عادي

اتهام ترامب أمام «الشيوخ».. والجمهوريون يلمحون إلى مقاومة المحاكمة

00:15 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1
1
1

قدم الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي أمس الاثنين لائحة الاتهام ضد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى مجلس الشيوخ، الخطوة التي تطلق رسمياً المحاكمة التاريخية للرئيس السابق ضمن آلية عزله بتهمة «التحريض على التمرد» خلال أعمال العنف التي شهدها الكابيتول، لكنها لن تبدأ قبل فبراير /شباط المقبل، وسط تلميح قوي من الجمهوريين إلى أنهم سيبدون مقاومة شرسة ضد هذه المحاكمة، رغم أن قلة جمهورية ألمحت إلى أنهم سيساندون المسعى الديمقراطي.
بعد أقل من أسبوع على مغادرته البيت الأبيض، يعود الملياردير الجمهوري ليتصدّر الأخبار في واشنطن.

مع اتهامه ب«التحريض على التمرد» خلال تصويت في مجلس النواب في 13 يناير/كانون الثاني، أصبح ترامب أول رئيس للولايات المتحدة يطوله إجراء العزل مرتين. وسيصبح أيضاً أول رئيس يواجه محاكمة عزل بعد انتهاء ولايته.
إجراءات المحاكمة
افتتحت هذه المحاكمة رسمياً مساء أمس الاثنين عبر سلسلة إجراءات. فعند الساعة السابعة مساء (الثلاثاء) عبر «المدعون» الديمقراطيون في مجلس النواب الأروقة الطويلة المزينة باللوحات والتماثيل التي تفصلهم عن مجلس الشيوخ، لتقديم لائحة الاتهام بحق الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.
وبعد تسليم لائحة الاتهام الاثنين، سيؤدي أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيقومون بمهام هيئة محلفين في هذه المحاكمة، اليمين اليوم الثلاثاء. لكن المحاكمة لن تبدأ إلا في 9 فبراير.
 محاكمة سريعة
وفي الوقت الذي عمل فيه الديمقراطيون على إعداد الاتهام ضد ترامب، أملت النائبة مادلين دين التي ستكون من بين النواب الذين سيقدمون القضية في مجلس الشيوخ، أن تجري العملية بسرعة. وقالت لشبكة «سي ان ان» إنها تتوقع «أن تسير الأمور بشكل أسرع» من المحاكمة السابقة لترامب التي استمرت 21 يوماً عام 2020. وأضافت دين أنها كانت في قاعة مجلس النواب خلال تلك اللحظات «المرعبة» عندما بدأ المتظاهرون بقرع الأبواب بقوة وهم يهتفون «اشنقوا نائب الرئيس بنس». وقالت إن الديمقراطيين سيطالبون بمحاكمة ترامب لدوره في هذا الأمر الذي وصفته بأنه «جريمة رئاسية شنيعة بشكل غير عادي».
تمثيل يعكس التنوع 
يعكس النواب الديمقراطيون التسعة الذين سيتولون دور الادعاء في محاكمة ترامب التنوع الأمريكي في الأجناس والأعراق والنوع على النقيض من صورة القوميين البيض التي طغت على أنصار ترامب الذين اقتحموا مبنى الكونجرس.
ويمثل النواب التسعة الذين سيترافعون من أجل إدانة ترامب، والمعروفون رسمياً باسم مديري محاكمة الرئيس، التنوع الأمريكي الذي يقول بعض الخبراء إنه نقيض النزعة القومية للبيض التي كانت دافعاً وراء الهجوم على الكونجرس.
وكان بايدن ندد في خطاب تنصيبه أمام مبنى الكابيتول مقر الكونجرس «بتنامي التطرف السياسي والاعتقاد بتفوق البيض والإرهاب الداخلي الذي يتعين علينا التصدي له وهزيمته».
وقد اختارت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب التسعة لما يتمتعون به من خبرة وبعضهم له خلفية في الادعاء الجنائي والدفاع والقانون الدستوري والتشريع على المستوى الاتحادي وعلى مستوى الولايات.
وبين التسعة: ستيسي بلاسكيت وجو نيجوز من السود وخواكين كاسترو من أصول لاتينية وتيد ليو آسيوي وديفيد سيسيليني الذي أعلن أنه يهودي مثل رئيس الفريق جايمي راسكين.
ومهمتهم هي أن يثبتوا لأعضاء مجلس الشيوخ المئة أن من الضروري إدانة ترامب ومنعه من شغل منصب عام مرة أخرى.
ولإدانة ترامب سيتعين على التسعة إقناع 17 من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ بأنه مذنب.
محاكمة «غبية»
اعتباراً من الأربعاء، سيطر الديمقراطيون على مجلسي الشيوخ والنواب. لكن غالبيتهم ضعيفة، حيث إنهم يشغلون 50 مقعداً في مجلس الشيوخ مقابل 50 للجمهوريين. وفي حال تعادل تصويت ما، فإن نائبة الرئيس كمالا هاريس لديها سلطة إضافة صوتها لترجيح الكفة لصالح الديمقراطيين. لكنهم يحتاجون إلى 60 صوتاً من أجل عرض الإصلاحات الكبرى على التصويت. وغالبية الثلثين مطلوبة في مجلس الشيوخ لإدانة ترامب، ما يحتم الحصول على أصوات 17 جمهورياً. وهو عدد يصعب بلوغه رغم أن زعيمهم ميتش ماكونيل لم يستبعد التصويت لصالح إدانة ترامب.
لكن السناتور الجمهوري البارز وعضو لجنة الاستخبارات ماركو روبيو قال الأحد لبرنامج «فوكس نيوز صنداي» إنه يعتقد «أنها محاكمة غبية وستأتي بنتائج عكسية. لدينا حالياً نيران مشتعلة في البلاد والأمر أشبه بصب الزيت على النار». لكنه اعترف بأن ترامب الذي حض الآلاف من أنصاره على التوجه إلى مبنى الكونجرس للاحتجاج ضد المصادقة على فوز بايدن «يتحمل بعض المسؤولية عما حدث». ولفت روبيو، المرشح الرئاسي السابق الذي هزمه ترامب في الانتخابات التمهيدية عام 2016، إلى الآثار السيئة المترتبة عن «إثارة هذا الأمر مرة أخرى» على البلاد.
سؤال دستوري
واعتبر أعضاء جمهوريون آخرون في مجلس الشيوخ أنه من غير الدستوري محاكمة رئيس سابق من أجل عزله، وهم يسعون لإيجاد سبيل لمنع حصول المحاكمة.
وقال السيناتور مايك راوندز لبرنامج «واجه الصحافة» على شبكة «ان بي سي» إن الدستور لا يسمح بمحاكمة رئيس سابق، أصبح مواطناً عاديا. وأضاف «هناك أشياء أخرى نفضل العمل عليها»، بما في ذلك المصادقة على المزيد من مرشحي بايدن للحكومة.
قلة جمهورية مع الإجراء
لكن عدداً قليلاً جداً من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يدافع عن هذا الإجراء. وقال السناتور ميت رومني الذي كان مرشحاً جمهورياً للرئاسة عام 2012 الأحد لشبكة «سي ان ان»، «إذا أردنا توحيد صفوف البلاد، من المهم الاعتراف بأن المسؤولية والحقيقة والعدالة هي أمور ضرورية»، وقال إنه يعتقد أن «ما يتم زعمه وما رأيناه هو تحريض على العصيان وهو جريمة تستوجب المحاكمة. وإلا فما هو ذلك؟». ملمحاً إلى أنه يمكن أن يدين قطب العقارات السابق. وكان رومني السناتور الجمهوري الوحيد الذي صوت لإدانة ترامب في المحاكمة الأولى لعزله على خلفية القضية الأوكرانية في فبراير 2020.
وقام مجلس الشيوخ ذو الغالبية الجمهورية آنذاك بتبرئة الرئيس.
 نأي بايدن
 آثر بايدن النأي بنفسه في العلن واتخاذ نهج عدم التدخل وترك الأمر لمجلس الشيوخ ليقرر، مفضلاً التركيز على تحقيق تقدم سريع في مكافحة وباء كوفيد-19 وإنعاش الاقتصاد المتدهور. وقالت المتحدثة باسم بايدن جين ساكي إن الرئيس «يعتقد أن الأمر متروك لمجلس الشيوخ والكونجرس لتحديد كيفية مساءلة الرئيس السابق». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"