نلتزم.. نتعافى

01:11 صباحا
قراءة دقيقتين

ازدياد مخالفات الإجراءات الاحترازية للحد من «كورونا»، وعدم الالتزام بالتدابير والتعليمات التي حددتها الجهات المعنية في الدولة؛ يؤكدان أن كثيراً من الناس وضعوا «كورونا» خلفهم، وبدأوا يعيشون حيواتهم بشكل طبيعي، على الرغم من أن ذلك غير صحّي، وغير سليم؛ بدليل ارتفاع معدل أرقام الإصابات التي تكشف عنها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، كل يوم، وتحديداً ارتفاع معدلات الوَفَيَات.
لا شك أن إصابات «كورونا» هذا العام 2021، وعدد الوَفَيَات، أكثر بكثير من مدد مشابهة لها في أوقات سابقة، ما يعني أن الأمر ما يزال يستدعي الحيطة والانتباه، وعدم الإقبال على النشاطات، ومنها كماليات، وكأن الوضع بات طبيعياً؛ فمكافحة الوباء لا تتأتى إلا بمزيد من الالتزام، واتباع الإجراءات الوقائية، حتى نبدأ فعلاً تلمّس تراجع في معدلات الإصابة.
أرقام الجرعات التي صرفت حتى الآن، والتي زادت على 5 ملايين، أو ما يعادل نصف سكان الدولة، منهم من أخذ الجرعة الأولى، ومنهم من أكمل الجرعتين؛ يجب أن تزيد من معدلات التزامنا، وحذرنا؛ لأنه نجاح يضاف إلى نجاحات الدولة في إدارة هذا الوباء الذي اجتاح العالم، وارتفاع معدل صرف الجرعات الذي هو الأعلى عالمياً؛ يجعل الدولة قريبة جداً من الوصول إلى المناعة المكتسبة، الناتجة عن التطعيم، والتي ستساعد على تقليل أعداد الإصابات، وتكبح انتشار العدوى، ومن ثم السيطرة على الفيروس.
وعلى الرغم من ذلك، لا ننسى أن عدد وَفَيَات «كورونا» في الدولة زاد على الألف، رحمهم الله جميعاً، وأن إجمالي المصابين المسجلين وصل إلى 345605، مقابل 326780 متعافياً، ما يعني أن إجمالي المصابين حتى الآن 18825؛ وهو رقم لا يذكر بما تشهده دول العالم من انتشار سريع لهذا الوباء.
لو عدنا إلى بدايات الوباء، وكيف كان وقع الإعلان عن 100 إصابة جديدة، وقعاً ثقيلاً على السمع؛ لكن الآن دخلنا في خانة الآلاف، والكثير من العامة لا يتعظون، وهو ما يشكل خطراً حقيقياً؛ لأن ازدياد معدلات الحالات، ينذر بأن معدلات انتشار الوباء ستكون أسرع.
وما يزيد الطين بلّة في مسألة «كورونا»، أن الالتزام الشخصي تجاه هذا الوباء، يجب أن ينبع من الشخص نفسه؛ لأن بعضهم إذا ما رأى نفسه بصحة جيدة، ولا أعراض عليه قد يتجرأ ويخرج من منزله، وهذا هو الخطر الحقيقي؛ لأن هذا المصاب إذا لم يمنعه الوازع الداخلي؛ فإنه قد يشكل قنبلة متنقلة بين العامة.
ولأجل تدارك هذا الأمر، ونظراً لأن القلة القليلة من الأشخاص، ليس لديهم ثقافة تحصين النفس، فلا مانع من أن تزيد الجهات المعنية جرعة التثقيف الصحي، وتبيان الطريقة الأسلم للمصاب في كيفية حماية نفسه، وعدم نقل العدوى للآخرين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"