عادي

غضب في صفوف اليمين الأمريكي لفشل مخطط الفوضى

01:32 صباحا
قراءة 3 دقائق
2

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس السابق دونالد ترامب فكر في تغيير القائم بأعمال وزير العدل بمسؤول على استعداد لمتابعة ادعاءات لا أساس لها بتزوير الانتخابات، ودفع وزارة العدل إلى مطالبة المحكمة العليا بإبطال فوز الرئيس المنتخب جو بايدن. في وقت لا يزال فيه الغضب واليأس يتناميان في أوساط اليمين المتطرف، بعد إخفاقهم في إحداث الفوضى مع تنصيب بايدن. 

وكشفت وول ستريت جورنال، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر، أن الجهود التي بُذلت في الأسابيع الأخيرة من رئاسة ترامب أخفقت بسبب اعتراض المعيّنين من قبله بوزارة العدل، والذين رفضوا رفع ما وصفوها بدعوى قضائية لا سند لها من الناحية القانونية في المحكمة العليا. وقال عدة أشخاص مطلعين على المناقشات للصحيفة، إن مسؤولين كباراً آخرين في الوزارة هدّدوا بالاستقالة إذا قام ترامب بإقالة جيفري روزن القائم بأعمال وزير العدل في ذلك الوقت. 

غضب متصاعد

من جهة ثانية، يشعر اليمين الأمريكي المتطرف بالغضب من بايدن، ومن ترامب ومن تنبّؤات حركة «كيو-أنون»، وهو غاضب على نفسه أيضاً. وعلى الإنترنت تكثر الخلافات ومشاعر الإحباط في المنتديات التي يتحاور فيها المتطرفون، منذ فشل اقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن في السادس من يناير/كانون الثاني، وتنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة في العشرين من الشهر نفسه.

ويشعر أنصار حركة «كيو- أنون» اليمينية المتطرّفة التي تؤمن بنظرية المؤامرة، باليأس؛ لأن تنبؤاتهم بحصول فوضى مع وصول الرئيس الديمقراطي إلى السلطة لم تتحقق أقله حتى الآن. وأخذت الجماعات المتطرفة والنازيون الجدد، وتلك التي تؤمن بتفوق البيض، تتحرك بسرية بعد حملة الاعتقالات التي طالت أتباعهم الذين شاركوا في اقتحام الكابيتول.

ويرى اختصاصيون في الحركات المتطرفة والإرهاب الداخلي أن نهاية ولاية ترامب الرئاسية شكلت انتكاسة لهذه المجموعات. ويؤكدون في المقابل أن هؤلاء لن يوقفوا تحركاتهم، بل باتوا أكثر ميلاً إلى ارتكاب أعمال عنف. 

تأجيج المشاعر 

وساهمت نهاية ولاية ترامب وحظر المتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي ك«تويتر» و«فيسبوك»، في تأجيج مشاعر الغضب. ويضيف مايكل أديسون هايدن أن الحظر على مواقع التواصل الاجتماعي في ذاته «أصبح عاملاً موحداً» لمجموعات اليمين المتطرف.

واتجه كثيرون إلى المنصات النادرة التي لا تزال متاحة خصوصاً تطبيق «تلجرام»، الذي يستخدمه الآلاف من أنصار «كيو-أنون» ومجموعة «براود بويز» المتطرفة. ويتابع هايدن، «البنى التحتية لا تزال قائمة لينظم اليمين المتطرف صفوفه». 

بدأت حركة «كيو-أنون» تظهر نهاية عام 2017 مع منشورات مشفرة من مستخدم غامض «كيو» على موقع «8 كون» الإلكتروني. وكانت هوية «كيو» مجهولة، لكن منشوراته حشدت مناصري ترامب وراء نظرية مؤامرة من ابتداع اليمين الأمريكي المتطرّف تتناول بالتفصيل خطّة سرية مزعومة لما يسمى «الدولة العميقة في الولايات المتحدة»، ضدّ الرئيس الأمريكي ترامب وأنصاره حاكها الديمقراطيون. وبعد هزيمة ترامب، مثلوا قسماً كبيراً من حركة «أوقفوا السرقة» مؤكدين أن بايدن سرق نتيجة الانتخابات مع عمليات تزوير على نطاق واسع.

ويشعر العديد منهم بغضب لقرار ترامب عدم الدفاع عن 120 متظاهراً تم اعتقالهم، ومئات الآخرين الخاضعين لتحقيق إثر اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من الجاري. وذكر هايدن أن اليمين المتطرف قبل بفكرة رحيل ترامب، ورص صفوفه من دونه.

 أعلن رون واتكينز الذي يسيطر والده على موقع «8 كون»، ويعتبر كثيرون أنه «كيو»، انسحابه من الحركة، وقام بحذف أرشيف «كيو-أنون» بأكمله من «8 كون». وأعلن على «تلجرام»، «قدمنا كل ما لدينا. الآن علينا أن نبقي رؤوسنا مرفوعة ».ويقول كريم زيدان، المحقق في «رايت وينغ ووتش»، الذي يراقب جماعات اليمين المتطرف: «شكل ذلك ضربة قاسية للحركة».                  (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"