عادي

بالفيديو..«القطـاع الصحي» يحمل لواء التعافي في الحرب على «الوباء»

01:05 صباحا
قراءة 7 دقائق
Video Url
1
1
1
1

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي

الإمارات.. دولة آمنت بأهمية القطاع الصحي، فسخّرت كل الإمكانات من أجل تطويره، واحتل حيّزاً كبيراً من اهتمام القيادة.. حكاية بدأت تفاصيلها منذ سنوات، فكان الحصاد اليوم بتمكن المسؤولين من النجاح في إدارة أزمة «كوفيد 19». الوباء العالمي الذي أنهك العالم، وأسقط منظومات صحية في كثير من الدول، فانهارت أمام الأعداد الكبيرة من الإصابات اليومية، فكان الموت مصير بعض المصابين نتيجة عدم توافر الرعاية الصحية.
وفي الإمارات، منذ بداية الجائحة، استطاعت الدولة بإدارة سليمة أن تسيطر على المرض، وتسخّر إمكاناتها ومواردها كافة لدعم القطاع الصحي الذي أثبت أنه قادر على تحمل تلك المسؤولية العظيمة، فلم نجد مرضى بلا أسرّة، أو نواجه نفاد المخزون الاستراتيجي من الأدوية والمستلزمات الطبية، ولم ينتظر المرضى لساعات من أجل الحصول على الرعاية، وهنا بدأت حكاية القطاع الصحي الذي تكاتف، وأصبح يداً واحدة من أجل صحة الإنسان، في ظل إدارة وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والهيئات الصحية المحلية، متمثلة بدائرة الصحة بأبوظبي وهيئة الصحة في دبي، والمستشفيات الخاصة التي كانت شريكة في تلك المنظومة، فلم تقف متفرجة، بل مدّت يد العون للقطاع الحكومي، واحتضنت المرضى بين زوايا غرفها، وقدمت الرعاية لهم.
نعم، حكاية نجاح القطاع الصحي في الإمارات مختلف، ليسطر نجاحه الأول في إدارة الأزمة بكفاءة مع بداية الجائحة في 29 يناير 2020 عند تقصي الحالات القادمة للدولة، وتسجيل أولى الإصابات لتعلن الجهات الصحية عن ذلك بكل شفافية، وتضع البروتوكولات والاستراتيجيات التي تحد من انتشار الوباء، وتستعد عبر مستشفياتها وكوادرها الطبية والتمريضية ومواردها المالية للتصدي للوباء، فوضعت الخطط والاستراتيجيات المختلفة، ولم تنس أن تسطر الخطط المتنوعة لتتمكن من إدارة الأزمة، وتابعت كل جديد عبر منظمة الصحة العالمية، وحدثت المعايير والبروتوكولات باستمرار، ليتوافق مع كل جديد في هذه الجائحة.
أعداد الفحوص
في الفصل الأول من الحكاية نعرج على حرص القطاع الصحي بإجراء الفحوص لأعداد كبيرة، وتوفيرها في عدد من المراكز الصحية والمستشفيات، ومن ثم تمكنت من ابتكار طريق جديدة بإجراء الفحوص، عبر توفير الفحص عن طريق المركبة، وتوفير خدمات الفحص في المستشفيات الخاصة، حتى لا نشهد أرتالاً طويلة بانتظار إجراء الفحص، واحتلت الدولة مراكز متقدمة في عدد الفحوص، حيث أصبحت الإمارات أول دولة في العالم يتجاوز فيها عدد الفحوص المختبرية التي أجريت لاكتشاف الحالات المصابة بفيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19» العدد الإجمالي للسكان، بالنسبة للدول التي يتخطى عدد سكانها مليون نسمة، حيث تجاوز عدد الفحوص التي أجرتها المؤسسات الصحية في الدولة أكثر من 27 مليون فحص.
وحلّت دولة الإمارات في المركز الأول أوسطياً و 14 عالمياً في كفاءة التعامل مع الجائحة؛ وفقاً لاستبانة «مؤشر القوة الناعمة العالمي» الصادر عن مؤسسة «براند فايننس».
المستشفيات الميدانية
في الفصل الثاني من الحكاية، بدأت في إنشاء مستشفيات ميدانية في مختلف إمارات الدولة لتقديم الرعاية للحالات البسيطة والمستقرة، وحرصت الدولة على تسخير مؤسساتها لمواجهة الإصابات المتزايدة من الفيروس، وحولت قاعات مؤتمرات ومراكز مهمة إلى مستشفيات طوارئ وتجهيزها بالمعدات والأسرّة لاستقبال المصابين بوباء كورونا.
مباني العزل والمستشفيات الخاصة
في الفصل الثالث من حكايتنا الملأى بإنجازات، نسرد قصة نجاح الجهات الصحية في الدولة في تخصيص مبان لعزل المصابين من دون أعراض أو من لديهم أعراض خفيفة في تلك المباني التي كانت تحت إدارة الجهات الصحية، خاصة أن رجال الأعمال سخروا فنادقهم بتخصيصها للعزل جزءاً من مسؤوليتهم المجتمعية، ولا ننسى دور القطاع الخاص الذي شارك بفعالية في دعم الجهات الصحية، بتسخير مرافقها لاستيعاب حالات «كورونا» في العناية المركّزة، فضلاً عن تقديم خدمات الفحص.
تطول الحكاية في ظل ما قدمه القطاع الصحي من نجاح؛ ففي الفصل الرابع من الحكاية لا يغيب عنا توقيف النشاط الصحي في مستشفيات الدولة، وتوقيف العمليات الجراحية غير ضرورية، ووضع البدائل المبتكرة من أجل سلامة المجتمع، متمثلة بالتطبيب عن بعد، والذي حقق نجاحاً لافتاً في ظل بنية رقمية قوية، وأيضاً خدمة توصيل الأدوية لمنازل المرضى، والخدمات المنزلية الطبية، واستمرار الخدمات العاجلة، وأقسام الطوارئ والحالات المرضية التي تحتاج لزيارة المستشفيات بشكل مستمر بتخصيص قسم من المستشفيات للمرضى العاديين، وقسم آخر ل»كورونا».
إنجازات القطاع الصحي حكاية لا تنتهي سطورها، ففي الفصل الخامس نروي قصة نجاحه في الدخول بقوة في تجربة التجارب السريرية، والتي كانت في السابق في مراحلها الأولى في الدولة، ولكن مع الجائحة برزت الإمارات في هذا الجانب، ووجدنا إقبالاً كبيراً للمشاركة في التجارب السريرية، فقد نجحت الإمارات في تعزيز مركزها الإقليمي كأحد أهم اللاعبين الدوليين في إطار تعزيز التضامن والتعاون الدولي في جهود التعامل مع الظروف الاستثنائية التي فرضها تفشي الفيروس. وباتت أبوظبي محطة رئيسية في الجهود العالمية الرامية للوصول إلى لقاح فاعل ينهي أكبر تحد شهدته البشرية في القرن 21.
ودخلت الإمارات في شراكة مع أبرز مطوري اللقاحات في جمهوريتي الصين الشعبية وروسيا الاتحادية، حيث أجرت في أبوظبي التجارب السريرية في مراحلها النهائية على أبرز لقاحين أعلن عنهما، وهما لقاح شركة «سينوفارم سي إن بي جي» الصينية، و لقاح «سبوتنيك v» الروسي، وسط ترقب عالمي للنتائج النهائية.
تعيين كوادر
في صفحات الفصل السادس، نروي إنجازاً جديداً تثبت خطوات الدولة على طريق تمكين القطاع الصحي بتوفير كوادر تغطي النقص عبر تعيين كوارد جديدة، وتغير بروتوكول التعيين تزامناً مع الجائحة، وتعيين كوارد تمريضية، وتشجيع القطاع الخاص بالمشاركة في دعم القطاع الحكومي، فضلاً عن استقطاب متطوعين للعمل في خدمة المجتمع في المستشفيات الميدانية ومراكز الفحص من المركبة.
عالم ما بعد «كورونا»
تمكين القطاع الصحي قصة لا تنتهي فصولها، فعملية التمكين مستمرة، ونسطر ذلك في الفصل السابع عبر الاستعداد لعالم ما بعد «كورونا»، الذي سيكون مختلفاً، وعلاماته باتت واضحة من الآن، وتطبيق حالة الطوارئ لأكثر من سنة أمر وارد، بحسب الدراسات العالمية، وما هو مؤقت اليوم إجراء احترازياً، قد يتحول غداً إلى أمر طبيعي اعتيادي، فالتباعد، وارتداء الكمامات والقفازات قد يصبحان من العادات الضرورية اليومية قبل خروجنا من منازلنا، فنمط الحياة سيختلف بعد انحسار الوباء، خاصة أن الفيروس كان أسرع من كل الإجراءات التي اتخذت، بعد أن عبر القارات بسرعة البرق، وجعل أكثر سكان الأرض حبيسي منازلهم.
دولة الإمارات تعمل من الآن على استشراف طبيعة الحياة في ما يخص القطاع الصحي ما بعد «كورونا»، حتى تصبح قادرة على صياغة الاستراتيجيات للتعامل مع المستقبل الذي لا نعرف كيف سيكون شكله.
الحلول الذكية
إنجاز يتلو آخر تم، ففي الفصل الثامن من الحكاية لا تغيب عن أذهاننا الحلول الذكية لمكافحة كوفيد-19، حيث استخدمت دولة الإمارات الكثير من الحلول الذكية للكشف عن المصابين، وتتبع الوباء، والسيطرة على انتشاره. ومن أبرز هذه الحلول الذكية تطبيق «الحصن» الذي يتيح معرفة مخالطين المصابين.
بداية النهاية
في الفصل الأخير من الحكاية، نقف وقفة شموخ في ظل ما حققت الدولة من نجاح في إدارة ملف كوفيد19، ونختتمها بتوفير اللقاحات لجميع فئات وجنسيات الدولة مجاناً.


د. يونس كاظم: سرعة التصدي والاستفادة من تجارب الدول


أكد الدكتور يونس كاظم المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للرعاية الصحية في هيئة الصحة بدبي، أن من أبرز أسباب نجاح القطاع الصحي بالتعامل مع الجائحة تتمثل بدعم الرؤية الاستراتيجية للقيادة العليا، وسرعة التصدي والاستعداد المبكر، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى، وإعداد الخطط والسياسات، والاستعداد للسيناريوهات المحتملة كافة، ومواكبة إرشادات وتوجيهات منظمة الصحة العالمية، والتقييم المستمر والديناميكي، مع اتخاذ الإجراءات الاستباقية، وتوظيف الحلول الذكية المبتكرة وتطويع التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن «صحة دبي» تمكنت من التغلب على التحديات التي واجهتها عبر المرونة والتكيف والاستباقية والاستعداد المستمر، والتدبر من الدروس المستفادة، والقدرة على التنبؤ والتأهب الاستراتيجي، والنظام الشامل التكاملي، والقدرة على الاستجابة. وعن أبرز الحلول التي لجأت لها الهيئة، قال: اتخاذ تدابير منع الانتشار والاحتواء، والمراقبة النشطة والكشف المبكر، وإقامة البنية الأساسية لتكنولوجيات المعلومات والشفافية في نقل البيانات، واستحداث آلية لتسريع نتيجة الفحص وزيادة الطاقة الاستيعابية للمختبرات، وإدارة وتتبع الحالات المصابة والمخالطة، وزيادة القدرة الاستيعابية للحجر الصحي والعزل.


د. مبارك الدرمكي: خطة طوارئ للمواجهة


أكد د.مبارك الدرمكي المدير التنفيذي التشغيلي في مستشفى الإمارات الميداني أن دعم القيادة الرشيدة منذ بداية الجائحة للقطاع الصحي كان كبيراً، وهذا أسهم في توحيد الجهود، وزيادة ترابط المجتمع الصحي، وقال: من أبرز العوامل التي ساعدت القطاع الصحي على إدارة أزمة «كوفيد 19»، التخطيط الجيد، ووضع خطة طوارئ منذ البداية في حال تزايد أعداد الإصابات، حيث تم افتتاح مستشفيات ميدانية لاستيعاب الحالات ودعم المستشفيات الحكومية في تنويم المرضى وتقديم الرعاية الصحية للحالات المستقرة والبسيطة، وتمكنا من تفعيل مستشفى الإمارات الميداني واستقبال الحالات، والاحتفال بتوديع آخر مريض، بعد أن استقبلنا ما يزيد على 2300 حالة، وتالياً بعد تراجع أعداد الإصابات أغلق المركز، وبمجرد توفير اللقاح واعتماده، فعل المستشفى وحول إلى مركز تطعيم، يستقبل يومياً بين 3200 و 3500 شخص.
وأوضح أن القيادة العليا توفر كل الموارد والإمكانات للقطاع الصحي، لإدارة ملف الأزمة، وروح الفريق الواحد أسهم لا محالة في نجاح تلك المنظومة، وتوزيع الأدوار لتحمل جميع الكوادر المسؤولية. 
وأكد أن المجتمع له دور في نجاحها، عبر الالتزام، فهناك التزام كبير من الذين حصلوا على الجرعة الأولى من التطعيم، بالتقدم في الوقت المحدد للحصول على الجرعة الثانية، وهذا يمثل الوعي المجتمعي بأهمية التطعيم، والتزام فئات المجتمع بالإجراءات الاحترازية، خاصة أن رسائل التذكير تصل إلى المطعمين قبل وقت الجرعة الثانية بأسبوع، ومرة أخرى قبل انتهاء المدة بيوم.


د. أنور سلام: توحيد الجهود لمواجهة الوباء


قال د.أنور سلام، المدير التنفيذي في شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»: أهم عامل من عوامل النجاح في القطاع الصحي وجود قيادة مميزة ولديها رؤية واضحة في إدارة ملف «كوفيد19»، عبر توحيد جهود الجهات الصحية لمواجهة الوباء.
والعامل الثاني يتمثل في وجود بنية تحتية قوية في القطاع الصحي.
والعامل الثالث، حصرنا الأعداد التي تواجه «كورونا» من الطاقم الطبي والتمريضي وتوزيعهم على المرافق بحسب الضرورة.
والعامل الرابع، أن حكومتنا ساعدتنا على توفير المواد الاستهلاكية التي تحتاج إليها المستشفيات والمختبرات والأدوية، عبر توفير الموارد.
والخامس، يتمثل في التحديث المستمر للبرتوكولات المعتمدة لتقديم الخدمات للمرضى.
والسادس، الذي جعل الإمارات تسخر مواردها وكوادرها وتجربتها في خدمة الإنسانية.
أما السابع، فنجاح الإمارات في توفير اللقاح  مجاناً للمواطنين والمقيمين.
والثامن يتمثل في الدور الكبير للقطاع الخاص، وأثمر هذا التعاون بتقديم أفضل الخدمات، واستيعاب كل الحالات، فقد فتحت المستشفيات الخاصة أبوابها للمرضى، ودعمتنا بكوادرهم، فالقطاع الخاص جزء لا يتجزأ من منظومة القطاع الصحي في الدولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"