عادي

عذب الكلام

00:19 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

إعداد: فوّاز الشعّار

لُغتنا العربيةُ، يُسرٌ لا عُسْرَ فيها، تتميّز بجمالياتٍ لا حدودَ لها ومفرداتٍ عَذْبةٍ تُخاطب العقلَ والوجدانَ، لتُمتعَ القارئَ والمستمعَ، تُحرّك الخيالَ لتحلّقَ بهِ في سَماءِ الفكرِ المفتوحةِ على فضاءاتٍ مُرصّعةٍ بِدُرَرِ المَعْرفَةِ. وإيماناً من «الخليج» بدورِ اللغةِ العربيةِ الرئيسِ، في بناءِ ذائقةٍ ثقافيةٍ رفيعةٍ، نَنْشرُ زاويةً أسبوعيةً تضيءُ على بعضِ أسرارِ لغةِ الضّادِ السّاحِرةِ.

في رحاب أم اللغات

 المقابلة في البلاغة: أنْ يؤتى بمَعْنَيْين أو معانٍ متوافقةٍ، ثمّ يؤتى بمقابلها على الترتيب، كقولِ النّابغة الذّبياني:

فتىً كانَ فيهِ ما يَسُرُّ صديقَه 

ولكنَّ فيه ما يَسوءُ الأعاديا

 السُّرور والصديقُ، مقابلَ الإساءةِ والعدوّ.

وقولِ جريرٍ:

وباسطُ خيْرٍ فيكُمُ بيَمينِهِ

وقابضُ شَرٍّ عَنْكمُ بِشِمالِهِ

البَسْطُ والخيرُ واليمين، قابلها بالقبْضِ والشّرِّ والشِّمال. 

وقولِ أبي تمام: 

يَا أمَّةً كانَ قُبْحُ الجوْر يُسْخِطُها 

دهْراً فأصْبَحَ حُسْنُ العَدْل يُرْضِيها

القُبْح والجور والسّخْطُ، قابلها بالحُسْنُ والعَدْل والرّضا.

درر النظم والنّثر

قال حُكماء: لَا تَتَهَاوَنْ بِإِرْسَالِ الْكِذْبَةِ مِنْ الْهَزْلِ، فَإِنَّهَا تُسْرِعُ إلَى إبْطَالِ الْحَقِّ. مَنْ اسْتَحْلَى رَضَاعَ الْكَذِبِ عَسِرَ فِطَامُهُ. لَا يَلْزَمُ الْكَذَّابَ شَيْءٌ إلَّا غَلَبَ عَلَيْهِ. الْكَذَّابُ كَالسَّرَابِ. الْعَيْنَانِ أَنَمُّ مِنْ اللِّسَانِ. الْوُجُوهُ مَرَايَا تُرِيك أَسْرَارَ الْبَرَايا. إنَّ فِي الْمَعَارِيضِ مَا يَكْفِي أَنْ يَعِفَّ الرَّجُلَ عَنْ الْكَذِبِ. الْكَلَامُ أَوْسَعُ مِنْ أَنْ يُصَرَّحَ فِيهِ بِالْكَذِبِ. الْغِيبَةُ رَعْيُ اللِّئَامِ. والْغِيبَةُ فَاكِهَةُ النِّسَاءِ. لَا تُعِنِ النَّاسَ عَلَى عَيْبِك بِسُوءِ غَيْبِك. قِيلَ لِحكيمٍ: مَا الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ؟ قَالَ: مَا ضَرَّنِي وَلَمْ يَنْفَعْ غَيْرِي، أَوْ ضَرَّ غَيْرِي وَلَمْ يَنْفَعْنِي، فَلَا أَعْلَمُ فِيهِ خَيْراً. لَا تُبْدِ مِنْ الْعُيُوبِ مَا سَتَرَهُ عَلَّامُ الْغيوب. اثنانِ يَهونُ عليهما كلُّ شيء؛ العالمُ الذي يعرفُ العواقبَ، والجاهلُ الذي يجهل ما هو فيه. وقيل: شَرٌّ منَ الموتِ ما إذا نزلَ، تمنّيتَ لنزولهِ الموتَ، وخيْرٌ منَ الحياةِ، ما إذا فَقدتَهُ أبغضتَ لفقدِهِ الحياة. 

 من أسرار العربية

في القِلّةِ والكَثْرةِ: الثَّمَدُ والوَشَلُ: الماءُ القَلِيلُ. الغَبْيَةُ والبَغْشَة: المَطَرُ القَلِيلُ. الضَّهْلُ: المَاءُ القَلِيلُ. الحَتْرُ: العَطَاءُ القَلِيلُ. الجُهْدُ: الشَّيءُ القَلِيلُ يَعِيشُ بِهِ المُقِلُّ. اللُّمْظَةُ والعُلْقَةُ: الشَّيءُ القَلِيلُ الَّذِي يُتَبَلَّغُ بِهِ وَكَذَلِكَ الغُفَّةُ والمُسكَةُ. الصُّوَارُ: القَلِيلُ مِنَ المِسْكِ. الحَفَفُ: قِلَةُ الطَّعَامِ وكَثْرَةُ الأكَلَةِ. والضَّفَفُ قلَّةُ المَاءِ وكَثْرَةُ الوَرَّادِ. والضَّفَفَ: قِلَّةُ العَيْشِ. 

نَاقَة عَزُوزٌ: قَلِيلَةُ اللَّبَنِ. شَاة جَدُود: قَلِيلَةً الدَّرِّ. امْرأَة نَزُور: قَلِيلَةُ الوَلَدِ. امْرَأَة قَتِين: قَلِيلَةُ الأكْلِ. رَكِيَّةٌ بُكِيَّة: قَلِيلَةُ المَاءِ. شَاةٌ زَمِرَةٌ: قَلِيلَةً الصُّوفِ. زَمِرٌ: قَلِيلُ المُرُوءَةِ. جَحْدٌ: قَلِيلُ الخَيْرِ. أَزْعَرُ: قَلِيلُ الشَّعْرِ.

الدَّثْرُ: المَالُ الكَثِيرُ. الغَمرُ: المَاءُ الكَثِير. المَجْرُ: الجَيْشُ الكَثِيرُ. العَرْجُ: الإبِلُ الكَثِيرَةُ. الكَلَعَةُ: الغَنَمُ الكَثِيرَةُ. الخَشْرَمُ: النَّحْلُ الكَثِيرَةُ. الدَّيْلَمُ: النَّمْلُ الكَثِيرُ. الجُفَالُ: الشَّعْرُ الكَثِيرُ. الغَيْطَلُ: الشَّجَرُ الكَثِيرُ. الكَيْسُومُ: الحَشِيشُ الكَثِيرُ. الحشْبَلَةُ: العِيَالُ الكَثِيرَةُ. الحِيَرُ: الأهْلُ والمَالُ الكَثِيرُ. الْكَوْثَرُ: الغًبَارُ الكَثِير. الجبِلُّ والقِبْصُ: الجَمَاعة الكَثِيرَةُ.

هفوة وتصويب

أتابعُ مع كلماتٍ تشتركُ في الحُروفِ وتَخْتلفُ في تَشكيلها، ولو نُطِقَتْ بِغَيْر تشكيلِها الصّحيحِ، لاختلفَ معناها وانقلبَ المقصودُ منْ صياغَتِها: «الحَمْل والحِمْل والحَمَل»: الحَمْل (بِفَتْحِ الحَاء وسُكون الميم): ما يُحْمَل في البطن من الأَولاد في جميع الحيوان. وحَمَلت المرْأَةُ والشجرةُ تَحْمِل حَمْلاً: عَلِقَت. والحَمْل: ثَمَرُ الشجرة. والحِمْل (بكسر الحاءِ وسكون الميم): ما حُمِل على الظّهْر والرّأس، والجمعُ أَحْمالٌ وحُمُولٌ.

أما الحَمَل (بفتح الحاء والميم)، فهو: الخَرُوف، وقيل: هو مِنْ ولد الضأْن، والجَمْع حُمْلانٌ وأَحمالٌ، وبه سُمِّيت الأَحمالُ، وهي بطونٌ من بني تميم. والحَمَلُ: السَّحابُ الكثيرُ الماء. والحَمَلُ: بُرْجٌ من بُروجِ السّماء. والحَميلُ: ما حَمَلَهُ السَّيْلُ منَ الغُثاء. والحَميلُ: الكفيلُ.

والحَميلُ: الدَعِيُّ. قال الكميت يعاتب قضاعة:

عَلامَ نَزَلْتُمُ منْ غير فَقْرٍ

ولا ضَرَّاءَ مَنْزِلَةَ الحَميلِ 

من أمثال العرب

إنّي شكرتُ لظالمي ظُلْمي 

وغَفَرْتُ ذاكَ لهُ على عِلْمي

ورأيتُهُ أسْدى إليّ يداً 

لمّا أبانَ بِجَهْلِهِ حِلْمي

البيتان لأحمد الورّاق، يدعو فيهما إلى التّعاملِ بتسامُحٍ معَ المُسيءِ والتّرفّعِ عن إساءته، حتّى إنه يطلبُ الإحْسانَ إليهِ، لأنّ ذلك قدْ يحرّكُ فيه مشاعرَ نبيلةً، قد تكونُ هاجِعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"