عادي

«بومبيي» الإيطالية تزخر بكنوز أثرية لم يُكتشف سوى ثلثها

13:57 مساء
قراءة 3 دقائق
«بومبيي» الإيطالية تزخر بكنوز أثرية لم يُكتشف سوى ثلثها

بومبيي - أ ف ب
كشف موقع بومبيي الأثري الإيطالي النقاب في وقت سابق عن كنوز جديدة اكتُشِفَت خلال عمليات التنقيب الأخيرة في المدينة الرومانية التي طمرها ثوران بركاني قبل نحو ألفَي عام، بينها تمائم كانت تستخدم للسحر.
وعثر علماء الآثار داخل أحد الصناديق على العشرات من الخواتم والتماثيل الصغيرة وتمائم الحظ، صُنِعَت من العاج أو البرونز أو الخزف أو الكهرمان، لكنّ هذه التمائم لم تكن على ما يبدو كافية لحماية المدينة القديمة من بركان فيزوفو الذي صبّ جام غضبه عليها في تشرين الأول/أكتوبر من سنة 79 بعد الميلاد، أي بعد ستة أشهر مما كان يعتقد سابقاً أنه تاريخ ثورانه.
وأوضح مدير حديقة بومبيي الأثرية ماسيمو أوسانا في تصريح صحفي؛ أن «من أكثر ما يثير الفضول» في محتويات الصندوق المكتشَف «تمائم يبدو أنها كانت تخص امرأة أو رجلاً من مستخدمي السحر».
وكان أوسانا يتحدث في مناسبة افتتاح متحف «أنتيكواريوم» الذي خضع للتجديد، ويتضمن تماثيل برونزية ولوحات جدارية ومجوهرات ذهبية وفضية وسواها، ولم يكتشف علماء الآثار إلى اليوم سوى ثلث الموقع الذي يمتد راهناً على مساحة تزيد على 44 هكتاراً على مقربة من مدينة نابولي.
وأضاف أوسانا: «لدينا هنا بعض أهم الأشياء المكتشفة منذ القرن التاسع عشر، إذ إن «أنتيكواريوم» يعرّف الزائر على تاريخ بومبيي على مدى قرون، حتى يوم ثوران البركان».
واعتبر أن القسم المخصص للأيام الأخيرة التي عاشتها المدينة هو«الأكثر إثارة للمشاعر» في المتحف.

إعادة تأهيل
وأشرف ماسيمو أوسانا الذي يتولى إدارة بومبيي منذ العام 2014 على مشروع إعادة تأهيل كبير موّل الاتحاد الأوروبي جانباً كبيراً منه، أعاد الحياة إلى هذا الموقع الذي عانى صيانةً سيئة وتدهوراً مقلقاً رغم كونه مصنفاً ضمن التراث العالمي لليونسكو.
واكتشف علماء الآثار في كانون الأول/ديسمبر الفائت ما يُعرَف بثيرموبوليوم، وهو بمثابة نقطة لبيع «وجبات سريعة» كان شائعاً جداً في العالم الروماني، ووُجِد هذا الثيرموبوليوم في حالة حفظ ممتازة؛ إذ جمّده الرماد البركاني.
وتقع هذه المنضدة المزيّنة بزخارف متعددة الألوان في منطقة كانت مزدحمة جداً، عند تقاطع «شارع الأعراس» و«شارع الشرفات».

روح بومبيي
وبالإضافة إلى لوحة جدارية تمثل نيرييدس (حورية بحر) على حصان، وجد الباحثون حيوانات مرسومة بألوان زاهية أبرزها دواجن وبط كانت تؤكل مع النبيذ أو مشروبات ساخنة.
كذلك وجد الباحثون في تجاويف المنضدة نقوشاً تمثل أنواعاً من الأغذية التي يمكن أن توفر معلومات قيمة عن عادات الطعام في بومبيي في وقت ثوران بركان فيزوفو العام 79 بعد الميلاد.
وداخل الأواني الطينية، وُجِد جزء من عظمة بطة، وبقايا لحوم وأسماك وقواقع، وكانت مكونات عدة تُطهى معاً، كما في طبق الباييا الإسباني.
وكان موقع بومبيي مغلقاً في الأشهر الأخيرة كمعظم المواقع الثقافية الإيطالية بسبب جائحة كوفيد-19، وأعيد افتتاحه في 18 كانون الثاني/يناير، لكنه لا يزال شبه مهجور، ولا يتجاوز متوسط عدد زواره المئة يومياً، علماً أنه كان يبلغ ثمانية آلاف في الأوقات العادية.
وفي هذا الصدد قال أوسانا: «لقد فقدنا 80 في المئة من زوارنا، وبالتالي 80 في المئة من عائدات التذاكر لدينا»، مشيراً إلى أن الموقع حصل على دعم من وزارة الثقافة لتعويض هذا الربح الفائت.
وبدا الموقع شبه مهجور الاثنين إلا من الصحفيين الذين حضروا لتغطية افتتاح المتحف، ومن علماء الآثار والحراس والمرشدين العاطلين عن العمل؛ الذين ينتظرون عبثاً حتى الآن عودة السياح.
واستقبلت المدينة الأثرية نحو 3,9 مليون زائر العام 2019؛ مما جعلها الموقع الثالث الأكثر جذباً للسياح في إيطاليا بعد الكولوسيوم في روما و«متحف أوفيزي» في فلورنسا.
ورأى ماسيمو أوسانا أن المرحلة الراهنة تشكّل وقتاً مناسباً تماماً لزيارة بومبيي، وقال: «كأن الزائر يرى روح بومبيي. إنها مدينة مهجورة، ومشهدها من دون سياح لربما يدفع زائرها إلى أن يفكر أكثر بالكارثة المروعة التي أودت بكل أشكال الحياة في هذه المدينة، وجعلت الصمت يسود مكاناً نابضاً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"