عادي

الإغلاق المستمر يثير غضب أصحاب المقاهي والمطاعم في أوروبا

19:56 مساء
قراءة 3 دقائق
1

فيينا - أ ف ب
مع فرض تدابير إغلاق إضافية في أوروبا لمواجهة انتشار وباء كوفيد-19، يتزايد غضب قطاع المطاعم والمقاهي المنهار بعد أشهر من الإقفال، في ظل غياب الآفاق المستقبلية.
من جنيف إلى صوفيا، تحدث كل من كريستينا ولوران وجيري ومارتن، وهم ممثلون عن هذا القطاع؛ عن تداعيات الأزمة الصحية على مهنتهم.
«لا يستسلم أبداً»، و«ملل قاتل»؛ عند مدخل مقهى في فيينا يعبر هيكل عظمي بلباس نادل يحمل هذه اللافتة، عن حالة مديرته كريستينا هومل.
تعاقبت ثلاثة أجيال من عائلة كريستينا على إدارة هذا المقهى، وقد شاركت في تحرك رمزي للتعبير عن استيائها مع فرض ثالث إغلاق في النمسا.
وقالت كريستينا البالغة من العمر 44 عاماً من أمام المقهى الذي يحمل اسم العائلة: «نحاول تجاوز الأزمة بطريقة ابتكارية وإيجابية».
لكنها تضيف أن عزيمتها تضعف، بسبب تغير مواقف الحكومة بشكل مستمر، وتقول إن كثيرين في هذا القطاع يشعرون بأنهم «يستمعون إلى أعذار واهية أسبوعاً بعد آخر».
في المقابل، من غير الوارد بالنسبة إليها مخالفة القوانين، وقالت كريستينا هومل: «لن أقوم بشيء يوقعني في المتاعب أو يجبرني على دفع غرامة»؛ مذكرة بأن لديها ابناً يبلغ من العمر ست سنوات، وموظفين يجب أن تعيلهم.
وأكدت أنها تدرك «خطورة» الوضع؛ قائلة: «لست مشككة ولا من أتباع نظرية المؤامرة»؛ لكنها لا تزال متسلحة بالأمل.
وقالت: «ثقافة مقاهي فيينا سبق أن شهدت عدة أزمات، وأسلوب الحياة هذا لن يزول أبداً، وكما يقول المثل «أبناء فيينا الفعليون لا يستسلمون أبداً».

فات الأوان
في جنيف، كان لوران تيرلينشان أقل تفاؤلاً، فرئيس جمعية المقاهي والمطاعم والفنادق، يشهد عاجزاً عمليات إفلاس متتالية، وقال إن الأعضاء في حالة «يأس» بسبب مسؤولية كبرى «تجاه الموظفين؛ حيث لا يمكنهم دفع أتعابهم» ومع «مستقبل لم يعد موجوداً».
ويضيف: «بالنسبة إلى 30% منهم، أي أكثر من 300 شركة، لقد فات الأوان بالفعل»، وعبر أيضاً عن أسفه لحالة عدم اليقين السائدة قائلاً: «ما يهمني هو معرفة متى سنتمكن من إعادة فتح أبوابنا في ظروف قابلة للاستمرار»، وحتى ذلك الحين لن نتمكن من «الحصول على مساعدات» كافية للقول: «لن أخسر مطعمي، أي حياتي».

مقاومة
لكي لا يغرق في اليأس، فضّل التشيكي جيري ياناسيك التمرد، فمنذ 9 ديسمبر يستقبل مجدداً زبائنه في المطعم الصغير الذي يملكه، والواقع على بعد 40 كيلومتراً جنوب براغ، متحدياً بشكل علني القيود.
وقال هذا السياسي اليميني السابق: «لقد نفد صبرنا مع تغيير الحكومة القواعد ثلاث مرات في أسبوع واحد».
في هذا البلد الرائد عالمياً في استهلاك البيرة، نظم في مطلع يناير مع مطاعم أخرى سلسلة أكواب على طول كيلومتر في وسط مدينة براغ.
وأضاف: «لن أذعن أبداً» رغم زيارات الشرطة أو الغرامات التي تفرضها السلطات الصحية؛ مبدداً مخاطر أن يصبح مطعمه بؤرة إصابات.

«في أحد الأيام»
على بعد حوالي ألف كيلومتر في بلغاريا يقوم مارتن ميهايلوف بتعبئة الصفوف أيضاً. هذا الرجل البالغ من العمر 41 عاماً، والذي يملك ثلاثة محال هي من أبرز أماكن السهر في صوفيا، يريد النزول إلى الشارع الأربعاء للتنديد «بنقص في دعم الدولة» لهم وللدفاع «عن حريته».
ويقول في إحدى محاله الفارغة، إن «السلطات لم تحترم أبداً الجدول الزمني الذي حددته. لم يعد بإمكاننا قبول مثل هذه المعاملة».
ويضيف: «لن نفعل ذلك عن رضا، لكن قد نضطر في النهاية إلى خرق القانون»، وشكر في الوقت نفسه دائنيه على «مساعدتهم وتسامحهم».
لكنه يقر بأنه في مواجهة «تراكم الديون، سيكون التعافي بطيئاً جداً»
وتابع: «حين يعود الناس في أحد الأيام، سيكون هناك ضغط» موضحاً بالقول: «لا أتذكر المرة الأخيرة التي كانت فيها الحانة مملوءة»، مشيراً إلى حلبة الرقص الحزينة بدون الراقصين.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"