلال نسخة العام 2020 من المنتدى الاقتصادي العالمي، لم يكن ظهور التهاب رئوي غامض في الصين، قبل أن ينتشر في العالم ويعرف بوباء كوفيد-19، يثير قلقاً واسع النطاق. وكانت النخب الاقتصادية المجتمعة في جبال الألب مهتمة بالجدل الحاصل بين دونالد ترامب وغريتا تونبرغ أكثر من اهتمامها بالحجر الصحي المفروض في ووهان.
بعد مرور عام، وفيما تخطت الولايات المتحدة عتبة 25 مليون إصابة، ما أجبر الرئيس الجديد جو بايدن على إعادة فرض القيود على دخول البلاد، عادت القارة الآسيوية إلى الواجهة في النسخة الحادية والخمسين من المنتدى التي تعقد تحت عنوان «عام حاسم لإعادة بناء الثقة» وتستضيف رئيسي الصين وكوريا الجنوبية ورئيسي وزراء الهند واليابان.
وتراجع التفاؤل الذي ساد في تشرين الثاني/نوفمبر عندما أصبحت اللقاحات واقعاً، مع فرض قيود جديدة في بداية العام في أنحاء العالم لمكافحة الوباء وظهور نسخ متحورة من فيروس كورونا والتأخيرات المتراكمة في تسليم اللقاحات.

المشاركون

الشخصيات الكبيرة المشاركة فيه هي المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، وأرسلت إدارة بايدن الجديدة التي وعدت بإحياء سياسة خارجية متعددة الأطراف، خبير الأمراض المعدية الطبيب أنطوني فاوتشي وهو المستشار الرئاسي حول الوباء، بالإضافة إلى جون كيري، المبعوث الخاص للمناخ، بعد قرار الرئيس الديمقراطي الجديد جو بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ، وسيكون أحد تحديات الإدارة الأمريكية الجديدة التعامل مع عالم يتحول مركز ثقله نحو آسيا.

دافوس سنغافورة

وبعد التجمع الافتراضي الأول سينتقل منتدى دافوس في أيار/مايو إلى سنغافورة، بعيداً عن المنتجع الشتوي السويسري الفخم حيث تواصل انعقاده منذ أسسه البروفيسور الألماني كلاوس شفاب العام 1971.
السبب المعلن وراء نقله يتعلق بالمخاوف الصحية إذ تعتبر هذه المدينة التي سجلت فيها 29 وفاة فقط، أكثر أماناً من جنيف.

فيروس انعدام المساواة

يعكس هذا التركيز على آسيا من جانب منظمي المنتدى الاقتصادي العالمي، نتائج دراسة حديثة أجرتها شركة «يولر هيرميس» للتأمين تظهر أنه بفضل الوباء، من المفترض أن يعادل الناتج المحلي الإجمالي الصيني الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بحلول العام 2030، أي قبل عامين مما كان متوقعاً قبل الأزمة.
كذلك أظهر تقرير للأمم المتحدة نشر الأحد أنه في عام 2020، أصبحت الصين الوجهة الأولى في العالم للاستثمار الأجنبي المباشر متفوقة على الولايات المتحدة.
وأبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقاً مثيراً للجدل من حيث المبدأ مع بكين في نهاية كانون الأول/ديسمبر بهدف تشجيع الاستثمارات المتبادلة.
والصين هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي حقق نمواً في العام 2020 بلغت نسبته 2,3 في المئة، كما أنها زادت حصتها في السوق. فقد ازداد فائضها بنسبة 7 في المئة مقارنة بالولايات المتحدة في العام 2020، وهو دليل على فشل سياسة الحرب التجارية التي شنها دونالد ترامب.
ومن المفترض أيضاً التطرق إلى موضوع مهم آخر هذا الأسبوع هو تفاقم انعدام المساواة والمخاطر التي يمثلها ذلك على تماسك المجتمعات.
وفي مقالة نشرت منتصف كانون الثاني/يناير قال شفاب «مرة أخرى لدينا فرصة لإعادة البناء» داعياً إلى إعادة النظر في الرأسمالية في ضوء جائحة فاقمت انعدام المساواة.
لكن دون «التشكيك في هذا النظام الاقتصادي الذي يتم من خلاله تحديد قرارات الشركات الكبرى المدرجة في البورصة من قبل المساهمين الذين يسعون إلى تحقيق أقصى قدر من الربحية في فترة قصيرة» وفق جان كريستوف غراتس أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لوزان.

الفقر

وأعلنت منظمة أوكسفام لمكافحة الفقر الإثنين أن أزمة كوفيد-19 تفاقم انعدام المساواة في العالم، مع سرعة تزايد ثروات الأغنياء وأرجحيّة أن يحتاج الأكثر فقراً إلى سنوات للخروج من دائرة الفقر.
ونشر التقرير ليتزامن مع بدء منتدى دافوس الذي سيتم خلاله تخصيص أسبوع كامل لمساعدة القادة على ابتكار حلول لكبح الوباء وإنعاش الاقتصادات بشكل قوي في العام المقبل.
وعالمياً، ازدادت ثروات أصحاب المليارات 3900 مليار بين 18 آذار/مارس و31 كانون الأول/ديسمبر 2020 وفق المنظمة التي جددت دعوتها إلى فرض ضرائب على الثروة لمكافحة «فيروس انعدام المساواة». (وكالات)
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"