عادي

6 تريليونات دولار خسائر الهجمات السيبرانية عالمياً

01:31 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

حوار: عماد الدين خليل

كشف الدكتور محمد حمد الكويتي رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، عن سعي مجلس الأمن السيبراني لربط جميع مؤسسات الدولة بسحابة رقمية وطنية تعزز التواصل وسرعة تبادل البيانات وتوظيف الذكاء الاصطناعي، لدعم ومساعدة أصحاب القرار، للوصول للبيانات والأرقام من جميع الجهات لاتخاذ القرار بطريقة أسرع وأكثر فعالية.
وقال في حوار ل «الخليج»، «عن بعد»، إن هناك دراسات متخصصة تشير إلى أن العالم يتكبد مليارات الدولارات سنوياً جراء الهجمات السيبرانية، بل إن دراسة قدرت خسائر هذه الهجمات ب 6 تريليونات دولار، العام الجاري 2021، وإن تكلفة هذه الهجمات تصل لنحو 13 مليون دولار بالنسبة للشركة الواحدة سنوياً، مؤكداً أن دولة الإمارات تحارب هذه الهجمات من خلال الاستثمار في أفضل وأحدث نظم الحماية والاستثمار في شباب الوطن والكادر الوطني والخبراء، وأيضاً من خلال وضع الضوابط والسياسات التي تواكب التطورات العالمية في هذا المجال.
وأضاف: هناك الكثير من المخاطر التي تحيط بالفضاء السيبراني للدولة، والنجاح يلفت أنظار المجرمين، ولكن نحن على أهبة الاستعداد لمواجهة هذه المخاطر، بفضل وضع السياسات والاستراتيجيات التي من شأنها رفع مستوى الأمن السيبراني والاستمرار في الاستثمار بأحدث التكنولوجيا والتقنيات.

أكد أن دولة الإمارات تمكنت من ترسيخ أسلوب الحياة الرقمي، وتوفير بنية تحتية ذكية لجميع القطاعات، وأهمها قطاع الاتصالات، والتحول الرقمي، وتعمل على تطبيق كل ما هو جديد ومتطور في مجال التكنولوجيا، ودورنا في الأمن السيبراني هو بناء المنظومة الداعمة، وتوفير الجاهزية والاستباقية للتحديات المستقبلية بطريقة مستدامة، وتالياً نص الحوار:
بيئة آمنة
حدثنا عن الرؤية المستقبلية في مجال الأمن السيبراني بدولة الإمارات وما تطمحون في الوصول إليه؟
- تتمتع دولة الإمارات ببيئة آمنة في الفضاء السيبراني، وهو ما تظهره مؤشرات الهجمات السيبرانية المنخفضة، مقارنة بدول أخرى، حيث تنصب الرؤية المستقبلية على ريادة الدولة في مجال الأمن السيبراني، فكما تعلمنا من قيادتنا الرشيدة أن نسعى دائماً للأفضل، وألا ننتظر المستقبل، بل أن نسبقه، ومن هذا المنطلق نتجهز ونتنبأ بالمخاطر المستقبلية، ونحد من مخاطرها، ووضع الحلول المبتكرة للتعافي منها.
التحول الرقمي
ما أهمية الأمن السيبراني وتأثيره في حياتنا اليومية باعتباره عنصراً أساسياً ضمن منظومة الأمن الوطني لدولة الإمارات؟
- لأسباب كثيرة أصبح الأمن السيبراني أحد أهم جوانب الأمن الوطني بمفهومه الشامل في أي دولة، خاصة في ظل التوسع الكبير في الاعتماد على الفضاء السيبراني بالعمل وتقديم الخدمات وغيرها، وهو ما اتضح في ظل ظروف جائحة كورونا «كوفيد-19»، ويتوقع أن يتصاعد بشكل كبير خلال الفترة القادمة مع خطط التحول الرقمي في المجالات كافة، بحيث لم يعد هذا التحول خياراً وإنما ضرورة حتمية.
ويزيد من أهمية قضية الأمن السيبراني فيما يخص الحياة اليومية للفرد أن أصبحت حياة الفرد مرتبطة ارتباطاً كلياً بالفضاء السيبراني، فإنه يعمل ويشتري متطلباته وحاجاته اليومية ويدفع فواتيره ويتواصل مع الأهل والأصدقاء عن طريق الفضاء السيبراني، فأي انقطاع في الشبكة والاتصال السيبراني له أثر مباشر في حياة الفرد ورزقه، فلذلك ولأثره على المواطن والمقيم في الإمارات تولي الدولة قدراتها لحماية الفضاء السيبراني للدولة.
سحابة رقمية
ما آخر ما توصلتم إليه في ترسيخ أسلوب الحياة الرقمي لتطوير التقنيات وتوظيفها وتوفير بنية تحتية ذكية لقطاع الاتصالات والتحول الرقمي؟
- نسعى لربط جميع مؤسسات الدولة بسحابة رقمية وطنية تعزز التواصل وسرعة تبادل البيانات وتوظف الذكاء الاصطناعي لدعم ومساعدة أصحاب القرار للوصول للبيانات والأرقام من جميع الجهات لاتخاذ القرار بطريقة أسرع وأكثر فعالية.
المخاطر السيبرانية
وضعت دولة الإمارات استراتيجية في التصدي للمخاطر السيبرانية، كيف يتم التعامل مع تلك المخاطر؟ وهل هناك مخاطر أو هجمات إلكترونية تعرضت لها الدوائر الحكومية؟
- توجد الكثير من المخاطر التي تحيط بالفضاء السيبراني للدولة، والنجاح يلفت أنظار المجرمين، ولكن نحن على أهبة الاستعداد لمواجهة هذه المخاطر بفضل وضع السياسات والاستراتيجيات التي من شانها رفع مستوى الأمن السيبراني والاستمرار في الاستثمار بأحدث التكنولوجيا والتقنيات.
استراتيجية وطنية
كيف يتم العمل على تحقيق محاور الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني؟
- نحقق محاور الاستراتيجية الوطنية من قبل مبادراتنا الكثيرة، ومنها وضع استراتيجيات وضوابط مفصلة توضح للجميع حقوقهم ومسؤولياتهم مما يعزز الأمن السيبراني والاقتصاد الرقمي، ومن مبادراتنا لدعم التحول الرقمي في الدولة، تثقيف ونشر الوعي فيما يخص الأمن السيبراني في مؤسسات الدولة وموظفيها، فالكثير من المخاطر يمكن تجنبها بالوعي، والثقافة السيبرانية الصحيحة.
تعزيز الاقتصاد
ما هي المحاور أو الخطط المستهدفة بعد اعتماد اللجنة التنفيذية التابعة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي استراتيجية الأمن السيبراني لحكومة أبوظبي «2021 - 2023»؟
- المستهدف من الاستراتيجية هو دعم التحول الرقمي وتعزيز الأمن السيبراني للدولة، مما يحمي المواطنين والمقيمين وسبل عيشهم ويعزز الاقتصاد الرقمي، فيرفع من التنافسية الاقتصادية للدولة ولباقي الدول المتقدمة رقمياً.
هجمات إلكترونية
* يعتبر العنصر البشري الوطني ركيزة مهمة للتعامل مع الهجمات الإلكترونية، كم يبلغ عدد أو نسبة المواطنين الإماراتيين الذين يعملون في مجال الأمن السيبراني في الدولة؟
- نحن لا نبحث فقط عن توظيف المواطنين، ولكن نسعى لإنشاء أجيال واعية في مجال الأمن السيبراني وفاهمة لتطورات التكنولوجيا حولهم للمساهمة في تطويرها، ونسعى لهذا من خلال تثقيف الطلاب في المدارس والاستثمار في شباب الوطن من ناحية التعليم الجامعي في هذه المجالات لإيجاد الكفاءات الوطنية التي تحمي الوطن وستحمي الوطن في المستقبل.
تطبيقات
ماذا عن فتح الاتصال لبعض التطبيقات مثل «واتساب وفيس تايم وغيرهما»؟ وهل هناك موعد محدد تأملون فيه فتح الاتصال لهذه التطبيقات؟
- دولة الإمارات تمكنت من ترسيخ أسلوب الحياة الرقمي وتوفير بنية تحتية ذكية لجميع القطاعات وأهمها قطاع الاتصالات والتحول الرقمي، وتعمل على تطبيق كل ما هو جديد ومتطور في مجال التكنولوجيا، ودورنا في الأمن السيبراني هو بناء المنظومة الداعمة وتوفير الجاهزية والاستباقية للتحديات المستقبلية بطريقة مستدامة.
في المرحلة الماضية وبالأخص بعد مواجهتنا لجائحة «كوفيد 19» فقد تعلمنا العديد من الدروس المستفادة خلال الفترة الراهنة، والتي من شأنها وضع العديد من التدابير الجديدة للفترة القادمة إن شاء الله، وبرزت مدى جاهزية البنية التحتية للدولة وللعمل والتعلم عن بعد، وظهرت كثير من التطبيقات الحديثة والتي عززت من الاتصال والتواصل بين الجميع. ونعمل مع الجميع على توفير تطبيقات حديثة داعمة ومعززة للتحول الرقمي، ومسهلة لكثير من الخدمات وسبل التعايش بين الجمهور، بشرط أن تكون هذه التطبيقات مستوفية وممتثلة للسياسات والمعايير التي تصدر من الجهات المعنية في الدولة وضامنة للتنافسية، ومن جهات مرخصة ووفق أطر مؤمنة وضامنة للخصوصية وتأمين معلومات مستخدميها.
خسائر عالمية
كم يبلغ حجم الخسائر جراء الهجمات الإلكترونية؟ وماهي الآليات التي تقومون بها في دولة الإمارات للتصدي لها؟
- تشير الدراسات المتخصصة إلى أن العالم يتكبد مليارات الدولارات سنوياً جراء الهجمات السيبرانية، بل إن دراسة قدرت خسائر هذه الهجمات ب 6 تريليونات دولار، بحلول عام 2021، وأن تكلفة هذه الهجمات تصل لنحو 13 مليون دولار بالنسبة للشركة الواحدة سنوياً، ونحارب هذه الهجمات من خلال الاستثمار في أفضل وأحدث نظم الحماية والاستثمار في شباب الوطن والكادر الوطني والخبراء وأيضاً من خلال وضع الضوابط والسياسات التي تواكب التطورات العالمية في هذا المجال.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"