ثلاثة تهديدات للأرض

00:10 صباحا
قراءة 3 دقائق

فيجاي براشاد*

تواجه أجزاء كبيرة من العالم فيروساً خطراً، لم يتم إيقافه؛ بسبب عدم كفاءة بعض الحكومات. ومن أجل مصلحة الإنسانية؛ سيكون من الحكمة تعليق قواعد الملكية الفكرية؛ وتطوير إجراء لإنشاء لقاحات عالمية لجميع الناس.

 وعلى الرغم من أن الوباء هو القضية الرئيسية في أذهاننا، فإن هناك قضايا رئيسية أخرى تهدد جنسنا وكوكبنا وتشمل:

- أولاً، الإبادة النووية، ففي كانون الثاني/يناير 2020، ضبطت نشرة علماء الذرة ساعة يوم القيامة على 100 ثانية عند منتصف الليل. وبحلول الوقت الذي ضبطت فيه عقارب الساعة مرة أخرى، قد يكون الأمر أقرب إلى الفناء. ويجري بالفعل تجاهل معاهدات الحد من الأسلحة المحدودة؛ حيث تمتلك القوى الكبرى ما يقرب من 13500 سلاح نووي؛ (أكثر من 90 في المئة منها تمتلكها روسيا والولايات المتحدة وحدهما). ويمكن لعائد هذه الأسلحة أن يجعل هذا الكوكب غير صالح للسكن بسهولة؛ لذا يجب القيام بتحركات فورية نحو نزع السلاح النووي ليكون على جدول الأعمال العالمي. ويجب أن يصبح يوم هيروشيما، الذي يتم الاحتفال به في 6 أغسطس من كل عام، يوماً للتأمل والاحتجاج.

- ثانياً، كارثة المناخ، فقد جاء في ورقة علمية نُشرت في عام 2018: «ستكون معظم الجزر المرجانية غير صالحة للسكن بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين؛ بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، ما سيؤدي إلى تفاقم الفيضانات الناجمة عن الأمواج». ووجد مؤلفو الدراسة أن الجزر المرجانية من جزر سيشل إلى جزر مارشال معرضة للاختفاء. وقدر تقرير للأمم المتحدة لعام 2019 (UN) أن مليون نوع من الحيوانات والنباتات مهددة بالانقراض. أضف إلى ذلك حرائق الغابات الكارثية والتبييض الشديد للشعاب المرجانية؛ لذا فالخطر ليس في المستقبل، ولكن في الحاضر. ومن الضروري أن تلتزم القوى الكبرى التي تفشل تماماً في التحول من الوقود الأحفوري، بنهج «المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة» الذي تم وضعه في مؤتمر الأمم المتحدة لعام 1992 حول البيئة والتنمية في ريو دي جانيرو. والأموال التي تم الالتزام بها للبلدان النامية لمشاركتها في العملية جفت فعلياً بينما تضخم الدين الخارجي. وهذا يدل على نقص الجدية الأساسية من «المجتمع الدولي».

- ثالثاً، التدمير النيوليبرالي للعقد الاجتماعي، وهذا يعني أن سبل التحول الاجتماعي في هذه الأجزاء من العالم قد أعيقت بشكل كبير. وأن عدم المساواة الاجتماعية الرهيب هو نتيجة الضعف السياسي النسبي للطبقة العاملة. وهذا الضعف هو الذي يمكّن المليارديرات من وضع سياسات تؤدي إلى ارتفاع معدلات الجوع. ولا ينبغي الحكم على البلدان من خلال الكلمات المكتوبة في دساتيرها ولكن من خلال ميزانياتها السنوية؛ فالولايات المتحدة، على سبيل المثال، تنفق ما يقرب من تريليون دولار على آلة الحرب الخاصة بها، بينما تنفق جزءاً بسيطاً من هذا على الصالح العام. وأصبح استخدام العقوبات غير القانونية من قبل الولايات المتحدة ضد 30 دولة بما في ذلك كوبا وإيران وفنزويلا جزءاً طبيعياً من الحياة، حتى أثناء أزمة الصحة العامة كوفيد-19.

 وإنه لفشل صريح للنظام السياسي عندما يكون السكان في الكتلة الرأسمالية غير قادرين على إجبار حكوماتهم - التي هي في نواح كثيرة ديمقراطية بالاسم فقط - على تبني منظور عالمي فيما يتعلق بهذه الحالة الطارئة. وتكشف معدلات الجوع المتزايدة أن الكفاح من أجل البقاء هو أفق مليارات البشر على هذا الكوكب. وتتطلب المشكلات العالمية بهذا الحجم تعاوناً عالمياً.

* مؤرخ ومحرر وصحفي هندي (كاونتر بانش)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤرخ ومحرر وصحفي هندي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"