الأرشيفات المنزلية للكتّاب الإماراتيين الراحلين

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

كنت قبل يومين أتحدّث إلى أحد الزملاء الصحفيين في حقل الثقافة عن الأرشيفات المنزلية للكتّاب الإماراتيين الرّاحلين، وقد تكون مهجورة أو حتى مهملة إذا كان بعض ذوي هؤلاء الراحلين ليس لهم علاقة مباشرة بالقراءة والكتابة أو ليس لهم علاقة بالأدب عموماً. وهنا، يظهر سؤال على نحو تراجيدي حقيقي: أين مصير صناديق وخزائن ولفائف ومخطوطات هؤلاء الراحلين؟ وكيف يمكن الوصول إلى بيوتهم وذويهم للبحث عن آثارهم الأدبية التي لم تر النور من حيث النشر؟
هذا العمل الكبير يمكن أن يقوم به صحفي ثقافي «كبير» أيضاً، والمقصود بكلمة «كبير» هنا أنه صحفي أخلاقي بالدرجة الأولى، يعرف قيمة العمل الذي يقوم به من الناحية الأدبية والثقافية والإنسانية.
البحث في الأرشيفات المنزلية للكتّاب الإماراتيين يمكن أن تقوم به أيضاً مؤسسة ثقافية أو فريق عمل ثقافي يتولى من تلقاء ذاته «الأخلاقية» هذه المهمّة الثقافية الوطنية.
قبل وبعد الإشارة إلى مَنْ يقوم بمهمة اكتشاف الأرشيفات المنزلية للكتّاب الإماراتيين الراحلين، نشير إلى أن هذه المهمة هي عمل ميداني أولاً وأخيراً، يتطلب بعض الزيارات إلى بيوت الأدباء الإماراتيين، وأن يُسمح للصحفي أو فريق العمل بأن يفحص المكان الذي كان يعيش فيه الكاتب الراحل، ويُعاين مكتبه وخزائنه وأدراجه وأوراقه ومخطوطاته وكل ما يتصل بعمله الأدبي في حياته.
ما يريده الصحفي الاستقصائي الميداني في هذه الحالة هو المخطوطات المكتوبة بيد الكاتب الراحل ولم تنشر في صحيفة، وقد تكون نشرت في صحف أو مجلات، لكنها ليست مجموعة في كتاب.
نحن لا نعرف شيئاً عن قصاصات وأوراق ومخطوطات ورسائل ووثائق وصور لأحمد أمين المدني، وسلطان بن علي العويس وحبيب الصايغ، ومحمد بن حاضر، وجمعة الفيروز، وناصر جبران، وأحمد راشد ثاني، وحسن شريف، وثاني السويدي، وسالم الحتّاوي، وعبد العزيز إسماعيل، وعمار السنجري، فمن المؤكد أن أرشيفات هؤلاء الأعزّاء الراحلين تحمل الكثير من المادة الأدبية والثقافية والتوثيقية التي تضاف إلى خزانة الثقافة الإماراتية، وتشكل جانباً مهماً منها.
بهذا الطرح المباشر لهذه القضية التي أرى أنها قضية ثقافية محلية بامتياز يصبح العمل الميداني هذا عمل مؤسسات وليس عمل أفراد. يصبح عملاً منظماً توثيقياً استقصائياً وليس مجرّد تحقيق ثقافي صحفي يضيع مع الأيام ونفقد ميزته التوثيقية.
من ناحية ثانية، هل يُبادر ذوو كتّاب إماراتيين أو بعضهم إلى الكشف عن كتابات ومخطوطات وأوراق وصور في أرشيفات الراحلين تشكل معاً تراثاً ثقافياً إماراتياً يستحق النشر والتوثيق والتكريم؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"