عادي

«دبي وتراثنا الحي».. رسائل ملهمة من الماضي

00:09 صباحا
قراءة 3 دقائق
1


يعيش زوار القرية العالمية من مواطنين ومقيمين، أجواء ممتعة مع فنون التراث الإماراتي من خلال مهرجان «دبي وتراثنا الحي» الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي، «دبي للثقافة»، تحت شعار «عبقرية الحرف التقليدية الإماراتية». ويتميز الموروث المحلي بعراقة فريدة ويحتل مكاناً مميزاً في ساحات القرية العالمية على مدار فترة المهرجان التي تمتد حتى 16 إبريل/ نيسان المقبل.
يفتح «دبي وتراثنا الحي» أمام مرتادي القرية العالمية نافذة على تاريخ الأجداد وعاداتهم وتقاليدهم ليتعرفوا إلى مكنوناته ويشاركوا في معايشة الحياة الاجتماعية والمهنية القديمة للإمارات، فيستلهموا العِبَر من حياة الأولين، وتترسخ لديهم مشاعر الفخر بالهوية الوطنية الأصيلة والتراث الإماراتي الغني. وتحرص «دبي للثقافة» على إيصال رسالة التراث الملهمة عبر ورش عمل تثقيفية تركز على الحرف والمهن التقليدية، ما يسهم في حفظ وتعزيز الصناعات التقليدية الإماراتية ومنظومة القيم التي تقدمها للأجيال. 
ويتضمن المهرجان ورشة المطوعة التي تعبر عن المرأة التي اعتادت فيما مضى استقبال الأطفال في بيتها لتعلمهم قراءة القرآن الكريم، بتخصيص غرفة في موسم الشتاء لتعليمهم فيها. أما في الفترة الصيفية فكانوا ينتقلون لفناء المنزل (الحوي)، تحت المظلة لتلقي الدروس. وفي نهاية كل أسبوع كان يقدم كل طالب شيئاً من المؤونة أو المال للمطوعة مقابل الدروس التي كان يطلق عليها لقب (الخميسية). وأولئك الذين يختمون القرآن، كانوا يحظون باحتفال بسيط يسمى التومينة؛ مكوّن من ترانيم ودعوات شكر لله بما منّه عليهم من هداية وحفظ للقرآن.
وفي أحد أركان القرية تعرض «دبي للثقافة» مشغولات من السعفيات، أبدعتها أيادي الحرفيات الإماراتيات وصبغتها بألوان زاهية وجميلة من الأصباغ الطبيعية، وتفنّنّ في نقش الخوص وطرق تجديله (سف الخوص). وتجتذب هذه المنصة الزوار الذين يقبلون عليها للتعرف إلى هذه الحرفة اليدوية الأصيلة في مجتمع الإمارات. وتستحضر هذه الورشة ذكريات السعفيات التي امتهنها الرجال والنساء قديماً كحرفة يدوية لإنتاج الكثير من مستلزمات المنزل وأثاثه، وكذلك أدوات الزراعة وتخزين ونقل التمور.
وتتواصل عروض ورش العمل لتأخذ الزوار إلى حرفة «التلي»، التي تعتبر من الحرف النسائية المنتشرة في الإمارات، وتستخدم في تزيين الملابس النسائية. و«التلي» هو عبارة عن شريط من الخيوط الحريرية الملونة المتداخلة وتتوسطها الخوصة، وهي شريط فضي يستخدم للثوب والكندورة. وتستخدم (الكَجُوجة) في عمل التلي، وهي الأداة الرئيسة للتطريز، وتتكون من قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس، وفيها حلقتان على إحدى القواعد لتثبيت وسادة دائرية تلف عليها خيوط الذهب والفضة للقيام بعملية التطريز.
صناعة القهوة 
في ركن آخر من القرية، يعرض صناع القهوة العربية طريقة عملها والأدوات المستخدمة فيها، وأدبيات تقديمها وشربها. وتعد القهوة العربية من الأدبيات التي لا تتجزأ من الثقافة التراثية لمجتمع الإمارات التي امتزجت بقيم كرم الضيافة العربية الأصيلة التي يتميز بها سكان الجزيرة العربية عموماً. وتحظى العادات الخاصة في تقديم القهوة العربية والتمر للضيوف بأهمية خاصة لكونها أولى لفتات الضيافة، وأكثرها رمزية، مصورة كرم العربي تجاه الزوار الذين لا يتشاركون الطعام والشراب وحسب، بل يتبادلون كذلك الأخبار والقصص والقصائد.
وتتاح لزائر القرية العالمية فرصة ثمينة لاستكشاف التقاليد والثقافة الإماراتية بخصوصيتها المميزة، ومعايشة حضارة مجتمع تفاعل مع محيطه بابتكار ومهارة لتوفير المتطلبات الحياتية اليومية من خلال عرض متكامل للغرفة التقليدية الإماراتية، أو (المجلس). ففي المجلس، يلقى الزائر نظرة على عنصر أساسي من عناصر البيت الإماراتي شكّل جزءاً مهماً من حياة الإماراتيين الاجتماعية، إذ كان بمثابة المنتدى الذي يجمع أفراد المجتمع لمناقشة القضايا المتنوعة والشؤون اليومية، والمكان الذي يعقد فيه التجار والقضاة والخبراء مجالسهم الخاصة، ضمن أجواء تتسم بالبساطة وكرم الضيافة والتلاحم المجتمعي.
ومن مفردات التراث الإماراتي التي تحتفي بها «دبي للثقافة» في ساحات القرية العالمية، يتعرف الزائر إلى مهنة «الطواش»، أو «تاجر اللؤلؤ» الذي كان يتنقل بين سفن الغوص في مواقع صيد الأسماك لاستخراج اللؤلؤ من أعماق البحار، أو بين نواخذة الغوص بعد عودتهم، ويمدهم بكل الاحتياجات الخاصة خلال رحلة الغوص، فهو من يموّل رحلات الغوص، ويتحمل كل مصاريف السفن، والبحارة، والغواصين، أي أنه مقاول غوص اللؤلؤ وصيده.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"