عادي

«بيت الحكمة» يستضيف أبرز المشاركين في «إكسبوجر»

16:09 مساء
قراءة 4 دقائق
1
1
1
1
1


استضاف «بيت الحكمة» في الشارقة أحدث نموذج لمكتبات المستقبل في العالم، كلاً من المصور النيوزلندي روبن هاموند، والبريطاني جايلز دويلي، والفلسطيني محمد محيسن - أبرز الأسماء المشاركة في النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» للحديث عن القصص والمحطات التي ساهمت في نجاحهم، واستعراض التجارب الملهمة واللحظات التي شكّلت فارقاً في مسيرتهم المهنية.
وجاءت الاستضافة في إطار دعم «بيت الحكمة» لرسائل المهرجان وتكريم جهود وأعمال المصورين الذين ساهموا في إحداث فرق في حياة الناس من خلال عدساتهم وأنشطتهم الاجتماعية والإنسانية، ولعبوا دوراً فاعلاً في توثيق العديد من المشاهد والقضايا حول العالم، حيث نظّم «بيت الحكمة» حفل عشاء تخللته جلسة حوارية أضاءت على تجارب وخبرات المصورين.
وتناول روبن هاموند، الحائز على جائزة «ناشيونال جيوغرافيك إكسبلورر» في حديثه الدور الذي تلعبه الصورة في توثيق الانتهاكات التي يتعرّض لها الإنسان حول العالم، وأهميتها في إحداث فارق في حياة الأشخاص الذين يعانون من إعاقات عقلية، إذ استطاع خلال عمله كمصور صحفي أن يرصد مشاهد وقصص لأشخاص عانوا إعاقات نفسية واجتماعية ومعرفية في 17 دولة ومخيم لجوء.
وقال هاموند: «مررت بالكثير من المواقف التي لا تنسى وحرصت على توثيقها، لقد شاهدت مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية مقيدين بالأغلال في السجون أثناء مهمة لي في جنوب السودان عام 2011، لقد شعرت بصدمة كبيرة عندما اكتشفت وجود عشرات الرجال والنساء يعيشون أسوأ ظروف رأيتها في حياتي».
وتابع: «لطالما اعتقدت أن نشر الصور في الصحف والمجلات سيغير ظروف حياة المعاقين، لكني كنت مخطئاً، لهذا خطرت ببالي فكرة إنشاء منظمة witness change، وهي ذات نفع عام تعنى بتسليط الضوء على حقوق الإنسان من خلال الصور».
ولفت هاموند إلى أن تعاونه مع المنظمات الخيرية نجح بالتأثير على الحكومات والمؤسسات والشركات، وإلهامها للمساهمة في محاربة سجن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الصحة العقلية، معرباً عن سعادته بإطلاق سراح 80 شخصاً من أصل 88 مصاباً بإعاقات ذهنية من السجن الذي زاره للمرة الأولى في جنوب السودان.
تصوير النزاعات
روى جايلز دولي قصته التي بدأت في عام 2011، إذ فقد ساقيه وذراعه اليسرى إثر سيره على عبوة ناسفة في أفغانستان أثناء تصوير النزاعات فيها، وقيل له في ذلك الحين إنه لن يمشي مرة أخرى وأن حياته المهنية قد انتهت.
وقال دوليز الذي انتقل من تصوير الأزياء والموسيقى إلى توثيق الحروب والنزاعات: كانت الأيام الـ 46 التي قضيتها في العناية المركزة قاسية للغاية، لكنني تمكنت من التواصل بشكل أفضل مع الأشخاص الذين التقطت لهم صوراً عديدة وتعرفت على التجارب المروعة التي مروا بها.
وأضاف: «يمكن للصورة أن تغير حياة الناس بشكل عام وليس فقط الأشخاص الموجودين فيها، ولا أنسى عندما اتصل بي رجل من أستراليا قال لي إنه يريد أن يصبح طبيباً بعد أن رأى صورة كنت قد التقطتها لطفل مصاب في أفغانستان. لا أعتقد بأنني أستطيع تغيير العالم من خلال صوري، لكنني آمل أن يشكل عملي مصدر إلهام لمن يستطيعون تغيير العالم».
ويشير دوليز إلى أنه على الرغم من التجارب المؤلمة والحزينة التي مر بها خلال مسيرته المهنية، منحه ذلك نظرة إيجابية للحياة، حيث قال: «أحاول من خلال الصورة توضيح ما يجري من أهوال في هذا العالم، في الوقت ذاته أصور أشخاص رائعون يمتلكون قدرة كبيرة على بثّ الأمل في نفوس الآخرين، إذ كنت دائماً ألمس -خلال زيارتي لأماكن فقد فيها الناس منازلهم وأحبائهم في الحرب- شعاع الأمل ينبعث من تفاصيل حياتهم، وهذه هي الرسالة التي أرغب بإيصالها».
 أزمة اللاجئين
أما صاحب «بولتزر» العالمية مرتين، محمد محسين، الذي عمل على توثيق أزمة اللاجئين في جميع أنحاء العالم، أكد على أن شغفه تجاه هذه القضية هو الذي يقوده نحو الذهاب إلى مختلف الأماكن حول العالم لرصد هموم الناس ومعاناتهم اليومية.
وقال: «أحاول أن أظهر في صوري أن جميع اللاجئين غادروا منازلهم مجبرين على ذلك، لهذا أحرص على عرض قصص من حياتهم اليومية، وإظهار التحديات التي تواجههم، وأذكر أسماءهم وأعمارهم، حتى أؤكد أنهم ليسوا مجرد أرقامٍ بل بشر، منهم رجال ونساء وأطفال يستحقون الحياة».
ويرى محيسن الذي تتميّز أعماله بالتركيز على الأطفال باعتبارهم الضحايا الأكثر تضرراً في الحروب والصراعات، أنهم أصحاب أحلام مشتركة ومتشابهة حول العالم، فهم كما يرى يريدون اللعب والمرح والشعور بالسعادة فقط، وقال: «الأطفال لم يختاروا مكان ولادتهم ولا الظروف التي يعيشون فيها، هم ليسوا أطرافاً بهذه الصراعات ولا ذنب لهم لهذا أسعى لأن أوثّق قصتهم وقضيتهم لأنها بالنسبة لي هي الأهم».
وتابع: «إن التفاصيل اليومية وحقيقة تواصل الحياة رغم من مختلف الظروف في مخيمات اللاجئين، دفعتني لإطلاق مؤسسة يوميات لاجئ المعنية بمساعدة اللاجئين والنازحين الذين تضرروا من الحرب أو الكوارث الطبيعية أو التمييز أو الفقر، فأنا أوثق في أعمالي الحياة اليومية لهؤلاء الأشخاص، وأرصد قصص كفاحهم، وأحاول تسليط الضوء على بارقة الأمل الصغيرة الباقية في قلوبهم بالرغم من ظروفهم الصعبة التي يعيشونها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"