الأمر ليس اختيارياً

00:40 صباحا
قراءة دقيقتين

تطورات كثيرة ومتسارعة نراها في الفيروس المتحور «كوفيد 19».. سلالات جديدة تأخذنا إلى أعراض متنوعة، وآثار مزعجه، وتقابلها في الوقت ذاته جهود مستميتة، وتحديثات مستمرة في الإجراءات والبروتوكولات، ولقاحات للجميع، وواقع المشهد يؤكد أن «كورونا» مازال في موضع الهجوم، ومخاطره ما زالت تجوب الأركان.
ومع هذا الوصف البسيط لحالنا في الوقت الراهن، من المفترض أن يرتفع سقف الالتزام والمسؤولية أمام بقاء المخاطر واستمرار الجهود التي تتصدى لها.. هي معادلة واقعية لا تقبل التشكيك، في ظل الوضع الصحي الذي يسود المجتمعات، فالالتزام هنا ليس اختيارياً، والصدق والشفافية والمصارحة والشعور بالمسؤولية، صفات ينبغي أن يتسم بها الجميع، لنتمكن من كبح مخاطر الفيروس وتطوراته.
ولكن على الرغم من معرفة الجميع بتلك التطورات، وإدراكهم هذه المخاطر، إلا أن هناك بعض المدارس الخاصة، لا تتمتع بالقدر الكافي من المسؤولية عند التعامل مع حالات الإصابة والمخالطة، وفق ما جاء في التعليمات، فالبعض منها تتستر على وجود إصابات، وهناك أخرى تطمس حقيقة الوضع الصحي لكوادرها، لإجبارهم على الدوام، والمحافظة على استمرارية العمل، وجني الأرباح.
في الواقع، سلوكيات تلك المدارس خرجت بنا عن المألوف، ولم نجد لها أي مبرر، كأن العالم يغرد في سرب وهي تغرد في سرب أخر، وإذا بحثنا في الأسباب ستكون المحصلة «صفراً»، فالتستر على الإصابات، أو حالات المخالطة، جريمة لا مسببات لها، سوى أن هناك قيادات مدرسية غابت عنها لغة الضمير والمسؤولية، واستهوتها مخالفة الإجراءات، وعدم الالتزام.
المراوغة وعدم المصداقية، التي أصابت تلك الشريحة، تعبر عن سلوكيات غير مجدية، لا فائدة منها، فأضرارها أكبر بكثير من منافعها، إذ إن إجبار معلم أو إداري أو فني على الدوام المباشر، في ظل وجود حالات مصابة أو مخالطة، يعرض المجتمع كاملاً إلى مخاطر الفيروس، ويشكل ذلك هدماً صريحاً للجهود التي وجدت لحماية المجتمع وضمان أمنه وسلامته.
لقد وضعت الإمارات التعليم على رأس أولوياتها، وحرصت الجهات القائمة على المنظومة التعليمية، بالتعاون مع المسؤولين عن إدارة الأزمة، على تذليل كافة المعوقات، وتقديم بدائل وسيناريوهات متنوعة من شأنها المحافظة على منابر العلم مضيئة، تعمل بلا توقف، مع الوضع في الاعتبار إجراءات تحفظ السلامة والصحة العامة للجميع.
التعليمات في ظل الجائحة جاءت واضحة وصريحة منذ البداية، واتباعها أمر ليس اختيارياً، وتطبيق إجراءاتها واجب وطني على الجميع، فعلى تلك المدارس العودة إلى رشدها، والتحلي بالأمانة، والتعايش مع الوضع الصحي الراهن، وفق ما جاء من إجراءات واشتراطات، فالتجاوزات بأشكالها أمر مرفوض، والعمل «عن بعد» اختيار صائب للمدارس التي وصلت إليها العدوى، ودعم الجهود الوطنية يحقق الأمن والسلامة، ويحافظ على صحة وسلامة الجميع.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"