عادي

حكاية ديالو تكشف النقاب عن مافيا تهريب اللاجئين

13:49 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1


الشارقة: ضمياء فالح
تم الكشف عن تفاصيل مثيرة في قضية النسب المزيف لواعد مانشستر يونايتد الجديد أماد ديالو؛ تبدأ رحلة الأحلام في إفريقيا من أطفال يركلون الكرة على ملعب ترابي وأحياناً في فريق المدرسة أو في بطولات محلية متنقلة، آلاف الأطفال وعائلاتهم يلاحقون حلماً واحداً باعه لهم وكلاء يدعون أن لديهم اتصالات مع أندية كبيرة مثل ريال مدريد واي سي ميلان وباريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد ويدور الحلم غالباً حول الثروة والشهرة، ويعبر سنوياً 15 ألف لاعب كرة صغير من غرب إفريقيا لأوروبا وآخرهم الإيفواري أماد ديالو (18 عاماً) صفقة مانشستر يونايتد من أتالانتا الإيطالي مقابل 37 مليون استرليني.
دفع ديالو ثمن الانضمام لمانشستر يونايتد بعد تغريمه 42 ألف استرليني من قبل الاتحاد الإيطالي لدخوله البلاد بوثيقة مزورة، ووجهت المحكمة التهمة لـ5 أشخاص بالغين في تهريب ديالو وشقيقه حامد و3 لاعبين آخرين قبل 6 سنوات، وتواجه العصابة تهماً بالاحتيال وتهريب اللاجئين، مؤسس فريق أبيدجان حامد مامادو تراوري هو الذي مثل «الأب المزيف» في الوثائق وزوجته مارينا ايدويج تيهير «الأم المزيفة» بينما مثلت شقيقتها لاريسا جيزلين تيهير وزوجها «زادي جيلداس أبو» «الأم والأب» لأبناء عم أماد، واحد منهم يلعب في ليتشي والآخر في نادي درجة رابعة، أما الشخص الخامس في الشبكة فهو بلي بليز تيهي المتزوج من إيطالية وهو «الأب» للاعب الخامس، وفحص الـ«DNA» أثبت أن أماد وشقيقه حامد لا تربطهما أي علاقة نسب بالوالدين المسجلين في الوثائق واعترف أماد فور التحقيق معه أنهما ليسا والديه وأفلت بغرامة لأنه كان قاصراً عند تهريبه من إفريقيا.

كيف علمت الشرطة الإيطالية ؟
التحقيق بدأ عندما أعطى مكتشف مواهب يدعى جيوفاني داميانو دراجو معلومات للشرطة بعد القبض عليه في 2017 بتهمة تهريب 5 لاعبين من إفريقيا كجزء من «عملية الفيل الصغير»، توصل دراجو لتسوية مع الشرطة وحكم عاماً و10 شهور بالسجن مع إيقاف التنفيذ، اثنان من هؤلاء اللاعبين التحقا بفريق أبيدجان الذي يديره تراوري، والد أماد المزيف، ودراجو أيضاً لديه علاقات مع المافيا وألقي عليه القبض مرة لتورطه في إعطاء أمر بضرب رجل مدين لعائلته، وأماد كان قطعة من منظومة كبيرة انتشله منها فريق إيطالي مغمور يحمل اسم بوكا براكو ويعلق مدربه دينييس كيرليني:«لم نكتشف أماد، جاء إلينا ليرينا مهاراته وأدركنا أنه مميز جداً». صديق لحارس إيطاليا السابق جيوفاني جالي طلب منه الحضور لمشاهدة الجوهرة السمراء وأعجب به جالي وأقنع أتالانتا بشرائه والطريف أن مارينا التي سجلت اسمها أماً لأماد في الوثائق المزورة تعمل هي الأخرى في أتالانتا لكن النادي الإيطالي نفى علمه بتحركاتها المشبوهة.
تألق أماد مستقبلاً قد يسهم في تسليط الضوء على مأساة الكثير من الأطفال الموهوبين الذين لم يحالفهم الحظ مثله، القضية ليست تهريب بشر بل تهريب مواهب من واقع أليم ولا شك أن العصابة العائلية التي تهرب المواهب تقبض جزءاً من أجورهم كلاعبين أو تدفع لهم عائلات اللاعبين في كوت ديفوار ثمن انتقال أبنائهم إلى الضفة الأخرى من العالم ويصل المبلغ أحياناً لـ6.500 استرليني، ولا يحصل الأطفال الموهوبون فور وصولهم إيطاليا على سكن لائق ولا تجارب أداء كما وعدهم وكلاء اللاعبين الذين غالباً يكونون لاعبي كرة فاشلين.
 ويعلق إد هاوكنز مؤلف كتاب «The Lost Boys»: تهريب لاعبي الكرة تجارة مربحة، الجميع يعرف دوره من الوكيل إلى الموظف الذي يصدر الوثائق الرسمية، الكثير من الأطفال ضاعوا وانتهى الحال بهم في عصابات مخدرات أو العمل كعبيد أو في الدعارة، هم قطعاً لا ينتهي الحال بهم في مانشستر يونايتد مثل أماد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"