عادي

نورة الكعبي: ثقافة الماضي ترسخ التنمية المستدامة

23:31 مساء
قراءة 3 دقائق
1

افتتحت الإمارات ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث «الركن الأخضر» التابع للمركز في مدينة المحرق بمملكة البحرين، وذلك ضمن مشروع ثقافي مشترك في إطار الاتفاقية الموقعة لتوثيق علاقات التعاون الثقافي بين البلدين للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك. شارك في الافتتاح، وفد إماراتي برئاسة نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، ومجلس أمناء المركز برئاسة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وسفارة الإمارات في البحرين، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وأصدقاء مركز الشيخ إبراهيم وداعميه.

قالت نورة بنت محمد الكعبي:«ما بين الإمارات والبحرين لا يستدعي شرح الروابط التي تجمعنا، أراه ارتباطاً جذرياً، لطالما كانت البحرين في القلب من الإمارات وإنسانها، لم تبرحه، ومن صلة الجذور هذه يمتدّ الاخضرار تجاهها ولا يتوقف، لذا نتواجد هنا اليوم لندشن سوياً ظلاً موّرقاً آخر لذلك الارتباط»

وأضافت نورة الكعبي«لطالما آمن والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، بأن التخضُّر تحضُّر، وروحية مشروع الركن الأخضر هي في صُلبِ تحضر الإنسان الخليجي وتكيّفه وهو يستشرف ويخطو تجاه المساحات الإنسانية الشاسعة. مشروع الركن الأخضر كفكرة ودور مأمول منه يُعد نموذجاً ماثلاً للعيان كيف بوسع ثقافة الماضي أن تغدو ثقاقة للمستقبل، إننا بإعادة إنتاج جذور عراقة مدينة المحرق تاريخياً، ومزاوجتها بالفنون الإنسانية من آداب وفن تشكيلي وتراث وفن شعبي وإعادة تقديمها للعالم بصورة عصرية وبحداثة تواكب روح العصر نُرسخ استدامة ثقافة التنمية».

إضافة نوعية 

من جهتها، قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس أمناء المركز: «الركن الأخضر» سيشكل إضافة نوعية للبنية التحتية الثقافية في مدينة المحرّق وهو يشكل نموذجاً مميزاً للحداثة في مدينة قديمة تحمل في عمارتها المعمار الحديث الذي ينسجم مع المشهد العمراني للمدينة، متوجهة بجزيل الشكر والامتنان للإمارات الشقيقة التي دعمت المشروع ضمن عام الاحتفاء بذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيّب الله ثراه. كما شكرت نورة الكعبي على جهودها المتواصلة من أجل تعزيز العلاقات الثقافية العريقة والتاريخية بين مملكة البحرين والإمارات.

بدوره، أعرب الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان سفير دولة الإمارات لدى البحرين، عن سعادته بافتتاح «الركن الأخضر» في مدينة المحرق بعد ترميمه وخضوعه لأعمال إعادة تصميم داخلي في إطار الاتفاقية الموقعة لتوثيق علاقات التعاون الثقافي بين الإمارات والبحرين.

وأكد السفير أن افتتاح «الركن الأخضر» يعتبر المشروع الثاني الذي تسهم فيه الإمارات بالتعاون مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة بعد إعادة ترميم وافتتاح «نزل السلام» في أكتوبر 2019 بحضور نورة الكعبي، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة.

وقال إن بيت «الركن الأخضر» له رمزيّة فنية وجمالية وطبيعية، أزهرت فكرة ترميمه وإعادة تصميمه في إطار الاحتفال بمئوية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واختيار مدينة المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية. ويجسد المشروعان العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين. ويؤكد حرصهما على الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي الخليجي.

مشروع متكامل 

سيتحول الركن الأخضر إلى مكتبة تعنى بأرشفة الفن في مملكة البحرين عامة وترميم الوثائق الفنية وحفظ الكتب واللوحات الفنية. يحتوى المبنى على حديقة عمودية تحتوي على 200 نوع من النباتات غالبيتها من المناطق شبه الاستوائية والصحراوية حول العالم مثل الحوض المتوسطي، والشرق الأوسط وأستراليا وجنوب إفريقيا وما يميزها هو تجددها وقدرتها على تجسيد حياة متكاملة يراقب فيها الناس فعل الإيناع خلال مواسم العام وهو رمز فني بيئي مستدام ينتصر للانسجام ما بين الطبيعة والإنسان والمدينة.

مبنى الركن الأخضر هو من تصميم الشركة الهندسية الهولندية «استوديو آن هولتروب»، وقام استوديو عمار بشير للإبداع الفني بالتصميم الداخلي للمبنى. استُخدمت في إنشاء «الركن الأخضر» عملية الصب المفتوح للخرسانة في طوابقه الأربعة والتي سيخصص أحدها لترميم اللوحات والكتب القديمة، وآخر للترويج الثقافي، وحظي المبنى قبيل افتتاحه باهتمام من المتخصصين في عالم الهندسة المعماريّة، إذ وضعت مجلّة El Croquis الصادرة باللغتين الإنجليزية والإسبانية والتي تعنى بالتصاميم وأعمال الهندسة المعماريّة العالمية على غلاف عددها الصادر حديثاً صورة لمبنى «الركن الأخضر».

يذكر أنه بمحاذاة المبنى توجد الحديقة العمودية التي شيّدها مركز الشيخ إبراهيم وهي من تصميم عالم النباتات الفرنسي «باتريك بلان» الذي أسّس لتقنية الحدائق العمودية وعُرفت تصاميمه المتميّزة في أنحاء العالم.

يأتي الركن الأخضر ليستكمل مشروع نزل السلام لاستقبال زوّار مسار اللّؤلؤ في المحرّق والمُدرج على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ وذلك كأوّل فندقٍ يقع ضمن هذا السّياق وسيكون مشروع ترميم وتأهيل بيت فتح الله مقصداً لزوّار المسار والمدينة التّاريخيّة وأحد مواقع مركز الشيخ إبراهيم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"