حماية المجتمع.. حماية للوطن

00:50 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

أن يبلغ عدد جرعات لقاح كورونا التي تم تقديمها في الإمارات أكثر من 5 ملايين جرعة، (بنسبة 50.6 جرعة لكل 100 شخص من المؤهلين للتطعيم) أي أكثر من نصف عدد سكان دولة الإمارات، مواطنين ومقيمين، خلال فترة شهرين، فهذا يعد إنجازاً صحياً جديداً يضاف إلى إنجازات أخرى في ميادين عدة، وهو إنجاز يحسب للإمارات، لأنه لم يسبق لأية دولة في العالم منذ توفر اللقاحات، أن قامت بمثل هذا العمل الاستثنائي وغير المسبوق خلال فترة زمنية وجيزة.

 إن دلَّ هذا على شيء فإنما يدل على أن قيادتنا تولي كل اهتمام للصحة العامة وحماية المجتمع، وهي لا تتوانى عن توفير كل المستلزمات الصحية وبذل كل جهد للوصول إلى تحقيق هدف مناعة المجتمع والوطن في مواجهة هذه الآفة الخبيثة التي ضربت العالم، وقضت حتى الآن على أكثر من مليوني شخص، وأصابت نحو 109 ملايين آخرين، وما زالت تحصد المزيد، وتنهك اقتصادات العالم، وتفرض القيود وإجراءات التباعد بين الناس.

 إن اللقاحات هي الوسيلة الوحيدة لهزيمة هذا الوباء، وكلما ارتفعت نسبة التلقيح ارتفعت نسبة التعافي، وتقلصت مساحة الفيروس وقدرته على الفتك، ما يجعل انتقال الفيروس من شخص إلى آخر غير مرجح، ونتيجة لذلك يصبح المجتمع بأكمله محصناً ومحمياً وهو ما يسمى «مناعة القطيع»، وليس فقط أولئك الذين لديهم مناعة.

 يحسب للإمارات أنها تسابق الزمن لإنجاز هذه المهمة الوطنية في أسرع وقت ممكن، فيما لا تزال دول كبرى وصغرى في أول طريق عملية التطعيم أو لم تبدأ بعد. وهذا بحد ذاته يعتبر علامة فارقة بين دولة تدرك معنى تعافي شعبها وتخليصه من هذا الفيروس القاتل ودولة لا تعي ذلك.

 ويحسب للإمارات أيضاً أنها تساوي بين مواطنيها والمقيمين على أرضها، وتعتبر صحة الجميع وحمايتهم أولوية، لا فرق في ذلك بين جنسيات وقوميات وأديان، أو بين صغير وكبير وكهل؛ ذلك أن كل المقيمين على هذه الأرض يستحقون الرعاية والعناية لأنهم جميعاً يشاركون في صناعة هذا التقدم والازدهار والتفرد في الريادة.

 إن اكتساب المناعة الجماعية هو السبيل الوحيد للانتصار على الجائحة، واستئصالها والحؤول دون انتقالها، فقد ساهمت المناعة الجماعية التي تم استحداثها في العام 1977 في استئصال مرض الجدري، كما ساهمت أيضاً في استئصال العديد من الأمراض الأخرى. وقبل ذلك أدت المناعة الجماعية إلى استئصال داء الحصبة عند الأطفال في العام 1933. 

 مناعة الوطن من مناعة المواطن، هو الشعار الذي يمارس كل يوم من أجل أن تبقى دولة الإمارات سبّاقة في مختلف الميادين، وتقدم للعالم نموذج الدولة التي تترجم أقوالها إلى أفعال بفضل قيادة آلت على نفسها أن تكون في خدمة شعبها، وشعارها اليومي «نحن لا نعرف المستحيل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"