خيانة صديق

كتب: محمد ياسين 
وقف مهندس عربي أمام الهيئة القضائية في المحكمة يحاول تبرير جرمه في حق صديقه الذي كان على الطرف الأخر من قاعة المحكمة يستمع إلى كذب صديقه وابن جلدته الذي لم يتوقع منه أن يستغل صور مستندات تخصه في تزوير عقد إيجار لشقة ويورطه في قضايا ومنازعات إيجارية ومستحقات لشركة عقارات في إمارة دبي.
بدأت القضية التي تنظرها المحكمة بعد أن شرع موظف من الجنسية العربية في مراجعة إدارة الجنسية والإقامة في إمارة أخرى لتجديد إقامتي زوجته وابنته إلا أنه لم يستطع بسبب تعميم صادر من لجنة فض المنازعات في دبي، وعندها حاول الموظف مراجعة الجهة الشاكية حتى يتأكد من صحة هذا التعميم كونه لم يستأجر شقة في دبي.
وخلال زيارته لجنة فض المنازعات الإيجارية كانت المفاجأة بصحة التعميم، ووجود عقد شقة في منطقة الجميرا في دبي باسمه، وبمراجعة الملف الخاص بالوحدة ظهرت صور للهوية وجواز سفره وإقامته لدى اللجنة، عندها وقف حائرا  مصدوما من صحة المستندات وتأكيده للموظف بأنه لم يسكن في إمارة دبي، ولم يستأجر أي شقة.
خرج الموظف من الدائرة وهو يفكر كيف وصلت تلك المستندات الصحيحة إلى تلك الجهة، وكيف يسوي الأمر معها ليتمكن من تجديد إقامة زوجته وأبنته حتى لا يدخل في غرامات تأخير إجراء الإقامة، حينها قام بالتواصل مع صديقه ليقص عليه الموضوع ليفاجئه الأخير بأنه هو من قام باسئتاجر الشقة مستغلا أوراق كانت بحوزته بصفة الأمانة لإجراء بعض الأمور في وقت سابق وقام بتزوير عقد إيجار ترتب عليه مبالغ كثيرة.
حاول المهندس أمتصاص غضب صديقه وإقناعه بأنه سيسوي الأمر في أسرع وقت متوسلاً إليه بعدم إبلاغ الشرطة بالأمر، مر شهر والآخر والمهندس المزور يتهرب من صديقه ولجنة فض المنازعات الإيجارية تتواصل مع الموظف وعلى الجانب الأخر لم يستطع تجديد إقامة زوجته وأبنته، فقام بتقديم بلاغ بالواقعة وقامت الشرطة بالتحقيق مع المهندس المزور الذي أعترف بتزويره عقد إيجار باسم صديقة والتوقيع بدلا منه مستغلا أرواق ومستندات كانت بحوزته.
وخلال الجلسة الأولى من محاكمة المهندس المزور وقف الصديق المخدوع أمام هيئة القضاء يعبر عن حزنه من صديق دربه،  وغضبه مما اقترفه  في حقه وحق أسرته وما ألت إليه الأمور، وفي المقابل لم يتمكن المهندس المزور من رفع رأسه أمام صديقه مع ترديده كلمات عديدة تبين اعتذاره وأسفه على خيانته للأمانة، مبدياً عدم رضاه عن حاله وضياع مستقبله الوظيفي ومستقبل أسرته.