طموح الفيزياء خارج الكون

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

هل ستقول إن الفيزيائيين الفلكيين يصابون أحياناً بشطح الخيال؟ هؤلاء الأفذاذ هم خير من يعرف علوم الكون، غير أنهم يعترفون بأنهم لا يعرفون شيئاً عن أهم أسرار الكون. لهذا يذهب بعضهم إلى ضرورة البحث عن فيزياء مختلفة في الطريق المسدود الذي وصلت إليه.
البحوث تشبه الخيال العلمي، الذي يبدو كأنه ناجم عن أزمة نفسية تلجأ إلى التنفيس عن المعاناة بالسفر إلى المجهول، علهم يظفرون في المتاهات بمصباح سحري. عندما تتصفح المجلات والمواقع العلمية الجادة، تذهلك غرائب المقالات، مثلاً: «علماء الفيزياء الفلكية يبحثون عن ثقب أسود عملاق اختفى، يقدّر بعشرة مليارات كتلة الشمس». هل هم يبحثون عنه على طريق المتنبي: «بليتُ بِلى الأطلال إن لم أقف بها.. وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمُهْ»؟ كيف تحسبها؟ الشمس وحدها تتسع لمليون كرة أرضية، فالثقب يتسع لعشرة ملايين مليار كرة أرضية. الأكبر منه يبلغ أربعين مليار كتلة الشمس. من المستبعد أن يقدر الإنسان على التعامل مع هذه الأجرام العملاقة حتى بعد آلاف السنين، لكن الإحجام عن الارتقاء إلى هذه الذرى من البحث العلمي، هو من أخطر أسباب التخلف؛لأن الغاية ليست أن يصبح ثقب أسود عملاق كهذا، في المتناول، لكنه يوصل إلى السيطرة على طاقات خيالية، وفهم أفضل للكون والحياة.
حين اكتشاف أينشتاين نظرية: الطاقة تساوي حاصل ضرب الكتلة في مربع سرعة الضوء، لم يكن أحد يعرف سر الإشعاع العظيم في الشمس، لأن الطاقة النووية كانت مجهولة آنذاك. لكن، حتى اليوم، لا يعرف أكثر الناس أن تلك النظرية هي التي تفسّر كتلة أجسام الإنسان والحيوان والنبات. جسدنا كله ذرات وهذه كلها فراغات، فمجموع الذرات رأس دبوس، الكتلة نتيجة التفاعلات بين الكواركات. سبعة مليارات آدمي يسعهم كشتبان. علماء الفيزياء النووية يريدون السيطرة على طاقة تحاكي الانفجار العظيم مصغّراً. استثمارات بمليارات اليوروهات يصنعون بها المستقبل المختلف. أغرب من ذلك أن بعض العلماء ضاق به الكون كله، فراح يبحث عن ثقب الدودة، الذي يفضي إلى كون أو أكوان أخرى.
لزوم ما يلزم: النتيجة التنافسية: لم تكن المزايدة متصورة، فشاعرنا أوصانا بألاّ نقنع بما دون النجوم، فجاء الفيزيائيون بعدم القناعة بما دون الأكوان الأخرى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"