فاقد الشيء لا يعطيه

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

العودة التدريجية للتعليم الواقعي في المدارس الحكومية لطلبة المراحل الدراسية كافة، بدءاً من الأحد وحتى نهاية العام، تعد خطوة إيجابية تبعث الطمأنينة في الميدان التربوي، في ظل الوضع الصحي الراهن وتداعيات فيروس «كورونا».
نعم، خيار «التعليم عن بعد» ما زال قائماً ومتاحاً لأولياء الأمور حتى نهاية العام الدراسي أيضاً، ولكن الوضع في بعض المدارس الخاصة ما زال يثير تساؤلات عدة، لأسباب قد تعود لعدم الجاهزية، ومخالفة الإجراءات، وعدم القدرة على التعاطي مع حالات الإصابة والمخالطة، وهنا نواجه إشكالية كبيرة في حال تطبيق تلك الإدارات التعليم الواقعي في مدارسها.
الافتقار إلى سبل التعاطي مع الجائحة ومسبباتها والوقاية منها، وانعدام الجاهزية في بعض المدارس، وتعدد حالات عدم الالتزام، إشكاليات بطلها الحقيقي «مسؤول الأمن والسلامة»، الذي نعول عليه بمهام أهم وظيفة في مجتمع التعليم حالياً، ويفترض فهمه ماهية الإجراءات وتطبيقها، وإدراكه البروتوكولات واتباعها، ليكون عنصراً مؤثراً في تقليص الإصابات، وتجنب مخاطر المخالطة.
وهنا نسأل، هل القائمون على تلك المهمة في المدارس، مؤهلون بالدرجة الكافية؟ وهل تم اختيارهم بدقة تحاكي تداعيات الجائحة ومخرجاتها؟ وماذا عن قدراتهم التي تمكنهم من حماية الهيئات والطلبة؟ مع الأسف، شواهد كثيرة خلال أيام «كورونا»، كشفت تواضع قدرات شريحة كبيرة من تلك الكوادر، فبعضهم يجهلون مضمون الإجراءات من الأساس، وآخرون يتعاطون معها باجتهادات شخصية، لا تعبر عن سبل المحافظة على الصحة والسلامة، وابتكر البعض إجراءات وبروتوكولات لا علاقة لها بالواقع، وتفنن آخرون في إيجاد حلول تبيح للمصابين كسر فترة الحجر الصحي، وتلزم المخالطين بالدوام.
وما يثير الدهشة حقاً، نراه في عدم قدرة بعضهم على حماية أنفسهم من مخاطر الفيروس، فتصدروا قوائم المصابين لعدم التزامهم بالإجراءات ومخالفتهم البروتوكولات، فكيف نعول على تلك النماذج في حماية الطلبة والمعلمين والكوادر في مدارسهم؟ لاسيما أن «فاقد الشيء لا يعطيه».
كان الله في عون فرق تتابع الوضع الصحي في المدارس، إذ إن معاناتهم عظيمة أمام تجاوزات البعض، نعم يطبقون لائحة الجزاءات على المخالفين، ولكن الإشكالية ليست في المخالفة ولا الجزاء، بل المشكلة تكمن في انعدام المسؤولية عند اختيار تلك الكوادر في بعض المدارس، التي لم تدرك أهمية هذا الكادر، واختارت نماذج «سد خانة»، ولا تعي أدوارها ومسؤولياتها في أيام كورونا.
نحتاج إلى وقفة جادة مع مسؤولي الأمن والسلامة في المدارس، فالتأكد من جاهزيتهم للتعامل مع الجائحة ضرورة حتمية، وامتلاكهم أدوات المحافظة على صحة وسلامة المعلمين والطلبة أمر ليس اختيارياً، ولنجعل وسائل التأهيل المستمر سلاحاً رادعاً نحارب من خلاله تواضع إمكانياتهم وقدراتهم، فمهام وظيفتهم ليست صورية.

[email protected]
   

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"