إعادة الدفء إلى القلوب

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

كلما حزم ابن (أو ابنة) حقائبه ورحل بعيداً عن حضن أبويه طلباً للعلم وتحقيقاً لأحلام وطموحات، انتزع معه ودون أن يدري قطعة من قلب أمه وأبيه، تحشر نفسها بين ضلوعه، تختبئ في حقيبته، تصير هي وسادته، تسهر عليه في غربته وتدعو له وتربت على كتفه وتشجعه فيتحمل مرارة الغربة وتكبر عزيمته على النجاح. 
كثيرة الدول، لاسيما العربية، التي يهجرها شبابها سعياً خلف ظروف تعليمية أفضل وأملاً في مستقبل يحققون فيه طموحاتهم. والعين والقلب يتجهان سريعاً نحو الإمارات التي أصبحت أرض الأحلام بالنسبة للشعوب العربية، والبلد الأكثر أماناً واستقراراً وتوفيراً للحياة الكريمة وللمستقبل المشرق بالنسبة للشباب الحالم بأرض تتوفر فيها فرص العمل، ودولة تؤمن بالشباب وقدرتهم على التميز والارتقاء وتحقيق ما هو أفضل للمستقبل.
قرار مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بإجراء تغييرات جديدة في إجراءات الإقامة والجنسية، وتمكين الطلبة الجامعيين المقيمين في الإمارات «من استقدام أسرهم متى توفرت لديهم القدرة المالية المترتبة على الاستقدام وتوفير السكن الملائم وصولاً إلى تحقيق الاستقرار والدعم المعنوي»، هو قرار تربوي وتعليمي واجتماعي، ينعكس بالإيجاب على كل طالب وأهله؛ وكأنه يعيد ربط الحبال بين الأبناء وأهاليهم الذين ينتظرون على نار أي فرصة للاطمئنان على فلذات أكبادهم عن قرب. 
القرار يعيد الدفء إلى قلوب الأبناء وأحضان الأمهات والآباء. يجدد النشاط لدى الشباب، يمنحهم جرعة من التفاؤل ويشجعهم على الاجتهاد أكثر من أجل تحقيق الشروط وتوفير الظروف المناسبة لاستقدام الأبوين أو أحدهما إلى الإمارات. صحيح أن الشباب يكابر ويرغب في خوض التجربة والاعتماد على النفس في كل شيء، ويدعي الصلابة كي يكبر في عيون والديه، لكن الحقيقة الكامنة في أعماقه تقول أشياء أخرى، أولها أنه يحن إلى دفء أمه ومشورة أبيه وإحساسه بالاطمئنان لوجودهما معه، فيتفرغ للدراسة أكثر. 
كلنا نعلم أن الإمارات باتت مقصداً لآلاف الطلاب الذين يأتون إليها بهدف استكمال تعليمهم الجامعي في إحدى جامعاتها ال 77، لذا يمكن القول بأن القرار هذا سيزيد من مكانة الإمارات عالمياً، وبأنها البلد الأكثر احتضاناً للشباب ومعايشة لهمومهم واحتياجاتهم، وستبقى وجهة رائدة لكثير من الساعين للإقامة والتعليم أولاً ثم العمل ثانياً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"