عادي

ريـم أبـو الفضـل: القـراءة إعـادة كتـابـة للنـص

23:21 مساء
قراءة 3 دقائق
1

القاهرة: محمد شبانة

القاصة السكندرية، ريم أبو الفضل، واحدة ممن هزموا مركزية الثقافة، التي تتركز في العاصمة، عبر فيض من المجموعات القصصية، حيث صدر لها ستة كتب، منها أربع مجموعات قصصية، تعبر عن المرأة وقضاياها بامتياز.

حول أحدث أعمالها الإبداعية، ورؤيتها لفن القصة القصيرة، الذي تجد نفسها فيها أكثر، ورأيها في القصة الومضة، وأسباب رفضها لمقولة الإبداع النسوي، كان لنا معها هذا الحوار.

* منذ مجموعتك الأولى «إشارة مرور» وأنت تحرصين على التكثيف والإيجاز.. هل هذا إخلاص لفن القصة القصيرة؟

- لا أنكر إخلاصي وحبي للقصة القصيرة، وحرصي على تقنياتها، نظراً لحساسيتها، فالقصة القصيرة جداً، لا يمكن الاستغناء عن علامة ترقيم فيها، أو إغفال بياض يشي بدلالة ما، كما لا يمكن حشوها بحرف عطف، قد يمنحها زمناً خاصاً، فكل ما يكتب متموضع في حيزه الضيق، ومن هنا، فالقصة القصيرة جداً، تفرض على كاتبها الإجهاد والإتقان، ومن ثم فإن الإتقان، قد يكون إخلاصاً لفن، أزعم أني قد أجيد التعبير عنه.

* تغفلين ما هو مفهوم بالضرورة كأنك تميلين إلى إشراك القارئ في صياغة النص، ألا تكتفين بالقارئ كمتلقٍ فقط؟

-القارئ مكون داخل النص، وهو ليس عنصراً خارج السياق، القراءة تعتبر إعادة كتابة للنص، تعتمد على ثقافة القارئ، وفكره، وجنسه، ورؤيته، ومن هنا تنشأ علاقة تبادلية، من النص إلى القارئ، ومن القارئ إلى النص، إن نقطة إغفالي ما هو مفهوم، فهذا الأمر يندرج تحت عملية الإدراك التي بدورها تخضع لعدة معطيات، مثل ظروف المتلقي، وحالته النفسية، ما قد يبدو غامضاً وغير مفهوم لشخص، قد يكون واضحاً ومفهوماً لشخص آخر.

* «ما لا يعرفه أحد عنهما» مجموعة كاملة عن القصة الومضة، هل هذا شكل من أشكال التجديد؟

- هي متوالية قصصية قصيرة جداً، تعد تجربة جديدة، وجدتها مناسبة، لطرح قضية وجدانية إنسانية، يمكن أن أتناولها بشيء من التجديد، من مقدمة، وحبكة، تتصاعد إلى الذروة، ووصولاً إلى النهاية المفتوحة. المجموعة أخذت شكل المتوالية السيمفونية، تتوالى القصص، وتتكامل لتعطي معنى كاملاً للفكرة والحالة. الومضات القصصية، في المجموعة، مرتبطة كلها بالفكرة العامة، ومنفصلة في معناها وفكرتها، تسيطر عليها الوحدة الموضوعية من ناحية، والوحدة العضوية، من ناحية أخرى، فاعتماد المتوالية القصصية القصيرة جداً، أعتقد أنه ليس شائعاً، وتناوله علاقة الرجل بالمرأة بشكل غير نمطي، نوع أيضاً من التجديد.

* البعض يقول إن القصة الومضة لا تبقى في ذاكرة القارئ؟

- القصة الومضة لا تبقى تحت أعيننا طويلاً، وقت قراءتها قصير، ولكن أثرها يبقى، وحدثها لا يذهب، دون أن يترك أثراً، في أنفسنا أو فكرنا، سواء كان إدهاشاً، أو شاعرية، مفاجأة أو مفارقة، كل ذلك يترك القارئ، في حالة تأمل، أو صدمة، أو تساؤل فلسفي، أو وجودي، عزوف الكتاب عن كتابها، يمكن أن نرجعه إلى تسليع الأدب، وخضوع الكاتب لمتطلبات السوق من جهة، ومن جهة أخرى سيطرة السرد، على عدد كبير من الكتاب، وعدم القدرة على التعبير بعدد أقل من الكلمات.

* بعض القصص أقرب إلى قصائد شعرية.. هل تعمدت ذلك؟

- لشعرية القصة القصيرة دلالات واسعة، فالكلمات ترشق سهماً في المعنى، وتداعب خيال كل قارئ بصورة تختلف باختلاف تجربته الذاتية، اللغة القصصية الشاعرية، تختصر في كلمات قليلة، ما يمكن أن يكتب في جمل طويلة.

* قصة «تاء وأخواتها» في المجموعة القصصية التي تحمل اسمها.. ألا ترين أن نهايتها غامضة بعض الشيء؟

- هي قصة تقف على حافة التجريب، من حيث مزج الواقعي بالخيالي، وأستخدم الرمز، وإن كنت لا أميل في كتابتي إلى التجريب، لكن أحياناً ألجأ إليه، لتجاوز كثير من الثوابت، واقتحام المسكوت عنه، وقد يكون ما يبدو غامضاً في القراءة، للمرة الأولى، يتضح في القراءة الثانية، أو في وقت لاحق، حيث إن السرد، كما قال رولان بارط، مثل الحياة، علم متطور، من التاريخ والثقافة.

هوية

* ما رأيك في مقولة «الأدب النسوي»؟

- هذه المقولة لا أساس لها، وأعتقد أنها صنعت، لتلتهم تجارب المرأة الإبداعية، في مؤتمر المرأة العالمي الأول في باريس، سنة 1893، جرى الاتفاق على أن النسوية تعني إيمان المرأة بحقوقها، لكن حالياً يتم محاربة المصطلح وتشويهه، رغم أن الأدب النسوي جزء من هوية المرأة، وإبداعها يعد نافذة تكشف عن كل مكنوناتها، ويطرح قضاياها، وإذا كان المصطلح يهدف لفصل إبداع المرأة عن إبداع الرجل، بغرض تقزيم إبداعها، فهنا يتم نسف هدف الأدب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"