عادي

«خليفة الطبية» تنجح في علاج طفل من سرطان الدم

14:05 مساء
قراءة 3 دقائق
خليفة الطبي

أبوظبي:رانيا الغزاوي
«بدأت المعاناة قبل 6 أعوام، عندما تم إبلاغنا تشخيص ولدي زايد بإصابته بسرطان الدم.. كان وقع ما قاله الطبيب حينها صدمة لم استوعبها للحظات وقاطعت الطبيب قائلة: «لا هذا غير ممكن لا أصدق».. لكن الطبيب بمدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، طمأنني وقال «العلاج متوفر في الدولة ويضاهي الدول المتقدمة. وبدأنا رحلة العلاج، وبحمد الله شفي زايد، وعادت البسمة إلى حياتنا من جديد».. بهذه الكلمات تحدثت والدة زايد عن طفلها الذي يبلغ عمره حالياً عشرة أعوام، وكان يعانى سرطان الدم، وتحديداً سرطان الدم الليمفاوي ، منذ أن كان عمره لا يتجاوز الأربع سنوات، واستمرت معاناته 3 أعوام ونصف ، وكان أبرز ملامح تلك الفترة مشهد علب الأدوية وجلسات العلاج الكيماوي التي أرهقت جسده، وأروقة المستشفى التي لا تزال في مخيلتها حتى الآن، بكل تفاصيلها من مشاعر الخوف والحزن والقلق، رغم شفائه بحمد الل،ه وفضله من المرض.
وأكدت والدة زايد، ضرورة تنبه الأهل لأطفالهم حال ظهور أي أعراض غير طبيعية ومتكررة، وعدم تخمين ذلك ضمن خانة الأمراض الفيروسية المتعارف عليها، التي تصيب الأطفال في المرحلة العمرية الأولى، حيث قد يكون ذلك إنذاراً لأمر خطير، موضحة أن زايد أصيب في عمر 4 أعوام، بنوبات متكررة من ارتفاع درجة الحرارة التي كانت تزيد على 40 درجة، واعتقدت حينها أنها التهاب معين في الحلق، أو ما شابه، وبعد أخذ الأدوية كانت تعود الحرارة مرة أخرى، ومع مرور الوقت بدأت الأعراض تتفاقم إلى آلام المفاصل، والتقيؤ، حتى فقد القدرة على الوقوف، وكلما توجهت به لأطباء متخصصين في طب العظام والمفاصل، كانوا يؤكدون أنه لا يعاني شيئاً، وعندما قررت التوجه لمدينة الشيخ خليفة الطبية، كشفت الفحوص والتحاليل المتطورة إصابة زايد بسرطان الدم الليمفاوي  الحاد، وهي أحد أنواع سرطانات الدم.
وأضافت: الخوف أرهقني كثيراً، وكنت أخشى أن أفقد ابني، لكن توفر العلاج ودعم الفريق الطبي في مدينة خليفة ساهما في تهدئتي إلى حد ما، حيث قام بمجهود كبير في علاج ابني، كما أجرى العديد من الفحوص الدورية لبقية أبنائي لتشخيص أي مرض وعلاجه قبل تطوره.
من جهته، أوضح الدكتور ناصر الزين، استشاري أمراض الدم والأورام، رئيس القسم أمراض الدم والأورام للأطفال بمدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، أن أمراض سرطان الدم، تعتبر الأكثر شيوعاً بين السرطانات لدى الأطفال في الدولة، وأهمها اللوكيميا، موضحاً أن القسم يستقبل سنوياً ما بين 60 إلى 80 حالة جديدة مصابة بسرطانات الأطفال من مختلف الأنواع، وأغلبيتها هي سرطانات الدم الحادة، وتتجاوز نسب الشفاء فيها بشكل عام 85% في معظم الحالات، خاصة حالات سرطانات الدم والغدد الليمفاوية، فيما يراجع عيادة المتعافين من السرطان ما بين 200 إلى 300 طفل أنهوا فترة العلاج ومنَّ الله عليهم بالشفاء، لافتاً إلى أن هذه الأعداد قد تزيد أو تنقص حسب برنامج المتابعة، فخلال السنة الأولى تكون المراجعة حثيثة ومن ثم تقل فترات المتابعة في السنوات التالية حتى السنة الخامسة من الشفاء، ففي حال التأكد من عدم وجود أي علامة لعودة المرض، عندها تتوقف المتابعات، ويتولى أمر متابعتهم الدورية الطبيب العام.
ولفت الزين، إلى وجود علاجات متخصصة قادرة على مهاجمة الخلايا السرطانية فقط، من دون مهاجمة خلايا الجسم الطبيعية، ويسمى العلاج الموجه Targeted Therapies، وقد أحدث هذا النوع من العلاج ثورة هائلة في القدرة على علاج السرطان عند الأطفال من دون إحداث ضرر على الجسم على المدى القريب أو البعيد مع زيادة نسبة الشفاء بشكل مرتفع، حيث تقوم العلاجات المستهدِفة بقتل الخلايا السرطانية عن طريق إيقاف إنتاج خلايا جديدة من خلال استهداف الإنزيمات أو الجينات التي تعمل على تطور الخلايا السرطانية أو المجسات على أسطح الخلايا السرطانية التي تساعد على تكاثر هذه الخلايا.
وأوضح أنه يتم في مدينة الشيخ خليفة الطبية تطبيق هذا النوع الحديث من العلاجات، حيث يتم استخدام معظم وسائل العلاج الموجه عند الحاجة بحسب حالة المريض، وهذا أيضاً من أسباب نجاحنا في علاج السرطان، ونجاح القسم في استقطاب الأطفال الذين يعانون أوراماً وسرطانات خبيثة، مؤكداً أن السنوات الماضية شهدت تقدماً هائلاً خاصة في العقد الأخير، نتيجة الأبحاث الحثيثة والمستفيضة لسرطانات الأطفال وبالذات القدرة على فهم طريقة سلوك هذه الأورام وفهم الطبيعة البيولوجية لها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"