عادي

النفايات الذكية.. اقتصاد دائري

22:10 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

ينتج العالم أكثر من ملياري طن متري من النفايات الصلبة سنوياً. وبحلول عام 2050، سيزداد هذا الرقم بنسبة 70% إلى 3.4 مليار طن متري.
واعتادت معظم المدن أن يكون لديها نهج تفاعلي في التعامل مع إدارة النفايات، وبالتالي الاستثمار فقط في ضوء حالات الطوارئ، أو عندما تدفعها قضايا الامتثال التنظيمي، حيث تعيد دول الاتحاد الأوروبي مثلاً تدوير ما لا يقل عن 50% من نفاياتها وإلا ستواجه عقوبات منتظرة، وتستكشف الولايات المتحدة أيضاً تغيير مقاييس الأداء في إعادة التدوير.
تزايد الطلب على التحول من «الاقتصاد الخطي» إلى «الاقتصاد الدائري»، كفرصة لتحسين جودة الحياة الحضرية. فكيف يمكن للتقنيات الذكية أن تعالج العديد من نقاط الضعف في المدينة عندما يتعلق الأمر بجمع القمامة وإدارتها بشكل فعال؟
تواجه عملية جمع النفايات عدداً من مشكلات الكفاءة. حيث كشفت نتائج الأبحاث التي أجرتها شركة الاستشارات العالمية للمدن الذكية «كيورانت» أن 15% من صناديق القمامة مملوءة بشكل عام، مع تناثر الأكياس حولها مما يتسبب في مخاطر صحية وبيئية.
وللحد من هذا الوضع، عادة ما تزيد المدن من وتيرة الجمع، ولكن قد يعني هذا أن الصناديق يتم إفراغها عندما تكون مملوءة بنسبة 40% فقط، ونتيجة لذلك، تزداد تكاليف جمع النفايات. ولا ننسى أن الحاويات هي أيضاً هدف سهل للتخريب، وفي بعض الأحيان يتم قلبها رأساً على عقب أو ركلها أو حتى إشعالها، مما يؤدي إلى مخاطر أمنية وبيئية خطيرة وتكاليف إضافية.
يمكن معالجة جميع نقاط الضعف هذه بشكل جيد من خلال حلول النفايات الذكية التي تستفيد من تقنيات إنترنت الأشياء، لرصد صناديق القمامة ومراقبتها عن بُعد، وجمع البيانات مثل مستوى التعبئة، وتاريخ ووقت آخر عملية جمع للنفايات، وإنشاء تنبيهات في حالة نشوب حريق أو تخريب أو تحريك غير مصرح به للحاوية.
من خلال تحليل البيانات وربطها، يمكن التنبؤ بالوقت الذي ستحتاج فيه الحاوية إلى التفريغ، ويتيح برنامج التوجيه الذكي الخاص بها إرسال الشاحنات عندما تكون الحاوية على وشك الامتلاء أو في الوقت الذي ترتئيه بلدية المدينة. سيؤدي ذلك إلى تحسين وزيادة كفاءة جودة خدمات جمع النفايات
النفايات الذكية والحلول القائمة على إنترنت الأشياء هي مكون أساسي لتحسين عملية جمع القمامة وإدارتها، ولكنها ليست المكون الوحيد. فمن المبادئ الأساسية للاقتصاد الدائري تحويل النفايات إلى مورد، ويمكن تحقيق ذلك إذا كان المواطنون منخرطين وملتزمين بشدة بفصل النفايات لإعادة تدويرها، وتقليل النفايات المنزلية قدر الإمكان.
«سمارت سيتي وورلد»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"